Tuesday 27th September,200512052العددالثلاثاء 23 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

حول الدوام في رمضانحول الدوام في رمضان
(استبيان) للطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات لأخذ رأيهم!!

تعقيباً على ما يطرح حول الدوام في رمضان خصوصاً قبيل أوانه.. أكتب معقباً على الآراء التي طرحت في هذا العام والعام الماضي وهي بين مؤيد ومعارض والناس في هذا لهم مشارب.
ومنها ما طرح في العدد (12040) يوم الخميس الموافق 11 شعبان 1426هـ تحت عنوان: (نعم نأمل التغيير في رمضان) وأكتب معقباً وأقول أما الذين أيدوا الدوام في رمضان فأجزم أن مكان أعمالهم ودوائرهم ومدارسهم لا تبعد عنهم سوى 5 كلم إلى 10 كلم، فهؤلاء بلا شك لم يذوقوا المرارة التي يتجرعها ويفطر عليها صباحاً ومساءً ذهاباً وإياباً المعلمون والمعلمات الذين يقطعون في سفرهم لدواماتهم مئات الكيلومترات.
كم نتصور متى ينطلقون ومتى يرجعون؟!! يقومون والناس نيام الساعة الثامنة بل السابعة صباحاً ويرجعون والناس نيام بعد صلاة العصر بساعة، والبعض من المعلمات يفطرن بالطريق مع أذان المغرب!! لنتصور جميعاً المعاناة والعذاب اليومي الذي يتكبده أبناء الوطن والإرهاق والإعياء والإجهاد الذي يعتري كل واحد منهم يومياً.. فالمسافر العادي يعاني من السفر!! فكيف بمن يسافر وهو صائم لمسافات طويلة، ثم حصص واقف يشرح فيها ثم رجوع وهو مسافر!!؟؟
وهناك العديد أيضاً من المشكلات الأسرية والاجتماعية نتاجها الدوام في رمضان.. وهناك أيضاً إشغال عن العبادة من قراءة قرآن واستعدادات للصلاة والإفطار وتناول السحور وكذلك قيام الليل.. فكلها مترتبة على النظام اليومي للأفراد، والدوام أدى إلى اضطراب البرنامج اليومي لكل فرد.. وكل منا يتأمل واقعه جراء الدوام في رمضان، والمعايير التي نقيس بها إيجابيات وسلبيات الدوام في رمضان كثيرة وعلى رأسها ما يلي:
أولاً: شلل في العملية التعليمية، فإذا نظرنا كثرة الغياب بين صفوف الطلاب والطالبات نجدها تزداد في رمضان عن غيره عن باقي السنة، وكذلك بالنسبة لإجازات المعلمين والمعلمات تكثر في هذا الشهر.. أما عن حالات النوم فحدث ولا حرج، والمجال واسع والذي يرغب التأكد يجري جولة استطلاعية على المدارس ويرى بأم عينيه أن وجود الطلاب كعدمهم!! وإذا تفحصنا الاختبارات في ظل هذه الظروف الجيدة؟!! نجد النتائج ضعيفة، خلاف الفصل الثاني وهذا أمر معلوم لدى مدراء المدارس، إذن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي الحصيلة والنتيجة طالما المخرجات التعليمية فاشلة؟ وما أقنعني وزاد إيماني بفشل الدوام في رمضان حينما سألت طلابي في المرحلتين المتوسطة والثانوية عن ضعفهم في هذا الشهر فكلهم أجمعوا على الدوام في رمضان وفي موعده الذي يتنافى ويتعارض مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها) فالتبكير جانب لم يدرس ولم يتخذ فيه قرار.. فما المانع من الدراسة بعد الفجر بساعة ونصف مثلاً أو كالعادة الساعة السابعة، وما أن تأتي الحادية عشر إلا والدراسة انتهت؟ ويأخذ الجميع قسطاً من الراحة بعد الظهر حتى العصر، إذن المعلمون والمعلمات والطلاب والطالبات تذمروا جميعهم من موعد الدوام وزمنه في رمضان.. فإذا كانوا هم الشريحة الكبرى من المجتمع فلماذا لم يؤخذ برأيهم حتى وإن تطلب الأمر عمل استبيان وعلى ضوئه يُتخذ قرار عاجل يريح أبناء الوطن من هذا العناء، خصوصاً كما قلت الذين يتكبدون مشاق السفر اليومي.
ثانياً: كثرة الحوادث المرورية، وذلك تزامنا كما أسلفت مع بدء الدوام الساعة العاشرة.. والكل يعلم عن هذا الموعد أنه بداية (القيلولة) وهو لكونه أخذ قسط من النوم ليلاً، ومعروف أن الليل في الشتاء أطول منه في الصيف.
قد يقول قائل بعض الأفراد يسهر ليلاً ثم لا يستطيع أن يواصل حتى موعد الدراسة المقترح في الساعة السابعة صباحاً.
أقول: الذي أجبر الطلاب في الأيام الأخرى في غير رمضان أن يناموا مبكرين يجعلهم كذلك برمضان بتعاون من أولياء الأمور والمدرسة، علماً بأن المدارس لها إجراءات صارمة مع الطلاب المتغيبين والمتأخرين تصل إلى حد استدعاء ولي أمر الطالب وإن تطلب الأمر الفصل، ويتم ذلك عن طريق إدارة التعليم، أما بداية الدوام بوضعه الحالي الساعة العاشرة فله أضرار على سائقي السيارات لكثرة نعاسهم، هذا في الأيام العادية، وفي رمضان من باب أولى.. وأتمنى أن يصدر تقرير إحصائي من الإدارة العامة للمرور عن حوادث السيارات ليثبت لنا هذا الكلام خصوصاً في الفترة من الساعة العاشرة صباحاً فما فوق في الأيام العادية وإحصاء آخر في أيام رمضان، وأنا أجزم ليس تشاؤماً ولكن اعترافاً بالخطأ أن الحوادث في رمضان في الفترة المشار إليها تفوق الأيام العادية.. ولو نظرنا إلى الشريحة العظمى نجد أكثرهم من المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات لتعرضهم للإرهاق اليومي اكثر من غيرهم في وقوف المعلم والمعلمة طوال الوقت للشرح والإرشاد والتوجيه والطلاب والطالبات بالتركيز الذهني بمعدل ست ساعات متواصلة!!
ثالثاً: المشاكل الاجتماعية: إذا تفحصنا المجتمع بكل أطيافه نجد بعض الأسر تتعرض لمشاكل يومية بسبب الإهمال غير المتعمد من قِبل الأم أو البنت تجاه بيتها لكونها معلمة وتسافر يومياً ولا تأتي في المساء إلا متأخرة!! وهذا الروتين يخلق شرخاً في جدار المجتمع وتزداد معه حالات الطلاق والمشاكل النفسية والتربوية للأطفال.. وإذا رأينا السبب نجده الدوام في رمضان.. إضافة إلى ما نراه من قلة التواصل بين الجيران وكذلك الأقارب، وذلك للسبب نفسه.
أخيراً أتمنى ممن يهمه هذا الأمر من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم أو من المسؤولين في مجلس الوزراء الموقر ومجلس الشورى، وبعد التوضيح الذي ذكرت من خلال السلبيات للدوام في رمضان، أن نجد العلاج العاجل وذلك باستقطاع أيام من الإجازة الصيفية وتقديم الدراسة ثم قطعها في رمضان.. وأقترح اقتراحاً لعله يفيد في ذلك، وذلك بتقديم اختبارات الدور الأول بأسبوع أو أسبوعين وهذا يفيد الطلاب باسترجاع المعلومات والمحتفظ بها وهي أقرب إلى التذكر والاستيعاب وتحصل الفائدة بنجاحهم، ثم جعل عودة المعلمين والمعلمات هي موعد بدء الدراسة ثم توقفها في رمضان للسلبيات الآنفة ذكرها.. آمل أن نرى قراراً يثلج صدور الجميع عبر الصحافة المحلية.. وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إبراهيم بن عبدالكريم بن محمد الشايع
محافظة المذنب - ص.ب 1005

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved