{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ببالغ الأسى والحزن فجعنا مساء الأحد 1-7- 1426ه بخبر وفاة صديقي وأخي الشيخ حمد بن سليمان الجبرين محافظ حفر الباطن سابقاً.. إن القلب ليحزن وان العين لتدمع ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا تعالى {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. لقد عرفتك منذ أن كنت محافظاً لعفيف ثم محافظاً للدوادمي عندما كنت مديراً للتعليم في منطقة الوشم ( التي تضم شقراء، والدوادمي، وعفيف) فكان العمل معكم ممتعاً والتعاون المستمر سبيلاً، كان من ثمراته إيصال العلم في تلكما المحافظتين فلك الفضل بعد الله يا أخي في تذليل كثير من الصعاب التي كانت تكتنف مثل تلك النوع من الخدمات حتى أضحت المحافظتان ترفلين بنعمة التعليم الذي طال كل مدينة وقرية. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأحبكم إليّ وأقربكم إليّ منزلاً يوم القيامة محاسنكم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذي يؤلفون ويألفون) وقال في حديث آخر لعائشة: (كاد حسن الخلق أن يذهب بخير الدنيا والآخرة). لقد كنت يا حبيبي حمد مثلاً للخلق الإسلامي الرفيع فكنت مدرسة في الإنسانية في تواضعك وكلامك وسعيك الحثيث لإصلاح ذات البين وكان آخرها عندما كنت محافظاً لحفر الباطن فالناس تشهد لك بهذا وهم شهود الله جل وعلا ويصعب علي أن احصرها في هذا المقال الذي يخرج من قلب مفعم بالحسرة والبكاء على فقدك وخاصة أن ظروفي الصحية لم تمكنني من الصلاة عليك ومواراة جنازتك إلى مثواها الأخير ولكن ادعو لك من كل قلبي بالرحمة الواسعة. إن نجاح هذا الرجل في محافظات عفيف والدوادمي وحفر الباطن تلك المحافظات التي شهدت تطوراً مذهلاً خلال الثلاثة عقود الماضية ونمواً متسارعاً في زمن قياسي يدل على أمرين: أولهما: حكمة وصواب اختيار أولياء الأمر لمثل هذا الرجل الذي حمل الأدب الجم، والإدارة الحديثة، والحلم والأناة. ثانيهما: قدرة هذا الرجل على تخطي جميع الأزمات وإدارته لمحافظة حفر الباطن إبان الغزو العراقي على الكويت خاصة أن مقر العمليات العسكرية انطلق منها. اتوجه إلى الله الذي لا راد لقضائه أن يجزيك خير الجزاء الذي ترنو إليه في حياتك وان يضاعف حسناتك بكل خطوة مشيتها لاصلاح ذات البين أو كلمة قلتها للتوفيق بين الناس، حقق الله لك ما رجوت وأسكنك دار الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. وصبراً آل جبرين على رحيل هذا الشهم وألهمنا الله وإياكم الصبر والسلوان على فقده وصلى الله على محمد.
* مدير تعليم منطقة الوشم سابقاً عضو المجلس المحلي بمحافظة شقراء |