ليس هناك ما هو أقسى من رثاء الأصدقاء بعد رحيلهم.. فعندما يموت صديق عزيز يأخذ حياته معه ويترك لنا موته. وليس هنا ما هو أمر من أن يدرك المرء متأخراً البقع المتصحرة التي يخلفها فقدان صديق عزيز. أعذرني أيها الفقيد الغالي فإني اعترف بأني لا أملك الكلمات التي استطيع أن أرثيك بها كما تستحق.. لأنك فوق الرثاء ولأن أحاسيسي ومشاعري عاجزة أن تقول شيئاً عن مصابنا الجلل فيك. أعذرني أيها الفقيد الغالي إن قصرت في حقك، فإن ملايين الكلمات ترثيك وتخلد ذكراك، تبكيك وترفع قدرك، إنها كافية لأن تشهد لك بالدنيا والآخرة بحسن الصنيع ومكارم الأخلاق وستحفظ اسمك في قلوب محبيك إلى أبد الآبدين. عندما يموت لنا صديق: نحزن، ونأسى، ونأسف ونتأثر بفقده جداً.. فكيف إذا كان هذا الصديق صدوقاً وفياً محباً ودوداً.. إن هذا كلّه والله لسبب أجل في أن يتضاعف الحزن ويعظم الأسى ويشتد الأسف ويزداد التأثر.. وجهك الطيب لن يغيب عنّا أبداً، وسيرتك الحميدة ستبقى خالدة في قلوبنا بإذن الله. إنه أخونا الوفي، وصديقنا الصدوق وحبيبنا النقي سفاح بن متعب الجبرين تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته وصبّر أهله وذويه ومحبيه على مرارة فقده وصعوبة موته. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراق أبا مشعل لمحزونون. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
|