مشكلة كبيرة تعيق تقدم الكثير ممن يعشقون الشعر ويرغبون في تعلُّمه، وتتمثل في عدم تفهُّم هؤلاء وإعراضهم عن كل ما يوصلهم إلى ما تصبو إليه نفوسهم ويجعلهم بالفعل شعراء كل حسب مقدرته، وكم نبّه هؤلاء وأرشدوا إلى الطريق الصحيح لتعلم الشعر عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، ومع هذا حالهم مكانك سر لا جديد في حياتهم، يريدون أن يكونوا شعراء بل ويحلمون بذلك وهم لم يعملوا من أجل أن يكونوا كذلك. ومدرسة (مع الأحبة) تلك الزاوية الموجودة في صفحة (مدارات) التي تستقبل رسائل القرَّاء شاهد على تخلف فئة من هؤلاء وتأخرهم، وخصوصاً المبتدئين، فكم من مرة وجه القائمون عليها هؤلاء وأرشدوهم إلى الطريق الصحيح لتعلم الشعر بطرق شتى جميلة ورائعة، وإلى ما هو صالح للنشر. وإذا قلت: إن (مدارات) ومَن يشرف عليها مدرسة من مدارس تعلم الشعر فأنا صادق في كلامي ولست محابياً ولا مجاملاً إخواني فيها، ولكن ما قلتُ حقيقة واضحة للعيان يشهد بها مَن يبحث عن الحق وأعطاه الله فكراً راقياً وعقلاً راجحاً، وكم تمنيتُ أن يتعلم هؤلاء من هذه الصفحة التي يطرح فيها كل ما هو جميل ورائع من فنون القول شعراً ونثراً، وتعليمات حكيمة من القائمين عليها مَن أخذ بها فقد ارتقى بمستواه واستفاد كثيراً، ومَن يتتبع هذه الزاوية الممتعة جداً ويقرأ ما فيها من توجيهات وإرشادات يجد صدق ما ذكرتُ، وسيتعلم بإذن الله على رغم أن الواقع الذي يعيشه البعض من هؤلاء لا يدل على الحرص على تعلم الشعر، والدليل تكرار أخطائهم في كل مشاركة يبعثون بها، وكأنهم يقولون عن أنفسهم: نحن لا نفهم ولا نعقل، وما يكتبه الإخوة في صفحة (مدارات) كافٍ لتفهيم وتوجيه كل ذي لب صافٍ يريد الوصول إلى ما يريد في مجال الشعر الشعبي، ولله در الإخوة في هذه الصفحة وجهوا وعلموا وأرشدوا، ولكن البعض للأسف الشديد يقرأ تلك التعليمات والتوجيهات الكريمة ومع هذا لا يطبق ولا يعمل بها، وكأني بهم ينطبق عليهم قول الشاعر العربي:
لقد أسمعتَ لو ناديتَ حياً ولكن لا حياة لمن تنادي |
نعم هذا هو حال الكثير من هؤلاء أقولها بكل أسف، وإلا فما يكتب من توجيهات كافٍ لتعلم الشعر والنهوض بالموهبة إلى الأعلى بصقلها من خلال تطبيق ما يكتب من توجيهات تساعد على الرقي بمستوى كل شخص يبحث عن ضالته في تعلم الشعر. فالشكر كل الشكر للقائمين على صفحة (مدارات) بقيادة الشاعر القدير الحميدي الحربي المشرف على الصفحة وزميله الشاعر زبن بن عمير حفظهما الله، فكم وجَّها وأرشدا القراء الذين يبعثون برسائلهم لصفحة (مدارات)، وهما بحق مدرسة شعرية رائعة أدعو كل قارئ إلى الاستفادة منهما بقراءة ما يكتبان من توجيهات سامية لمحبي وعشاق الشعر الشعبي بشتى فنونه. وبصفتي أحد قراء ومتابعي هذه الصفحة قلتُ رأيي في هذه القضية دون تحيز ولا مجاملة لأحد، فهيا لنتعلم من مدرسة (مدارات) الرائعة، ونطبق ما فيها من إرشادات؛ للنهوض بمستوانا بما نكتبه من شعر ونثر ونصل إلى الهدف المنشود.
صالح بن عبد الله الزرير التميمي الرس - ص. ب 1200 |