أول يوم في برج الميزان من الأيام التاريخية السعيدة في تاريخ أمتنا المجيدة، بل تاريخ مهم في تاريخ البشرية جمعاء، ففيه تم توحيد كيان أمة، ووحدت دولة تحت لواء التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وهو شعار أسعد البشرية على مر الأزمان وتعاقب السنين، بل رفعها من أمة بلا هدف، ومن مجتمع متنافر تسوده الفوضى وتعمه الهمجية، إلى مجتمع مترابط، وأمة متماسكة، ذات هدف واحد، وكيان موحد، بالرغم من تباعد المسافات المكانية، واختلاف الأجناس البشرية، وتنوع العادات المحلية. ولولا صدق النوايا، وقوة العزيمة، ووحدة الكلمة، ووضوح الهدف عند باني كيان الدولة السعودية، ورافع لوائها الملك عبدالعزيز بن سعود - طيب الله ثراه - واقتفاء أبنائه البررة الكرام لنهجه من بعده لما تحقق لشعب الجزيرة العربية ولأمتنا المجيدة ما تحقق من أمن في الأوطان، ورغد في العيش، ونمو وازدهار يغبطنا عليه المحبون ويحسدنا عليه الحاسدون، في كل أصقاع المعمورة. فالدارس لتاريخ الجزيرة العربية، والمتتبع لتعاقب أزمانها يلحظ أن هذه المنطقة الشاسعة لم تحظَ بالأمن الوافر، وبالارتقاء والازدهار في حياتها وفي جميع شؤونها بمثل ما حظيت به في هذه الحقبة من الزمان، فالمسافر يقطع المسافات الشاسعة ليلاً أو نهاراً آمناً مطمئناً والباحث عن مناقب العلم والعلماء يجد أبواب العلم مشرعة له لينهل من رحيقها، وطالب النزهة لا يكل ولا يمل من وفرة المنتزهات في الصيف والشتاء، والمعتل صحياً يجد بغيته من مراكز العلاج المتخصصة قريبة منه، بعد أن كان يقطع الفيافي والقفار باحثاً عن مستشفى أو مصح يتطبب فيه، ناهيك عن وعورة الطرق وصعوبة المسالك التي كان يعاني منها المتنقل بين المدن والقرى والهجر وما تحقق فيها من سهولة وأمان وخدمات تسر الصديق والمحب، وتحترق منها عين الحاسد والكاره. كل هذا وغيره من وسائل الراحة والخدمات سواء منها الاجتماعية أو الصحية أو التعليمية والترفيهية لم يكن ليتحقق لولا صدق النوايا ووفرة العزيمة والإخلاص في العمل لدى القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وإخوانه وأعوانهم البررة الأتقياء نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله، والله حسيبهم. فبارك الله لمن أخلص جهده لخدمة هذه البلاد الطاهرة التي منّ ّالله عليها برعاية الحرمين الشريفين، ورحم الله من استأثر بهم عنده وأسكنهم فسيح جناته ممن خدموا تحت راية التوحيد هذه البلاد وأهلها وعلى رأسهم المؤسس والباني لنهضة هذه الأمة الملك عبدالعزيز آل سعود وأبنائه البررة المخلصين الذين تولوا سدة الحكم من بعده، وبارك الله لنا في الأحياء منهم، ونفع بجهودهم المخلصة وجزاهم بما يقدمون لأمتهم وللعالم أجمع من جهود خيرة خير الجزاء، وأعاد الله على هذه الأمة مناسباتها السعيدة باليمن والمسرات.
|