* تحقيق واستطلاع - خالد الدوس * * لسلوك اللاعب وثقافته دور كبير في تعزيز نجوميتة وإثراء عطائه بصورة إيجابية فمتى ما كان اللاعب على قدرٍ كبيرٍ من المثالية والوعي فحتماً سينعكس ذلك على مسيرته الرياضية وعلى النقيض من ذلك إذا انخفض مؤشر هذا السلوك وانعدم الوعي لديه فهذا يعني ضياع موهبته وبالتالي مستقبله الكروي. * ولكي نرتقي بفكر اللاعب أصبحت المسؤولية مشتتة بين أكثر من طرف حيث يرى العديد من الخبراء أن المدرسة والنادي والبيت لهم اليد الطولى بالارتقاء بسلوك اللاعب وتنمية ثقافته. * الجزيرة بدورها طرحت هذه المعضلة على العديد من الأكاديميين والإعلاميين والرياضيين فخرجت بهذه المحصلة. ********** بناء العقول في البداية تحدث الكاتب الرياضي الكبير الأستاذ تركي الناصر السديري حول هذا الموضوع قائلاً: إن مسؤولية خلق (وعي) وثقافة الرياضة لدى الفرد - أينما كان لاعباً أو مشجعاً أو عاملاً أو إعلامياً تقع مسؤولية هذا الأمر على (المدرسة) بالدرجة الأولى والعاشرة ف(المدرسة) هي المعنية والمناط بها مسؤولية إعداد الفرد معرفياً وثقافياً في كل الأمور والمسائل التي تجعل منه فرداً أكثر إنتاجاً وقدرةً على العطاء الإيجابي في الحياة ومن بينها العمل الرياضي فمن خلال المدرسة يتعرف ويتعلم الفرد ماهية الرياضة وثقافتها وأساسياتها السلوكية والإنتاجية والمعرفية وإذا ما تحقق ذلك وصار هذا الفرد لاعباً رياضياً، فإنه سيكون ممتلكاً للتأسيس المدرك للرياضة ومتطلبات الانخراط بها وواجبات واستحقاقات ذلك وبالتالي سيكون أكثر قدرةً على الانخراط الصحيح والمدرك والمنتج رياضياً ما ينطبق على اللاعب، يندرج على الإداري والإعلامي والمشجع وعندما يكون الأمر كذلك ستكون (منظومة) العمل (الرياضي) قادرة على تواجد اللاعب الرياضي المنضبط في سلوكه وأدائه وعطائه الإيجابي. * وأضاف.. يجب ألا نحمّل اللاعب كل شيء وتهميش الأهم وأقصدُ هنا وجود الإداري الرياضي الصحيح قبل كل شيء لأن دوره أكثر أهمية وأكثر ضمانية على تواجد مناخ رياضي صحي، وبالتالي وجود (منظومة) عمل صحية وصحيحة تعين وتغذي اللاعب بالثقافة والوعي والسلوك والانضباط (الرياضي.. ال(صحّ) فمن المحزن أن نضع العربة أمام الحصان!! * واختتم السديري رأيه قائلاً إن دور النادي هو الأهم فإذا كان النادي الرياضي ممتلكاً لمواصفات النادي الرياضي الصحيح سيكون كل شيء فيه تمام التمام بيد أن وضع النادي الرياضي بصورته الحالية مجرد مسمى دون مستوى ومنشأة.. تديرها الكفاءة الارتجالية والمجتهدة وهذا لا يعدى إلا هدر للجهد والمال والوقت، مشدداً على أن النادي الرياضي بحاجة إلى ما يشبه (الانتفاضة الرياضية) لتعزز وتعيد هندسة الواقع الرياضي لدينا بداية من النادي الرياضي قلب وعقل النشاط الرياضي. بلورة (الشخصية)!! * ويدلي الكاتب بجريدة الجزيرة الأستاذ عبدالله العجلان برأيه حيث يقول: إن مسألة النهوض بفكر وثقافة اللاعب ليست وسيلة واحدة وإنما يتطلب النهوض بأفكار اللاعبين مجموعة من الوسائل والإجراءات التي لا تتوف فقط عند وصول اللاعب إلى موقعه الرياضي كممارس إذ إن هنالك علاقة مباشرة ومرتبطة بتكوين البشر عموماً وتشكيل شخصيتهم منذ الصغر وعبر أساليب تعليمه وتربيته وثقافته وأيضاً تأثير أجواء المجتمع المحيط به.. لذلك من الصعب أن تغيّر الكثير من السلوكيات الخاطئة لدى اللاعبين دون الاخذ بعين الاعتبار أهمية الجوانب التربوية والاجتماعية الأساسية وهو ما يدفعني إلى الحديث عن ضرورة البدء باتخاذ خطوات بناء اللاعب سلوكياً وتكريس مفاهيم وعيه منذ البداية، ومن خلال درجة الناشئين ومدارس البراعم وقبل أن تؤثر فيه أجواء الشهرة والإثارة وحمى المنافسات. * وأضاف علينا الاعتراف أن الأندية غير قادرة على القيام بهذا، فالمهام صعبة وتحتاج لجهود متعددة وطويلة الأمد. كما أن إدارات الأندية غالباً ما تكون مهتمة ومشغولة في كيفية تحقيق أسرع وأسهل الانتصارات التي سنعجل لها ضمن إنجازاتها لكن هذا لا يكفي أن يسعى إلى عمل ندوات ومناشط ترتقي بوعي وثقافة وسلوك اللاعب وكذلك إقرار حوافز تشجيعية للمتميزين إضافة إلى ما ذكرته حول المراحل السنية. وأكد العجلان أن للمحاضرات والفعاليات شفافية داخل الأندية ولها تأثير لكنه وقتي مشيراً إلى أن الأندية لا تستمر في هذا الاتجاه ولا تضع الجانب الثقافي في إطار برامجها واهتماماتها العامة المتواصلة بقدر ما تقيمه إليه في أوقات محدودة جداً لا تؤدي إلى إبراز وتفعيل العامل الثقافي في توجيه اللاعب والارتقاء بفكره وسلوكياته. وطالب لجنة الانضباط بأن تقوم بدورها فيما يتعلق بمعاقبة الخارجين عن الروح الرياضية بقرارات قوية وحازمة وموازية لمقدار الخطأ المرتكب من اللاعب ولابد من التأكيد على أن (من أمن العقوبة أساء الأدب) وبدون الأخذ بمبدأ الثواب والعقاب ستدب الفوضى وسوف يتمادى المتهورون بتصرفاتهم وعندها سيكون العلاج مستحيلاً لذلك على الجهات المعنية الاهتمام بهذه القضية باعتبارها عنصراً رئيساً ومؤثراً على كافة القطاعات والممارسات الرياضية. الأندية غيّبت الجوانب التربوية! أما الأستاذ أديب عادل أغا المشرف على القسم الرياضي بمجلة الجيل قال: إنه لابد أن يعني أن اللاعب كائن بشري مبدع في جانب من جوانب الحياة فقد ساقته موهبته للبروز في الجانب الرياضي حاله كحال المبدع في الطب والهندسة أو حتى المهن الأخرى إذاً هنا لابد أن نعترف بأن كرة القدم أو الرياضة بشكلٍ عام مهنة رسمية وبالتالي ما يطبق على أصحاب المهن يطبق على اللاعبين ويصبح من الطبيعي أن يستوعب اللاعب كل بنود الاحتراف ويطبقها لأن هذه البنود تعتبر المنظم الأساسي لحياته وعمله طالما اختار أن يحترف وتكون الرياضة سبيله في كسب رزقه. * وأضاف أن للأندية دوراً في تنمية ثقافة اللاعب الاحترافية وسلوكه فهو دور رئيس لا يمكن الإغفال عنه طبعاً فإلى جانب دور الأندية في صقل المواهب وتقديمها للمنتخبات الوطنية يجب عليها أن تهتم بكيفية ارتقاء فكر اللاعب وتطوير عقليته ليصبح محترفاً في كل تصرفاته فكم من لاعبٍ موهوبٍ توسم الجميع به كل خير إلا أن فكره غير الاحترافي أضاع موهبته وبالتالي مستقبله، الأمر الذي يؤكد أن دور الأندية في هذا الشأن مغيب للأسف الشديد فلا نشاهد ندوات ومحاضرات داخل أروقتها التي من شأنها تنمية الثقافة الاحترافية للاعبين علاوة على تعيين إداريين لفرقها وهم غير ملمين ببنود الاحتراف وأعتقدُ أن الثقافة الاحترافية وغرس الوعي لابد أن يبدآ من اللاعب الناشئ. ضياع ثقافة اللاعب * ويرى الدكتور صلاح السقا.. أستاذ علم النفس الرياضي بجامعة الملك سعود وعضو الشرف بنادي الرياض.. أن الوسيلة الأنسب للنهوض بأفكار اللاعبين في جميع النواحي التي تخص مجالهم الرياضي وهو أولاً التعرف على متطلبات النجاح في المجال الرياضي.. فالكثير من المنتمين بالمجال الرياضي يرون أن الأداء يدور حول ما يسمى بدائرة النجاح. فالوسيلة المثلى تكمن في مساعدة الرياضي على أن تسير دائرة النجاح في الاتجاه الإيجابي، وذلك من خلال مساعدته على اكتشاف ذاته والتعرف على احتياجاته ورغباته واهتماماته وشخصيته.. إلخ مما يعزز ذلك من تكوين تصور إيجابي نحو الذات ومن ثم التأثير في جوانب الأداء الأخرى إيجاباً. * وأكد السقا أن الأندية هي المسؤولة في المقام الأول عن إيجاد بيئة مناسبة من أجل الارتقاء بأداء الرياضي من جميع الجوانب فهي المعنية بالتعاقد مع المدربين والإداريين والفنيين الذين يؤثرون بشكلٍ مباشر وغير مباشر في سلوك اللاعب. واستطرد قائلاً: إن هناك الكثير من الممارسات الخاطئة من قِبل الأندية المؤثرة سلباً في سلوك اللاعبين بشكلٍ عام، فعلى سبيل المثال الضائقة المالية التي تعاني منها معظم الأندية لم تساعد على تطبيق النظام بشكلٍ سليم حيث غالباً ما تتأخر الأندية في صرف مستحقاتهم، وبالتالي عدم إحساس هؤلاء اللاعبين بالأمن الوظيفي إضافة إلى عدم وجود لائحة داخلية للأندية توضح العلاقة بين اللاعب والنادي وعند وجودها لا تنطبق بشكلٍ سليم هذه الأسباب أدت إلى عدم التزام اللاعبين وتسيبهم وكنتاج طبيعي عدم القدرة على الحفاظ على مستوياتهم وبالتالي التأثير في سلوكهم الرياضي. * وشدد السقا على أن المحافظة على الأداء العالي وتعزيز السلوك تتطلب قدرة الرياضي على إصدار أحكام حول العديد من الجوانب المؤثرة فعلى سبيل المثال كيفية قضاء وقت الفراغ، التعامل مع الآخرين، تنظيم أوقات النوم، ردة الفعل للأمور، نوع الغذاء.. إلخ مثل هذه الأمور لا يمكن إكسابها للرياضي إلا عن طريق البرامج التثقيفية التي تُسهم في الارتقاء بفكر الرياضي وتعزيز ثقافته مؤكداً أن تثقيف اللاعب وتقبل المسؤولية وتنظيم أسلوب حياته وإعداده للمنافسة لا يتم عن طريق تفعيل الأنشطة الثقافية بالأندية.. فقط ولكن عن طريق تنمية شخصيته وتقديره لذاته من خلال الممارسات التطبيقية وتعويده على التصرف بشكل احترافي. النهوض بفكر اللاعب * أما الكاتب الرياضي المعروف الأستاذ عبدالله الضويحي فيعتبر أن مسألة النهوض بمستوى فكر اللاعب بصورة عامة ليست وصفة طبية.. أو علمية يمكن تناولها أو أخذها بسهولة إذ إن هناك عوامل كثيرة تؤثر في ذلك فيها ما هو ذاتي.. وآخر خارجي. فهناك ارتباط كبير من وجهة نظري بين الوعي والقانون إذ لا يمكن أن يتنامى الوعي في مجتمع نامٍ ما لم يكن مدعوماً بقوة النظام هذا بصورة عامة.. واللاعب لدينا هو جزء من هذا المجتمع وعليه فإن النهوض بمستوى عقلية اللاعب ووعيه تأتي من أساسها من خلال مصدرين: الأول: عوامل ذاتية.. تعتمد على اللاعب نفسه من خلال تنمية ثقافته المعرفية ليس في المجال الرياضي فحسب ولكن في مجالات أخرى والأمثلة كثيرة وان كان نواف التمياط من الجيل الحالي على سبيل المثال يعطي نموذجاً مثالياً وحقيقياً لهذا النوع من اللاعبين ولا أريد أن أعدد أكثر حتى لا أنسى آخرين. دليل نظرة مقارنة بين نواف وآخرين تؤكد مدى انعكاس ثقافته على وعيه وسلوكه وأدائه داخل الملعب وخارجه. أما ثانياً عوامل أخرى مثل النادي والاعلام وما يتم تعاطيه خلاله من آراء ونقد وتوجيه سليمة تساهم في ارتقاء مستوى ثقافة ووعي اللاعب بدوره تجاه مجتمعه. وعن دور الأندية في هذا الشأن قال إن دورها كبير ورئيس من خلال القيام بدورها المنوط وتنفيذ هذا الدور طالما أنها تضطلع بدور ثقافي واجتماعي وأيضاً تطبيق المفهوم الصحيح للاحتراف من خلال اختيار الإدارة المشرفة القدوة للاعب وأيضاً الزام اللاعب بقضاء ما لا يقل عن ثماني ساعات أو تسع يومياً في النادي طالما أنه محترف.. نصفها الفترة الصباحية تثقيفي توعوي ليس شرطاً في المجال الرياضي فقط بل في الثقافة العامة (القانون) حقوق اللاعب وواجباته علاقته مع وسائل الإعلام.. إلخ. العقوبات ستسهم في عملية الانضباط * ويؤكد المحاضر وعضو لجنة المنتخبات باتحاد كرة القدم السعودي الأستاذ حمود السلوة أن مسؤولية دعم فكر وثقافة اللاعب حتى يكون مقبولاً من قِبل الجماهير الرياضية هي مسؤولية كبيرة يشترك فيها اللاعب نفسه في المقام الأول ثم دور إدارات الأندية وكذلك الإعلام الرياضي.. والأكثر أهمية في هذا الجانب هو التشديد في فرض العقوبات الصارمة على أي لاعب يتجاوز حدود الانضباط والسلوك غير الرياضي أو عدم قدرته على تطوير مستوى أدائه الرياضي.. ونوه السلوة بأن دور الأندية في هذا الشأن مهم جداً إذ إنها معيبة بشكلٍ مباشر في إعادة تأهيل وتثقيف لاعبيها المحترفين على وجه التحديد وذلك من خلال التوجيه والنصح والإرشاد والمتابعة والتثقيف وتطبيق أقسى العقوبات على اللاعبين. وتمنى السلوة أن تفعّل الأندية الأنشطة الثقافية داخل أروقتها مؤكداً أن تفعيلها يعني الانتقال بفكر وعقلية وثقافة اللاعب من ثقافة (الحارة)!! إلى ثقافة الاحتراف والعقلية الاحترافية السليمة. الكادر المالي نقطة تحول في العملية!! كما تحدث المدرب الوطني القدير خالد القروني عن هذا الموضوع الحيوي قائلاً: إذا أردنا أن ننهض بأفكار اللاعبين يجب أن نضع شروطاً تجبر اللاعب على التحصيل العلمي ويكون للنادي الاختيار في كفاءة اللاعب من ناحية المستوى الفني والتحصيل العلمي الذي يغذي بطبيعة الحال فكر الإنسان واللاعب أحد ركائز المجتمع، فإذا كان اللاعب على مستوى جيد من العلم سيُسهم في التعامل معه سواء من الإداري أو المدرب أو حتى في استيعابه للتدريبات والتكتيك وحتى على مستوى طموحاته. ولو ألقينا نظرة سريعة على شريحة كبيرة من اللاعبين نجد أن تحصيلهم العلمي ضعيف وهذا من وجهة نظري السبب المباشر أو السبب الجوهري وراء انعدام ثقافة اللاعب وسلوكه الرياضي وبالتالي تفشي بعض السلوكيات والتصرفات الخاطئة من بعض اللاعبين. * وقدم القروني اقتراحاً تضمن وضع كادر خاص لسلم رواتب خاصة باللاعبين المحترفين بحيث يكون السقف الأعلى عشرين ألف ريال يشترط حصول اللاعب على الشهادة الجامعية مهما وصل مستواه حتى وان كان يحمل الصفة الدولية. ولمن يحصل على الثانوية العامة خمسة عشر ألف ريال والمتوسط عشرة آلاف ريال والابتدائي خمسة آلاف ريال وبالتالي تجبر اللاعب على زيادة تحصيله العلمي الذي من شأنه تعزيز فكره رياضياً. وطالب القروني بأن يكون هناك بنود في الاحتراف تشدد على أهمية الارتقاء بفكر ووعي اللاعب بالزامه بالجوانب السلوكية داخل الأندية غير أن الواقع يؤكد أن معظم الأندية تتنازل عن حقوقها بسبب البحث عن نتائج وقتية لحاجتها للاعب مهما يصدر منه تصرف أرعن أو سوء سلوك!! مما يجعل اللاعب يتمادى في سلوكه المرفوض ما لم تكن هناك أنظمة قوية وضوابط تردعه وتعيده لرشده. * وتمنى القروني أن تلزم الأندية لاعبيها لحضور المحاضرات والندوات التي من شأنها دعم سلوك وثقافة اللاعب ولاسيما في الفترة الصباحية بحيث تكون هناك محاضرات من الساعة 9 - 12 صباحاً ما لم يكن هناك تدريبات، وهذا سيسهم في القضاء على السهر وتنظيم الوجبات للاعب علاوة على تطوير مستواه الثقافي ودعم فكره الكروي. تردي سلوك اللاعب مسألة تراكمية * أما الدكتور محمد العويضي عضو الشرف بنادي الوحدة فقال في هذا الصدد إن المسألة تراكمية، فبيئة اللاعب يكون لها دور مهم في تدريبه على السلوكيات الإيجابية.. وتبدأ من البيت حيث يتلقى الطفل كلمات بسيطة ثم يحاكي سلوكيات والديه وهنا تتكون الخبرات الأولى للإنسان. ولعل أهم ما في بيئة النادي ثقافة ووعي الإدارة التربوية وأشدد على أن الإدارة الواعية يقع عليها عبء كبير في إكمال دور البيت والمدرسة وهناك مجموعة من الوسائل التي يمكن استخدامها في رفع مستوى وعي اللاعب إلى الأعلى مثل صدق المعاملة من قِبل الجهازين الإداري والفني وحسن سلوكيات القائمين على شؤون اللاعب ليكونوا قدوة حسنة له.. أما الأندية يجب أن تكون بيئة صالحة يستطيع اللاعب من خلالها أن يكتسب خبرات سلوكية حسنة ومشرقة. وأكد الدكتور العويضي أن القوالب القانونية لنظام الاحتراف في كل دول العالم موجود فيها بنود تحث وتوضح للاعب أهمية الالتزام بالجوانب السلوكية الإيجابية، مشيراً إلى أنه يجب توعية اللاعب بأهمية نظام الاحتراف وأخلاقياته ويكون ذلك عن طريق تدريبه تدريباً علمياً بعيداً عن الأساليب التقليدية مثل عرض فيلم وثائقي عن الاحتراف في أحد الأندية المشهورة عالمياً يوضح جوانب الثواب والعقاب وفقاً للعقد المبرم بين اللاعب والنادي. وتمنى عضو الشرف الوحداوي أن تقوم بعض الأندية بتقديم نماذج للاعبين السابقين وكيف تمكنوا من الارتقاء بثقافتهم ماضياً وحاضراً حتى أصبح لهم دور مثالي في حياتهم العامة والخاصة أمثال الدكتور عبدالرزاق بكر وعبدالله بكر والدكتور صلاح السقا والدكتور عبدالرزاق أبوداود والدكتور خالد التركي وخليل الزياني وغيرهم بأن يعرضوا تجاربهم الرياضية أمام النشء من اللاعبين وحتماً سيكون لذلك الأثر في تعزيز ثقافة وسلوك اللاعب والارتقاء بفكره الرياضي. القواعد التربوية تنطلق من البيت * كما تحدث الدكتور صالح العميل.. عضو الشرف بنادي الشباب قائلاً: إن القواعد التربوية تنطلق في البداية من البيت الذي يعتبر الركيزة الأساسية لبناء العقول.. فالأسرة هي المحضن الأساسي للأجيال وهي اللبنة والركيزة الأولى لغرس السلوك الحميد وتنمية ثقافة الإنسان. والثقافة بلاشك لها دور كبير في توسيع أفق اللاعب وتغذيته فكرياً فمتى ما وجد البيئة الملائمة من كوادر مؤهلة ومتخصصة تُسهم في النهوض بفكر اللاعب وتعزيز سلوكه نحو الأفضل فهذا حتماً سيجعله يتفاعل مع هذا النظام بصورة أكثر فعالية ويجعله أكثر قدرة على مسايرة ومواكبة المستجد والمتجدد بنظام الاحتراف الكروي. * وأضاف لو أجرينا دراسة عن مؤهلات اللاعبين وتحصيلهم العلمي لوجدنا أن نسبة ما بين 60 - 70% تحصيلهم العلمي ضعيف، وهذه مشكلة أدت إلى تأخرنا احترافياً وعدم استيعاب هذا النظام بالصورة المطلوبة، وطالب العميل الأندية بتفعيل الجانب الثقافي داخل دهاليزها والزام اللاعبين لحضور الندوات والمحاضرات في الحصة التدريبية الصباحية لتغذية عقولهم بالوعي والسلوك والانضباط الرياضي السليم. أهمية «القدوة» في سلوك اللاعب * وينطلق الأستاذ عبدالمحسن الحجلان الصحفي بجريدة الرياضية من زاوية أخرى عن الموضوع، ويقول: إن ثقافة اللاعب تمثل بطبيعة الحال جزءاً كبيراً من شخصيته الكروية.. فعلى ضوء ما يفرزه اللاعب من تغيرات داخل وخارج الملعب يعكس ذلك المؤشر الذي يتغلغل داخل أعماق ذلك اللاعب من ثقافة سواء كروية أو غيرها. ولاشك أن اتقاء فكر اللاعب تتدخل فيه العديد من الأطراف بداية من المنزل مروراً بالأصدقاء والمدرسة حتى تتشكل شخصيته وثقافته والأسلوب والطريقة التي يتعامل بها مع الآخرين وتحديداً عمله والأندية بالتأكيد تتحمل جزءاً كبيراً في عملية ارتقاء فكر اللاعب وتفاعله مع سلك الاحتراف بالأسلوب الأمثل الذي يتماشى مع أنظمة الاحتراف. * وشدد على أن المحاضرات داخل الأندية من قِبل المختصين بالذات ممن يحملون فكراً كروياً عالياً بلاشك له تأثير في فكر اللاعب والنهوض بمستوى سلوكه الإيجابي خصوصاً عند اللاعب النشء إذ أوجد (القدوة) داخل الأندية فهو الفيصل في عملية بلورة شخصية اللاعب.. ولاشك أن شخصية القدوة لها انعكاس كبير على جميع اللاعبين وتحديداً النشء باعتبار أنه يمثل أي - القدوة - منعطفاً مهماً في تشكيل شخصية اللاعب وكشف كل الجوانب السلبية له. حقوق اللاعب أما رئيس نادي الاتفاق الاستاذ عبدالعزيز الدوسري فيدلي بدلوه قائلاً: إن هناك الكثير من الأخطاء التي تقع فيها بعض الأندية والمؤثرة سلبياً في سلوك اللاعبين بشكلٍ عام فلاعب يمكث خمسة أو ستة أشهر بدون راتب وتطالبه بأن يلتزم بالجوانب الرياضية الإيجابية داخل الملعب.. أعتقدُ أن ذلك أوجد بعض التساهل في تنفيذ وتطبيق اللائحة في حالة صدور بعض التصرفات غير الرياضية من قِبل اللاعب وبالتالي أدى إلى عدم التزام اللاعب وانضباطه طالما أنه لم يحصل على حقوقه في ظل ما تعاني منه الأندية من أزمات مالية. وأكد الدوسري أن الأندية غير قادرة على القيام بتغذية ودعم سلوك وثقافة اللاعبين من خلال محاضرة أو محاضرتين لأن المهمة صعبة وتحتاج لجهود متعددة وطويلة الأمد.. كما أن الأندية تفكيرها منصب في إيجاد الموارد المالية لصرف مستحقات لاعبيها بصورة منتظمة وعدم تأخيرها ولكن هذا لا يلغي أن تسعى في عمل ندوات ومحاضرات ترتقي بفكر ووعي اللاعبين خصوصاً في ظل إلزام الأندية بتطبيق الدوام الصباحي للمحترفين مما يعني ملاءمة الوقت نحو تنظيم النواحي النظرية من ندوات ومناشط ثقافية تعزز من سلوك اللاعبين وتنمي ثقافتهم الكروية بصورة أفضل.
|