* نيو أورليانز - أ.ف.ب: قدَّم رئيس الوكالة الاتحادية لعمليات الإغاثة الطارئة استقالته بينما تحاول إدارة الرئيس جورج بوش تلميع صورتها بعد الكارثة التي نجمت عن الإعصار كاترينا الذي قد يليه إعصار اليوم الأربعاء. وليل الاثنين الثلاثاء، كان الأمريكيون يتابعون تقدم العاصفة اوفيليا التي تتقدم على السواحل الجنوبية الشرقية باتجاه الشمال الغربي ويمكن ان تتحول الى اعصار يضرب هذه السواحل في الساعات الـ 36 المقبلة. وأكد المركز الوطني للأعاصير ان العاصفة اوفيليا كانت تبعد عند منتصف الليل بتوقيت غرينتش حوالى 257 كيلومترا عن جنوب شرق شارلستون (كارولاينا الجنوبية) و418 كلم عن كيب هاتيراس (كارولاينا الشمالية) وتتقدم بسرعة ستة كيلومترات في الساعة.. وترافق العاصفة رياح تبلغ سرعتها 112 كيلومترا في الساعة. وفي الوقت نفسه اعلن رئيس الوكالة الفدرالية لعمليات الاغاثة الطارئة مايكل براون استقالته. وقال في بيان (كما أوضحت للرئيس من المهم أن أرحل لتجنب احداث مزيد من الخلل في المهمة الحالية للوكالة). وأعلن البيت الأبيض تعيين القائد السابق لفرق الاطفاء في ميامي في ولاية فلوريدا (جنوب شرق) ديفيد بوليسون، في مكانه مؤقتاً. وكان براون الذي تعرض لانتقادات المعارضة والمسؤولين المحليين بسبب تقصيره قبل وبعد الكارثة التي أودت بحياة 513 شخصاً حسب حصيلة مؤقتة مساء الاثنين، جرد من مهامه في جنوب الولايات المتحدة يوم الجمعة. وأعلنت الوكالة الاتحادية لعمليات الاغاثة مساء الاثنين انها جمعت معدات اغاثة ومواد غذائية قرب مواقع السواحل الجنوبية الشرقية التي يمكن ان يضربها الاعصار. وقالت في بيان ان (المسؤولين الحكوميين يدعون سكان السواحل الجنوبية الشرقية الى مراقبة تقدم العاصفة والاستعداد مع عائلاتهم والاستماع لتعليمات المسؤولين المحليين). من جهته، حاول الرئيس الأمريكي تهدئة الانتقادات خلال أول زيارة له الى وسط نيو أورليانز التي خلت من معظم سكانها الذين كان يبلغ عددهم 485 الف نسمة يشكِّل السود 67% منهم. وقال بوش لصحافيين طرحوا عليه أسئلة حول الثغرات في عمليات الاغاثة في هذه المدينة في لويزانا احدى ثلاث ولايات تضررت بالاعصار (لدينا وقت طويل لتبادل الاتهامات). وأضاف ان (الكارثة لم تميز بين الناس وفرق الانقاذ كذلك لم تميز بينهم أيضاً)، مؤكداً أن (رجال الانقاذ لم يدققوا في لون بشرة الضحايا قبل إغاثتهم)، وذلك في رد على الاتهامات بان السود لم يلقوا اهتماما بعد الكارثة. ومعظم الذين بقوا في المدينة من السود الذين لا يملكون وسائل نقل لمغادرتها. من جهة أخرى، رفض بوش التصريحات التي أشارت الى ان وجود القوات الأمريكية في العراق قلل من قدرة الحرس الوطني على مواجهة الكارثة. وقال ان (من السخف الادعاء بان التزامنا في العراق أدى الى نقص في القوات هنا).. وأضاف (لدينا ما يكفي من القوات للمسألتين). ويحاول جورج بوش تلميع صورة ادارته التي رأى الأمريكيون انها كانت شبه غائبة حسب استطلاعات الرأي التي كشفت ان 38% منهم فقط يؤيدون عملها. وبهذا الهدف زار بوش على متن شاحنة عسكرية الاثنين الشوارع المقفرة في مدينة نيو أورليانز التي ما زالت المياه تغطي خمسين بالمئة منها.. وقال (سنحل المشاكل)، بدون ان يعلن أي اجراءات ملموسة. وخلال زيارة بوش لعدة بلدات في لويزيانا ثم مدينة غالفبورت (ميسيسيبي) أعلنت الولايات المنكوبة انها تعوّل على مشروع قانون يهدف الى تشجيع الشركات على الاستقرار فيها. وقال وزير التنمية الاقتصادية في ولاية لويزيانا مايكل اوليفييه ان تمويل هذا البرنامج سيمثل (مليارات الدولارات). وأعلنت لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ ان المجلس قرر ارجاء مناقشاته حول الميزانية شهرا واحدا (ليركز جهوده على آثار كاترينا). وانشغلت السلطات الأمريكية الاثنين بالاشخاص الراغبين في العودة الى بيوتهم بينما أعلن ان مطار نيو اورليانز الدولي سيعاد فتحه (تم افتتاحه أمس) للرحلات التجارية. من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الاثنين ان 118 بلدا و12 منظمة دولية تشارك في المساعدة التي تقدمها المجموعة الدولية لاغاثة ضحايا الاعصار كاترينا. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية آدم اريلي (نعترف بسخاء المجموعة الدولية ونقدره خلال هذه المأساة)، موضحا ان (ثلاثين طائرة وصلت من الخارج حتى الآن محملة معدات اغاثة). من جانبها، واصلت فرق الاغاثة عملها الصعب في انتشال الجثث.. وقد أعلنت وزارة الصحة في ولاية لوزيانا الاثنين انها عثرت الأحد على 45 جثة في مستشفى في نيو أورليانز.
|