* الرياض - أحمد القرني: أكد معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبد الله المانع أن مديريات الشؤون الصحية بمناطق ومحافظات المملكة أكملت استعدادها لتنفيذ الحملة الوطنية لاستئصال شلل الأطفال بالمملكة لعام 2005م، حيث تبدأ الجرعة الأولى في 21-8-1426هـ والثانية في 11-10-1426هـ وذلك بتكثيف التوعية الصحية للمواطنين والمقيمين، مشيراً إلى أن الوضع الصحي الوقائي والعلاجي مستقر في كافة مناطق المملكة. وبيّن معاليه أن الانتشار العالمي لمرض شلل الأطفال خلال السنتين الأخيرتين كان بسبب حدوث تفشٍ وبائي لشلل الأطفال في عشرة دول إفريقية ثم انتقل المرض بعد ذلك إلى اليمن عبر إثيوبيا في شهر فبراير 2005م متسبباً في تفشٍ وبائي واسع، حيث وصلت الحالات إلى ما يقرب (300) حالة. وعدّ د. المانع أنه في عام 2003م بدأ الاستنفار العالمي لمواجهة هذه الوباء، حيث قامت منظمة الصحة العالمية في جنيف والأقاليم والدول المتضررة بجهود كبيرة وذلك بتنفيذ العديد من الحملات الوطنية أو المحدودة بالتحصين بلقاح شلل الأطفال بدعم كبير من قبل منظمات الصحة العالمية واليونسيف والشركاء المختلفين ومع بداية انحسار المرض في الدول الإفريقية المتضررة ما زال المرض متفشياً في اليمن ونيجيريا وفي بعض المناطق في إندونيسيا مع وجود حالات متفرقة في عدة دول أخرى. وبيّن أن عدد الحالات بلغ من بداية عام 2005م حتى نهاية الأسبوع الأول من شهر يوليو من نفس العام (649) حالة منها (300) في اليمن، و(194) حالة في نيجيريا و(79) حالة في إندونيسيا وباقي الحالات في باكستان وأفغانستان والهند واثيوبيا والنيجر والسودان ومالي والكاميرون، مقارنة بـ(1255) حالة في عام 2004م و(748) حالة في عام 2003م (1918) حالة في عام 2002م. وتوصلت الجهود المكثفة في المملكة لمنع وفادة المرض. وأشار إلى أن المملكة خالية من المرض منذ ما يقرب 10 سنوات، حيث نفذت المملكة العديد من الحملات الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال من عام 1416- 1421هـ بالتنسيق مع الدول الخليجية، ثم بتنفيذ حملات في مناطق الحج والمناطق الحدودية الجنوبية منذ عام 1422هـ وحتى الآن ونتيجة الانتشار العالمي للمرض ووصوله اليمن والسودان تم تكثيف هذه الجهود بتنفيذ حملة في منطقة جازان والمناطق الجنوبية ومناطق الحج في النصف الأول من هذا العام. وأكّد أنه ستنطلق حملات في جميع دول الخليج بجرعتين في شهري شعبان وشوال 1426هـ وذلك تنفيذاً لتوجيهات وزراء الصحة بدول الخليج العربية وتستمر الجهود في المملكة العربية السعودية لحماية الأطفال من وفادة المرض وحتى يتحقق الاستئصال العالمي في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. وأضاف معاليه أن برنامج الاستئصال بدأ في المملكة في عام 1991م معتمداً على استراتيجيات كالمراقبة الوبائية لجميع حالات الشلل الفجائي الرخو المشتبهة في العمر أقل من 15 عاماً والتبليغ عنها من جميع المستشفيات الحكومية والخاصة وأخذ عينتي براز من كل حالة للتأكد من عدم وجود فيروس شلل الأطفال وكذلك استراتيجيات التطعيم وتحمل التطعيم الروتيني، مشيراً إلى ظهور لقاح شلل الأطفال المعطى عن طريق الحقن على يد العالم جوناس سولك في عام 1955م تبعه ظهور لقاح شلل الأطفال الفموي على يد العالم سابين في عام 1960م، مبيناً أن المملكة أدخلت لقاح شلل الأطفال عام 1388هـ وبدأ يعطى للأطفال أقل من عام ثلاثة جرعات من لقاح شلل الأطفال الفموي تتبعها جرعتان منشطتان ووصلت نسبة التغطية في المملكة بالجرعة الثالثة من لقاح شلل الأطفال الفموي إلى أكثر من 90% منذ عام 1990م وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الموافقات السامية على عدم إعطاء شهادة ميلاد أي طفل إلا بعد إكماله للجرعات الأساسية من اللقاحات ومنها لقاح شلل الأطفال.. موضحاً أن نسبة التغطية زادت في عام 2004م، حيث وصلت إلى أكثر من 95%، وكذلك التطعيم الاحتوائي لجميع الأطفال أقل من 5 سنوات بجرعتين من لقاح شلل الأطفال، وحملات التطعيم الاحترازي بين المجموعات الأكثر عرضه لحدوث المرض وهي فئات المتخلفين عن العمرة أو الحج في مناطق الحج أو في المناطق الحدودية الجنوبية وتنفيذ حملات للتطعيم ضد شلل الأطفال في المناطق الأكثر عرضة وهي مناطق الحج (العاصمة المقدسة، جدة والمدينة المنورة)، والمناطق الحدودية الجنوبية (جازان، عسير، نجران) وقد بدأت هذه الحملات منذ عدة سنوات وهي مستمرة حتى الآن وكذلك الحملات الوطنية للتطعيم وبدأت في المملكة منذ عام 1416هـ وحتى عام 1422هـ بالتنسيق مع دول الخليج العربية وسيكون هناك حملة خليجية للتحصين ضد شلل الأطفال تنفذ في شعبان وشوال من هذا العام. وبيّن معاليه أن فريقاً من منظمة الصحة العالمية قد زار المملكة ضمن زياراته إلى دول أخرى لتقييم نظام المراقبة الوبائية لبرنامج استئصال شلل الأطفال، حيث زار العديد من المناطق والمحافظات بالمملكة وأشاد رئيس الفريق الدكتور محمد حلمي وهدان ببرنامج الاستئصال في المملكة، منوهاً بأنه من أفضل برامج الاستئصال على المستوى العالمي. وأبان معاليه بأن هناك توجيهاً لجميع مديريات الشؤون الصحية من قبل الوزارة لإعلام المواطنين والمقيمين عن أي حملات للتطعيم سواء ضد شلل الأطفال أو غيره قبل تنفيذها مع التزام الفرق الميدانية الصحية بالزي الرسمي وحمل ما يثبت هويته عند زيارة المنازل في حملات التطعيم.
|