بلادي لا تضاهيها بلادٌ
بكلِّ الأرض من ربِّ العبادِ
فأشرَفُ بقعةٍ في الأرض فيها
وأغنى بالتراث والاقتصادِ
ومنْ خيراتها غُذِّيْتُ دوماً
ولم تبخل بمأوى أو بزادِ
وفي كنفِ الأمانِ أعيشُ فيها
وليس لأمنها نِدٌّ ببادي
لذا أحببتُها حباً كبيراً
بملئ في وكامل الفؤادِ
وكم أحببت فيها أرض نجد
وأنعمْ بالسهول وبالنجود
وما أبهى الرياضَ بأرض نجد
إذا الوسميُّ أمطرَها بجود
فحوَّلها بساطاً سُندُسياً
موشاً بالزهور وبالعقود
ورائحةٌ يفوحُ العطرُ منها
فتنعشُ رائحاً فيها وغادي
وأطيارٌ على فنن تغنّي
وتشدوا في الرَّواح وفي المعادي
وفي واحاته الخضراء خيرٌ
لسكَّان الحواضر والبوادي
ففي أرجائها نخلٌ ظليلٌ
كثيرُ النفع ذو طلع نضيد
حقولُ القمح والأعلافُ فيها
تُرى من شاهق الجوِّ البعيد
يخال مراقبٌ للأرض شكلاً
كمثل الحِصِّ في أجياد غيد
سقاكِ الغيثُ دوماً أرضَ نجد
وما ضاعَ العطاءُ بأرضِ جودِ
وجوفُ الأرض تسكنُه كنوزٌ
يتمُّ الكشفُ عنها باضطراد
أيا نجدَ النجود لأنت نجدٌ
لكلِّ مزية وبلا حدود
وإن تسأل عن الإقليم شرقاً
فمن خير المناطق في البلاد
فماض زاخرٌ بالخير دوماً
وحاضرُه سخاءٌ بازدياد
فظاهرُه وباطنُه كريمٌ
كنوزُ النفط تكمنُ في الحدود
خليجَ الخير دوماً فيك خيرٌ
لأهلكَ من قريب أو بعيد
قديماً للآلئ تحتويها
وكم زيّنْتَ من أيدٍ وجيدِ
وفي هذا الزمان لعبْتَ دوراً
مُهماً في البسيطة بازدياد
فهل من آلة تقوى حِراكاً
إذا الخزّانُ أمحلَ من وقود
سنامُ الأرض موقعُه جنوباً
وكم أعيى اجتيازاً للأعادي
عسيرٌ اسمُه وهْوَ عسير
يئوبُ المعتدي صِفرَ الأيادي
وأمَّا في الجَمال فليسَ أبهى
وأجملَ منك يا أبها بلادي
وفي سهل الجنوب مُقوِّمَاتٌ
لإنماء الزراعة بازدياد
وفي أرض الحجاز لنا فخارٌ
يُزكّينا إلى يوم المعَاد
وهل أزكى وأشرفَ من بقاع
بها المختارُ من ربِّ العباد
رسولُ الله للثقَليْن إنساً
وجناً للهداية والسَّداد
فمن نور الإله أضاءَ درباً
يَدُلُّ السَّالكينَ إلى الرشَاد
وأمضى عُمْرَهُ يدعو جهَاراً
وسراً للخلاص منَ الفَسَاد
وللأوثان حطَّمَها جميعاً
وأفردَ بالعبادة للمجيد
وليسَ لمسلم صلَّى صلاةً
تخالفُ وجْهَة البيت التَّليد
وفي الإسلام حجُّ البيت رُكنٌ
لمقتدر براحلَة وزَاد
فهل من بُقعَة في الأرض تَسمو
كما يسمو الحجازُ على البلاد
وهل في الأرض أكرمُ من ديار
حَوَتْ خيراً لدنياً أو معَاد
أقاليمٌ موثقَةٌ بحبل
بدين الله والكنز المفيد
أقام كيانَها رجلٌ هُمَامٌ
قوي العزم ذو عقل سديد
وقاد مسيرةَ التحديث فيها
وسارَ الإبنُ في الدَّرب المشيد
وهبَّ الشَّعبُ في عَزم وصدق
يُشاركُ في البناء وفي الجهود
علا البنيانُ حتى صارَ صرحاً
يُرى من آخر الدُّنيا البَعيد
وكلُّ النَّاس تقصدُها لدين
وللدنيا زبائنُ بازدياد
على درب البناء يسيرُ شبلٌ
وهذا الشبلُ من تلكَ الأسود
ويقطعُ للبلاد بكلِّ صدق
عهودَ البذل من أجل البلاد
لماذا غيرُنا بلغَ الثريا
ونحن نهيمُ في قاع الوهادي
كفانا غفلةً وكفى اعتلالاً
وهيا نقتفي دربَ الجدود
سأبقى خادماً ما دُمتُ حياً
وأنعم بالحياة وبالمعاد
سأبقى حَارساً وأذودُ عنها
قُوى الإرهاب أو غزو الأعادي
سأبذلُ في سبيل العلم جهداً
لأنَّ العلمَ للإنسان هادي
أشاركُ في البناء بكلِّ عزم
وفاءً للجميل وللعهود
وأمقتُ كلَّ ذي قلب مريض
تُدَمِّرُ بيتَه كلتا الأيادي
فلا سَلِمَت يدُ التدّمير فينا
وسُحقاً ثمَّ سُحقاً للجَحُود
وبوركَ ساعدٌ يمتدُّ دوماً
لفعل الخير والعمل المفيد
ألا يا دار يا أسمى وأزكى
ديارَ الكون أنتِ في الفؤاد
كما باركتَ يا ربي ثراها
فبارك أهلَها يا خيرَ هادي
وصلِّ الله يا ربي وبارك
على المبعوث من ربِّ العبادِ