ميدان الحياة
مناور بن صالح الجهني/عضو هيئة الصحفيين السعوديين

أحياناً نجدنا نتعارك مع أنفسنا ونخوض معركة قوية نحاول أن نقدم على الخروج من مألوفات الحياة ولكن هذه النفس تحاول أن تمنعنا من الخروج تريدنا أن نسير على نفس النهج الذي نسلكه وتحاول إقناعنا بأنه هو الصحيح وأن نبقى عليه لا نغيره.. وبعد الانتهاء من هذه المعركة والخروج منها بالنصر القوي نقع في معركة أخرى مع من هم حولنا.. نحاول مرة أخرى إقناعهم وإفهامهم بالأمر ولكن لا فائدة.. فهذه الحياة هي عبارة عن معركة مرة مع الذات ومرة مع الآخرين ومرة مع الظروف نبدأ يومنا فيها بكفاح وعراك وجدال وننهي يومنا فيها بتسامح وابتسامة وعفو.. وهكذا نستمر في هذه الحياة على هذا النهج.. ونبحث فيها عن الأمان، ونبحث فيها عن السعادة، ولكن لا سعادة فيها بدون الاتصال بالله سبحانه وتعالى.. ونبحث فيها عن الثروة وعن المركز ونبحث عن المراكب الفخمة والقصور الفسيحة.. والمنتجعات الغناء.. نحن نريد هكذا وإرادة الله خارقة لكل ما يريده.. هي الحياة ميدان واسع فيها نتعلم وفيها نتألم وفيها نأمل وفيها.. فيها نربح ونخسر.. ميدان.. تجد هذا يضحك بأقصاه وآخر يبكي بأدناه لا يشاهده سوى القريب منه.. ميدان كله عقبات ونخوضه متسلحين بالإيمان بالله وبقضائه وقدره وننطلق فيه من الصباح الباكر ولا نعود إلا في المساء الداكن.. نريد أن ننهي كل مشاغلنا فيها ولكن لا يتحقق.. ميدان الحياة من منا لم يخضه.. الكل خاضه والكل عايش واقعه واستمر فيه وهناك من استطاع أن يتكيف معه.. وهناك من لم يستطع ذلك.. ميدان وميدان كله متناقضات.