- لا يمكن أن يصل الحال بمخرجين لهما ثقل عربي، وعالمي أن يتبادلا الاتهامات، والسباب بهذا الشكل، بل يصل الأمر بيوسف شاهين أن يسب مصطفى العقاد ويتهمه بأنه مخرج فاشل، وأنه منذ سنوات طويلة، وهو يحاول تقديم فيلم عبدالناصر صلاح الدين، ويفشل... ويقول العقاد عنه إنه أهان العرب في فيلمه (ابن رشد) عندما قدم العرب وهم يحرقون الكتب، ويهينونها في الفيلم. - وبعيداً عن اتهاماتهما للبعض، وأخطائهما الفادحة في العروبة نفسها كمخرجين يسعيان لتحقيق عالميتهما بأي شكل من خلال علاقتهما بالعرب الأول يوسف شاهين العالمي بأعماله وهو لا شك من أفضل مخرجي السينما العربية، يقدم في فيلمه الأخير: اسكندرية نيويوك، وثيقة حب واتهام معاً لأمريكا، والثاني مصطفى العقاد يعترف بتعاونه مع اليهود في هوليوود، ويفخر بجنسيته الأمريكية. - يوسف شاهين يرفض أن يقدم أي مخرج آخر عملاً عن صلاح الدين، بل اتهم فيلمه مملكة الجنة بأنه فيلم متخلف، وأنه لم يعرف أن غسان مسعود الممثل السوري هو صلاح الدين في الفيلم إلا عندما قالوا ذلك في المشاهد والآخر العقاد يعيش على فيلمي عمر المختار، والرسالة وإلقاء التهم على العرب بأنهم عاجزون عن تقديم فيلم عالمي آخر.. بل يرى أنه الأكفأ بتقديم فيلم عربي عن الناصر صلاح الدين، ولكنه بحاجة إلى ميزانية تصل إلى مائة مليون دولار... - لماذا بعد كل هذا العمر.. وهذه الخبرات يتطاول مخرجان عربيان بمكانة شاهين، والعقاد ويصل الأمر بهم للسباب، والتهم التي لا تصدر إلا عن أطفال.؟! - صلاح الدين الأيوبي ليس ملكاً لأحد، بل هو أسطورة عربية، وقدمته أمريكا في عمل سينمائي، وقدمته سوريا في مسلسل يعد من أفضل ما قدم عن صلاح الدين، وعن شخصيته التاريخية وقام ببطولته جمال سليمان. - من يريد أن يقدم صلاح الدين، فليقدم وفي النهاية المشاهد هو المتلقي لهذه الأعمال، وهو الحكم فيها، وهو ما يعترف به العقاد، ويقول إنه يقدم سينما للجمهور، وإن الجمهور هو القاضي، والحكم، وإنه إذا ذهب لفيلم ما فإن هذا الفيلم ناجح، ولهذا هو ليس ضد السينما الشبابية، والكوميدية في مصر. - العقاد قدم (الرسالة) التي ما زالت كفيلم توثق لفترة من أهم فترات التاريخ الإسلامي، وقدم عمر المختار وهو كعمل يعد تحفة تاريخية، وكان نقطة تحول في السينما العالمية كعمل فني عن ثورة شعب، ونضاله ضد الاحتلال، وتعلم الناس من أنتوني كوين كيف يمكن لممثل عالمي أن يقدم روحاً عربية، لشخصية في مكانة عمر المختار. - كان بإمكان مصطفى العقاد أن يناضل أكثر، وأن يستمر في البحث عن ممولين لأعمال مثل هذين الفيلمين، ويؤكد أنه كان سيجد، فهو تجاوز مرحلة الخوف، وأي منتج عربي يتحمس لتقديم عمل عن 11 سبتمبر إذا أراد العقاد دون أن تتفرغ للغرب على العرب، وأموال العرب التي تستثمر في الخارج التي قال عنها الفنان السوري غسان مسعود إنها تمثل 3 تريليون دولار.. ميزانية تُشترَى بها دولٌ. - كل محاولاتنا غير مكتملة، حتى الوجود العربي سينمائياً في الخارج هو للمكاسب الفردية، فليكف مصطفى العقاد، وشاهين عن الكلام وإن كان في العمر بقية فليقدم كل منهما شيئاً للأمة العربية.
مالك ناصر درار
|