يتفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري مساء اليوم، بتشريف حفل الافتتاح للمجمع السكني الخيري الثاني بحي البديعة وتسليم مفاتيح الوحدات السكنية للمستفيدين.
مكونات المجمع الثاني ومميزاته
يتكون المجمع الخيري الثاني بحي البديعة من ثلاثمائة وحدة سكنية تحتوي كل وحدة منها على مجلس وصالة عائلية ومطبخ في الدور الأرضي وغرفتي نوم بخدماتهما في الدور الأرضي.
وقد روعي في تنفيذها جودة مواد البناء المستعملة، وتوفير الحد الأدنى من العناصر المعمارية، واستقلالية الخدمات بحيث يكون لكل وحدة سكنية خزان علوي وسفلي وعداد للكهرباء وآخر للماء، وتخصيص مساحة خاصة لكل وحدة سكنية، والتجانس بين وحدات المجمع وبقية الوحدات السكنية في الحي، كما روعي أيضاً أن يكون البناء على الصامت من جهة واحدة للاستفادة من الارتدادات الجانبية ولمنع كشف الساكنين لبعضهم البعض، فضلاً عن مراعاة الخصوصية الاجتماعية للسكان واستقلال المداخل والمخارج لكل وحدة.
هذا وقد تم تخصيص أرض بمساحة 574 متراً مربعاً لإقامة المسجد مع سكن للإمام والمؤذن، وكذا تخصيص أرض بمساحة 2035 متراً مربعاً لإقامة ملاعب وحديقة للأطفال.
ويقام المجمع على أرض بيضاء داخل الحي السكني مما يسهم في ترابط هذا الحي واتصاله ودمج الأسر المستفيدة مع سكان الحي القائم، كما تتوفر فيه جميع الخدمات من كهرباء وماء وهاتف وصرف صحي، إضافة إلى المرافق الضرورية كالمدارس والأسواق.
وقد أسهم المجمع في تطوير الأراضي البيضاء داخل النظام العمراني، والحد من التوسع الأفقي للعاصمة الرياض.
أهداف المجمع وفوائده
يوفر المجمع الثاني مباني سكنية تمت تهيئتها لاحتضان المحتاجين ومساعدتهم على تنمية قدراتهم الذاتية للخروج من ربقة الفقر، كما يقدم برامج تنموية لساكني الوحدات السكنية من أجل تأهيلهم والأخذ بأيديهم للتحول من معتمدين إلى منتجين، هذه ا لبرامج تجسد منظومة متكاملة تعكس المشاركة في التنمية الشاملة اقتصادياً واجتماعياً وعمرانياً.
ويساهم المجمع في مكافحة الفقر والحد من المظاهر والسلوكيات السلبية المنتشرة في أوساط الفقراء والتي تشجع على الاستمرار في حالة العوز، وذلك ضمن الجهود التي تبذلها الدولة وتشارك فيها مؤسسات المجتمع، فضلاً عن إيجاد وقف مؤسسي دائم لا يعتريه ما يعتري الأوقاف غير المؤسسة من قصور واندثار تجسيداً لمفهوم الصدقة الجارية.
وفي الإجمال يحقق المجمع مبدأ التكافل الاجتماعي والتعاون على البر والتقوى.
مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري
مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري هو مشروع وقفي يحمل منذ نشأته وتأسيسه رسالة إنسانية مليئة بالخير الكثير والعون المديد لفئة من مجتمعنا في مسيس الحاجة إلى المسكن الآمن والرعاية والعناية لكي تخرج من دائرة الفقر إلى مستويات أفضل تليق بكرامة الإنسان وتساهم في الوقت نفسه في خدمة المجتمع، وتتحول من البطالة والاتكالية إلى العمل والمشاركة كقوى فاعلة ومنتجة.
وقد جاءت فكرة هذا المشروع نتيجة لجهود نفر كريم من أهل هذا البلد المعطاء مساعدة لإخوانهم المعسرين والفقراء في توفير المسكن المناسب لهم ولأسرهم بعد أن عجزوا عن الوفاء بالتزامات الإيجار التي قد تكون مرتفعة أحياناً ولايملكون ثمنها أحياناً أخرى.
وقامت مجموعة من رجال الأعمال بعرض فكرة إنشاء مساكن لإيواء هذه الفئة على سماحة مفتي عام المملكة السابق الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - والذي أيدها بدوره، ورفعها إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حيث عرف عنه دعمه الكبير للعمل الخيري في شتى المجالات، فما كان منه وفقه الله إلا أن تبنى المشروع برئاسته شخصياً.
هذا وقد أعلن عن المشروع رسمياً في رمضان سنة 1418هـ وتم إعداد هيكله الإداري والمالي بمجالسه ولجانه وإدارته المتخصصة، ثم بدأ العمل على جمع تمويل المشروع عام 1419هـ، وباشر عمله على أرض الواقع بشراء أرض المشروع الأول بحي سلطانة غربي مدينة الرياض، وإعداد تصاميمه وتخطيط أرضه عن طريق أحد المكاتب الهندسية، ثم طرحت مناقصة التنفيذ على المؤسسات الوطنية، وبدأ العمل بوضع حجر الأساس للمشروع في يوم السبت 15/8/1421هـ ، وقد تألف من 122 وحدة سكنية مساحة كل منها 126 متراً مربعاً مبنية على مساحة من الأرض تبلغ 270 متراً مربعاً، وها نحن اليوم نفتتح المشروع الثاني.
وبهذه المناسبة صرح الدكتور عبدالعزيز بن أحمد المسعود بقوله «إن لدى المشروع توجه لإنشاء مجمعات للإسكان الخيري في عدد من محافظات منطقة الرياض تشمل الخرج وعفيف والقويعية والدوادمي».
متطلعاً إلى أن يعلن الأمير سلمان الموافقة على إقامة هذه المجمعات خلال رعايته لاحتفال اليوم.
كما أعلن المسعود عن قرب وضع حجر الأساس لإنشاء المجمع السكني الخامس في محافظة المزاحمية، لينضم إلى المجمع الثالث بحي سلطانة، والمجمع الرابع بحي الجرادية بمدينة الرياض.
هذا وقد ثمن المسعود دعم القيادة الرشيدة لمشروعات الإسكان الخيري، مشيراً إلى مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الخاصة بدعم الإسكان الشعبي وتوفيره للمشمولين بالضمان الاجتماعي.
وأوضح المسعود أن المجمع السكني الخيري الذي يفتتح اليوم أو أي مجمع آخر ضمن مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري، لا يقتصر على توفير السكن، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم برامج ونشاطات وفعاليات مخططة في عدد من الجوانب بهدف إتاحة فرص التأهيل والتدريب والتوظيف بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية.
وشكر الدكتور المسعود في حديثه رجال الأعمال والمحسنين الذين يقفون إلى جانب دعم المشروعات الخيرية حتى تستمر في أداء رسالتها وتحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة.
| 
"تغطية خاصة"