* جاكرتا - بالي - الوكالات: أعلن قائد شرطة مكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس أن الاعتداءات التي وقعت السبت في جزيرة بالي الإندونيسية كانت عمليات انتحارية على ما يبدو تحمل بصمات ما تسمى الجماعة الإسلامية المتطرفة التي يقال: إنها مرتبطة بتنظيم القاعدة. وقال رئيس قسم مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية الإندونيسية انسياد مباي: إن الملاحظات الأولية في أماكن الاعتداءات سمحت بالعثور على أشلاء بشرية وقطع من حقائب تحمل على الظهر يشتبه بأنها عائدة لانتحاريين. وأضاف أن (طريقة التنفيذ تشبه إلى حد كبير العمليات (الانتحارية) السابقة التي تمت باستخدام حقائب ظهر عثر على قطع منها في أماكن الاعتداءات). وأضاف (عثرنا على جثث بدون ساقين أو رأس).. وكان متشددون شنوا يوم السبت ثلاث هجمات منسقة بالقنابل على مطاعم مزدحمة بالرواد في قلب منتجع جزيرة بالي الإندونيسي مما أسفر عن مقتل 36 شخصاً بينهم أجانب وإصابة 102 آخرين. وبالي التي تقع على بعد 960 كيلومتراً شرقي العاصمة جاكرتا أشهر مقصد سياحي للسائحين الأجانب. وأيد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في مكتب كبير وزراء الأمن بإندونيسيا أمس الأحد فرضية حدوث عمليات انتحارية، وقال لرويترز عندما سألته عمّا إذا كانت التفجيرات التي وقعت يوم السبت ناجمة عن هجمات انتحارية فقال: (المؤشرات تقود إلى هذا الطريق.. رأينا رؤوساً مفصولة عن أجسادها وكلّها كانت حول منطقة الانفجارات). وقال كين كونبوي خبير الشؤون الأمنية والعسكرية في جاكرتا: إن الانتباه سيتركز على الجماعة الإسلامية. وأضاف (إذا نظرنا إلى جميع التفجيرات السابقة للجماعة الإسلامية نعرف من خلال التحقيقات أنهم يعدون أن تفجيرات بالي تمثل نجاحهم الوحيد.. انهم ينظرون فعلاً إلى هذه التفجيرات كنجاح لهم.. لذا أعتقد أنهم يحاولون تكرار نجاحهم السابق). وقالت إندونيسيا الأسبوع الماضي: إن الاعتقالات أضعفت الجماعة الإسلامية ولكنها لا تزال تمثل تهديداً.. وتأتي هذه الانفجارات شبه المتزامنة بعد نحو ثلاث سنوات من هجوم شنّه متشددون مرتبطون بتنظيم القاعدة استهدف اثنين من الملاهي الليلية في بالي وأسفر عن مقتل 202 غالبيتهم سائحون أجانب. ووصف الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو الهجمات بأنها أعمال إرهابية وتعهد بالقبض على المسؤولين عنها. وقال يودويونو: إن من السابق للأوان تحميل أي جهة المسؤولية عن الانفجارات التي قال خبراء: إنها تحمل بصمات ما تسمى الجماعة الإسلامية وهي شبكة تعد ذراعاً إقليمية لتنظيم القاعدة.. وأدانت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بالهجمات. ومن شأن هذه الهجمات أن تزيد الضغط الذي يواجهه يودويونو الذي يكافح بالفعل لوقف انتشار مرض انفلونزا الطيور القاتل والاحتجاجات على رفع أسعار الوقود. وقال أحد الناجين يدعى كوتيت سوارتانا (33 عاماً): إنه كان يتناول الطعام في محل جيمباران عندما انفجرت أولى القنابل وأن الانفجار الثاني وقع بعد بضع دقائق من الأول. وأضاف من فراشه بالمستشفى (كنّا نتناول الطعام ثم أظلمت الدنيا فجأة.. حاولت أن اجري لكني كنت أقع في كل مرة.. ثم وقع الانفجار الثاني). واستطرد (أصيب الناس بالذعر.. لم أحاول إلا إنقاذ نفسي). وعمل الأطباء والمسعفون خلال الليل لمعالجة الجرحى الذين ما زال كثير منهم في حالة صدمة ومخضبين بالدماء.. وأمس الأحد سعى بعض المسافرين إلى مغادرة بالي فيما يعدّ كابوساً آخر لصناعة السياحة وهي شريان الحياة ل(الجزيرة) والتي لم تنتعش إلا في الآونة الأخيرة بعد التفجيرات المدمرة التي وقعت عام 2002م. وداخل مطعم راجا الذي يتمتع بشعبية كبيرة الذي لحقت به أضرار بالغة في شاطئ كوتا تناثرت بقع الدماء على الأرض. وانتثرت قطع الزجاج المحطم من المتاجر والمقاهي على أرض الشارع.. وجلس إندونيسيون جرحى على الرصيف وكان بعضهم يبكي.. وعرضت شبكة مترو التلفزيونية لقطات لسائحين أجانب يقفزون فوق حطام واجهة متجر من عدة طوابق. وقدم المارة الإسعافات الأولية لعديد من الجرحى.. وفي هونج كونج ذكرت القنصلية البريطانية أمس الأحد أنها سترسل إحدى فرق الاستجابة السريعة لجزيرة بالي وذلك لمساعدة الرعايا البريطانيين هناك.. كما أقامت القنصلية خطاً ساخناً لطمأنة أقارب وأصدقاء مواطني هونج كونج المواجودين في بالي. وهذا الخط هو 29013077 هونج كونج. وفي أستراليا قال رئيس وزرائها جون هاوارد رئيس وزراء: إن التفجيرات استهدفت تقويض القيادة المعتدلة في إندونيسيا التي تشكل خطراً على التطرف.. وقال هاوارد للتلفزيون الأسترالي: إن (الرئيس يودويونو يمثل تهديداً للتطرف، إنه الوجه الديمقراطي والمعتدل الحقيقي للإسلام، وهو من ثم شخص لا بد من دعمه ومساعدته.. الإرهابيون يعرفون ذلك وهم يريدون تقويضه).
|