قرأت في الصفحة الرابعة من جريدة الجزيرة يوم الثلاثاء 11 رجب 1426هـ عن احتفالية القريات بواحد من رجالها هو الأخ المواطن فهد السهر الذي عفا عن قاتل ابنه في اللحظة الأخيرة وفي ساحة القصاص قبل ان يرفع السياف سيفه للتنفيذ وكيف فرحت مدينة القريات بذلك العفو فأقام أهالي القريات احتفالا بتكريم والد القتيل وتفاعلت امارة منطقة الجوف مع الحدث وحضر وكيل الإمارة الأستاذ أحمد آل الشيخ وسلم درعاً لوالد القتيل وما أعلنه من صدور توجيه كريم من صاحب السمو الملكي أمير منطقة الجوف للجهات المختصة بإطلاق اسم فهد السهر على احد المرافق العامة بالقريات واني وقد قرأت هذا الخبر وأنا في عاصمة الوطن وقلب المملكة أشارك أهلي واخواني في القريات مشاعرهم وأشاطرهم أحاسيسهم وادعو للقتيل بالرحمة ولوالده بالأجر على موقفه النبيل واهنئ الطرف الآخر بالعفو الذي تحقق واسأل الله ان يحفظ بلادنا بالأمن والأمان. إن هذه الحالة تذكرني بحالة مماثلة حدثت في الرياض منذ أمد قريب حينما عفا مواطن عن شاب من الأمراء وقد أُنزل بساحة العدل في الرياض لتنفيذ القصاص وكاد السيف أن يمضي وفي اللحظة الأخيرة عفا والد القتيل عن ذلك الأمير كما عفا هذا المواطن عن قاتل ابنه. إن هذه الأحداث العظيمة والصعبة على النفوس وعلى المتعاملين معها تجسد صورة من صور العدل في وطني العزيز فبالعدل تسود المحبة وبالعدل يتحقق الاستقرار فشرع الله وحكمه ينفذ على الصغير والكبير، على الأمير وغيره في كل جزء من أجزاء الوطن الغالي فلشرع الله تطأطأ الرؤوس مهما كانت وأينما كانت ولشرع الله وحكمه تنقاد النفوس فشرع الله هو الذي أعطى لأولياء الدم الحق في القصاص والحق في العفو والدولة تقف حامية للعدل مباركة للعفو. إن هذه الحالة وحالة الأمير وحالات أخرى مماثلة حقائق واقعية وليست مزاعم وأقاويل انها تحكي صورة من صور الحكم في وطني العزيز فقد بُذلت الأموال لأولياء القتيل كما سمعنا فأبوا وقدم لهم الجاه فرفضوا وتوسل لهم الشافعون فأبوا وجاءهم الكبار والصغار فتصلبوا وكان الحكم والرأي لهم فالشرع اعطاهم ذلك الحق وولاة الأمر - أعزهم الله - ينفذون شرع الله على الجميع. ألا بوركت أيها الوطن وحفظك الله من كل سوء.
د. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان |