* الخرطوم أبوجا (أ. ش. أ) الوكالات: أعلنت القوات المسلحة السودانية عن صدها لهجوم جديد من الحركات المسلحة بإقليم دارفور بغرب السودان، الذي يعاني من النزاع المسلح بين الحكومة والمتمردين عليها من أبناء الإقليم. وقال الجيش مساء الثلاثاء إنّ حركة تحرير السودان المتمردة بإقليم دارفور، شنّت هجوم الأمس على منطقة خزان جديد قرب مدينة شعيرية بولاية جنوب دارفور، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بين أطراف النزاع بالإقليم في نيسان ابريل قبل الماضي. وقال البيان الصادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إنّ القوات المسلحة تمكّنت من صد العدوان، وتكبيد القوات المعتدية خسائر فادحة، وإجبارها على الهروب والتراجع. وكان المتمردون زعموا قبل ذلك، أنّهم استولوا على بلدة شعيرية من القوات الحكومية في هجوم مباغت وقتلوا أكثر من 80 جندياً حكومياً. وأكد مسؤول عسكري سوداني، قبل بيان القوات المسلحة، أنّ المتمردين استولوا على البلدة الواقعة على بعد حوالي 70 كيلو متراً شمال شرقي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. وأضاف أنّ المتمردين حاولوا مهاجمة مناطق مجاورة، لكن القوات الحكومية ردّتهم على أعقابهم. وقال المسؤول الذي لم يرغب في أن ينشر اسمه (البلدة تحت سيطرة المتمردين). وأضاف قائلاً: (نفس القوة المتمردة هاجمت منطقة شمالي شعيرية، لكن القوات الحكومية دحرتها). وقال ذلك المسؤول إنّ المتمردين الذين هاجموا شعيرية يحتمل أنّهم ينتمون إلى فصيل منشق عن حركة تحرير السودان، لمحاولة عرقلة محادثات السلام التي تجرى في نيجيريا. وفي غضون ذلك استمرت محادثات الجولة السادسة من مفاوضات إحلال السلام في دارفور بين الحكومة وممثلي الحركات المسلحة في الإقليم، ولم تخرج المحادثات عما كان مخططاً لها في جدول الأعمال. وساد جو المحادثات الثلاثاء هدوء نسبي مقارنة بيوم الاثنين، حيث تواصلت مناقشات الأفكار والرؤى العامة لطرفي الصراع لمسائل المشاركة فى السلطة والثروة وترتيبات الأمن. وقد نجحت الجهود التي بذلها المراقبون بين جانبي الأزمة بين الحكومة والفصائل، بعد توتُّر ساد يوم الاثنين أنباء الاشتباكات التي دارت في جبل مرة بدارفور، إصابة ثلاثة عناصر بينهم اثنان من مراقبي الاتحاد الإفريقي والثالث هو أحد القادة الميدانيين من حركة العدل والمساواة، ولم تكن أنباء القتال الذي دار في شعيرية قد وصلت بعد إلى المتفاوضين حين إعداد هذا الخبر من قِبل وكالات الأنباء، ومن المؤكد أن تلك الأنباء ستكون لها انعكاسات، مثل سابقتها، على المحادثات .. إذ إنّه بعد مواجهات الاثنين أصرت حركة العدل والمساواة على توزيع بيان مشترك بينها وبين حركة تحرير السودان في دارفور، حول تلك الاشتباكات وحمل البيان حكومة الخرطوم مسئولية الاشتباكات التي وقعت، وزعم البيان أنّ القوات السودانية هي التي ساعدت ميليشيات الجنجويد المتحالفة معها على تنفيذ تلك الهجمات بإسناد بري وجوى. وفيما يتصل بالمناقشات الخاصة باقتسام الثروة والسلطة، فقد عرض ممثلو فصيلي التمرد المصاعب التي يعاني منها أهل دارفور على صعيد الخدمات الأساسية، مشيرين إلى أنّ دارفور هو أكثر أقاليم السودان فقراً رغم أنّ به كثافة سكانية كبيرة. وردّ خبير الأمم المتحدة سيمون راسيل على تلك المداخلة بقوله إنّ اعتبار الكثافة السكانية لا يمكن الأخذ به كمحدّد لاقتسام الثروة، ولكن الاحتياجات الفعلية هي التي تحدّد كيفية تقسيم الثروة على سائر أقاليم الدولة. تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أنّ سيمون راسيل هو أحد الخبراء الذين يشار إليهم بالبنان في مجال اقتسام الثروات، وإعادة توطين اللاجئين والنازحين، وقد عمل لمدة ثلاثة أعوام في أفغانستان بعد سقوط طالبان، وكان ممن أعدّوا برامجاً لإعادة توطين اللاجئين الأفغان الذين فروا إلى إيران وباكستان. وقال ممثل الحكومة السودانية إنّ السودان يسعى الآن إلى تقوية اقتصاده القومي، وذلك بهدف صنع الثروة أولاً ثم بعد ذلك يأتي دور البحث عن أسلوب توزيع تلك الثروة على من صنعوها. وحاولت الفصائل مجدداً دفع مسار النقاش بعيداً عن تناول قضية تطوير الثروة والاقتصاد السوداني ككل، وحصر النقاش في المكاسب التي سينالها أفراد كلِّ فصيل من كعكة الثروة، وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط. وقالوا إنّهم يريدون قيام أحد بيوت الخبرة العالمية بتقدير حجم الثروة القومية للسودان حتى يتم تحديد ما وصفوه أنصبة توزيع الثروة وحصة دارفور فيها .. وطالبوا بأن يكون لأهل دارفور نصيب من الموارد السيادية للسودان كحصيلة الجمارك والمطارات، وأشاروا إلى أنّ دارفور هو إقليم يحدّه أربع بلدان مجاورة، وهو ما يجعله محطة جمركية مهمة. وقال الوسيط الإفريقي سالم أحمد سالم إنّ التحدي الحقيقى أمام طرفي النزاع في دارفور (فيما يخص اقتسام الثروة) هو الكيفية التي سيتم بها تحقيق التوازن بين إيرادات الدولة وبنودها الإنفاقية ومدى مراعاة المستوى المركزي للسلطة لاحتياجات المحليات والأقاليم المختلفة. وقال وسيط الاتحاد الإفريقي إنّه يجب عدم إضاعة الوقت في الحديث عن اقتسام الثروات بل يجب على جميع الأطراف السعي لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات في دارفور وغيرها.
|