Tuesday 20th September,200512045العددالثلاثاء 16 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "القوى العاملة"

من المحررمن المحرر
مذيع (يجيب) النوم؟!
عمرو بن عبد العزيز الماضي

إن برامج المناقشات والندوات من أهم البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تبرز قدرة المذيع ومدى نجاحه، ولدينا في الإذاعة السعودية الكثير من برامج (الهواء) التي أصبحت لها قاعدة جماهيرية عريضة.
قبل فترة كنت استمع إلى رد أحد المذيعين على مشاركة إحدى المستمعات التي طرحت فكرة جديرة بالمناقشة، إلا أن المذيع غير مسار الفكرة حسب ثقافته وقناعاته ليفرض على المستمع رأيه وقناعته هو، وكأن هذا الرأي هو الصحيح، الموضوع المطروح كان يناقش موضوعا اجتماعيا مهما، وكان المذيع بردوده وفرض رأيه على المتصلين والمتصلات يجعلك تشعر بالضيق من هذا التدخل غير المبرر الذي حصل أكثر من مرة في الموضوعات المهمة التي يطرحها البرنامج ومنها الموضوعات التربوية والاجتماعية.
إن مهنة المذيع أو المذيعة هي إدارة الحوار فقط لتحليل الآراء والاستنتاج ليكون متوافقا مع قناعة المذيع نفسه سواء كانت قناعته في تربية الأبناء، أو التسوق، أو حقوق الجار، أو أي موضوع مطروح آخر!.
لا أدري لماذا أشعر برغبة ملحة في اقفال الراديو وأنا استمع إلى مثل هؤلاء المذيعين والمذيعات ولا أذيعكم سراً إذا قلت إنني فعلت ذلك أكثر من مرة وإن لم أفعل ذلك فقد شعرت بالضيق وأحسست برغبة في التثاؤب في كل مرة اسمع فيها بعض المذيعين والمذيعات.
إن نجاح أي برنامج وخاصة برامج الهواء يعتمد على من يديره والمساهمين فيه والمواضيع التي تعالج، فالعنصران الأخيران يتوافران في الكثير من برامج الإذاعة إلا أنها تخفق في اختيار المذيع أو المذيعة مما يشكل ضعفا للبرنامج.
فهناك من المذيعين والمذيعات للأسف لا يفرق بين الندوة والمناقشة، فالندوة هي أن يفرض المشارك رأيه في الموضوع المطروح أي أن يكون هناك موضوع يعالج بشكل متكامل يبدي كل واحد رأيه فيه.
أما المناقشة فتقع المسؤولية فيها على المذيع الذي يتولى إدارتها الذي يتدخل بشكل موضوعي في إثارة بعض التساؤلات وإلقاء الضوء على بعض الموضوعات المستنبطة من المتحدث بهدف إثراء الموضوع بشكل عام. فهناك من المستمعين والمستمعات من لديهم ثقافة عالية ووعي كبير في تناول العديد من الموضوعات يفوق ما لدى المذيع أو المذيعة، وهذا سمعته في أكثر من برنامج على الهواء ولكن وبسبب ضعف ثقافة المذيع واستنباطاته ساهم في عدم الاستفادة من هؤلاء في إثراء الموضوع المطروح.
إن مهنة المذيع من المهن المهمة التي تستلزم الكثير من الإعداد والتدريب ولدينا أسماء لامعة في الإذاعة ممن استطاعوا ان يقدموا الكثير المميز ومنهم الأستاذ حسن التركي والأستاذ إبراهيم الصقعوب فهذان تجبرني ثقافتهما وأسلوبهما في إدارة حواراتهما على الاستمرار في الاستماع، فعندما تستمع إلى مذيع متمكن كالأستاذ حسن التركي تشعر أن طبقة صوته مريحة ومناسبة ولا تشعرك بالضيق أو بالنعاس كما هو الحال مع بعض المذيعين والمذيعات؟!
عندما تستمع إلى مذيع كالأستاذ حسن التركي مثلا تشعر أن الصوت يصدر من الصدر (عميقاً) لا من الحنجرة (حاداً) فيراعي الشهيق والزفير في وقفاته وكلماته، كما أنه قادر على تلوين الكلمات والتلاعب بالألفاظ لتتوافق مع الموضوع المطروح.
إن هناك الكثير من المذيعين من تكون مخارج الحروف لديهم غير صحيحة اضافة إلى قلة ثقافتهم في الجوانب الدينية، والأدبية، والسياسية، والرياضية ومعرفة الشخصيات المهمة في العالم فينطق البعض منهم الاسم خطأ وبديهياً ان يكون المذيع ملماً بأنواع البرامج الإذاعية وفنونها التي من أبرزها (الوصف، الحوار، المقابلة، الندوة، الدراما، التمثيل، التشويق، الجذب) وغيرها من الفنون.
إن المذيع ليس عبارة عن مكرر للكلمات أو قارئا لها وإنما هو ركن مهم في العمل الإذاعي فهو الصورة المرئية التي يراها المستمع من خلال أذنه للإذاعة بشكل عام، وهو أداة الاقناع باستمرار المستمع في الصمود والاستماع أمام إغراء الكثير من الإذاعات، وعندما نقول ان المذيع الأستاذ حسن التركي أو الأستاذ إبراهيم الصقعوب مبدعان وناجحان فلأنهما يملكان الكثير من الصفات التي تؤهلهما لذلك وتجبر المستمع على الإصغاء والاستماع إلى نهاية البرنامج.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved