استبشرت كما استبشر الكثيرون من أهل هذا البلد المعطاء وتبدت مزن الخير في الأفق تهطل بالبشريات فاستبشرت النفوس كما تستبشر الأرض عند فقدانها المطر، كم حزنا على فقدان واحد من قادة هذه الأمة كما حزنا على من سبقه من القادة الأخيار ومع حزننا وبقائه في قلوبنا كرمز من رموز هذا البلد المعطاء إلا أننا ومع أبناء هذا البلد الأبرار ومع قادته ننفض عنا الحزن ونواصل المسير فكلما رحل عنا سيد قام منا سيد وكلما أفل نجم خرج لنا نجم آخر ليستمر الضياء وتستمر علامات الخير في السماء، إننا في بلاد الحرمين حرسها الله من كل حاسد ومن كل ظالم غاشم نستبشر دائماً بقادتنا فكلنا جسد واحد نحس ببعضنا فكلنا جزء لا يتجزأ فعندما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله مكرمة زيادة الرواتب لم يكن الأمر مستغرباً على هذا الرجل الذي يعيش هذا الوطن في كل ذرة من ذرات جسده فهو ابن هذه الأرض تربّى على أرضها وعاش مع أهلها فهو يعلم حاجيات المواطن أكثر من غيره فخادم الحرمين يريد أن تكون الرفاهية التي يتحدث عنها الآخرون أمراً ملموساً يحسه المواطن ويعيشه ونحن متفائلون بأن هذه المزنة من الخير ستوالي هطولها فكما قيل أول الغيث قطرة، ونحن واثقون بأن حماية المواطن من جشع بعض التجار الذين همهم جعل هذه المكرمة في زيادة الرواتب تمر على المواطنين كالحلم الجميل، ستكون من أولويات الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي أصدر التوجيهات باتخاذ الإجراءات الحازمة لكل من تسوّل له نفسه التلاعب بالأسعار. نسأل الله لخادم الحرمين الملك عبدالله التوفيق والسداد وأن يرزقه البطانة الصالحة هو وولي عهده الأمين الأمير سلطان وان يجعلهم رحمة لمواطنيهم، وأن يحرس الله هذه البلاد وولاتها واهلها وان يحفظها بحفظه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
مدير إدارة القبول والتسجيل بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية |