* عمان - بندر الرشودي : أشار الأستاذ صالح بن عبدالله التويجري، مدير عام التربية والتعليم بمنطقة القصيم، إلى أن الثروة البشرية تعد من أهم الثروات، فهي الرأس مال الاستراتيجي، لكونها المحرك الأساسي لضمان حسن استغلال بقية الثروات وضمان استمرارها، وهو الهاجس الذي يسعى إليه التربويون نحو تقديم ثروة ذات قيمة عالية كمخرج نهائي لكل جهد أو تطوير يعمل في السياق التعليمي والتربوي، موضحاً أن ذلك كان منبعاً لفكرة رعاية التفوق وتدعيمه والمحافظة عليه بعلم وتعليم متجددين، وتقنية رفيعة ومعلوماتية متقدمة، لا تنفصل عن المنهج التعليمي بل تعززه وتسانده وتضيف إليه، كما أنها لا تتعارض مع الموهبة ورعايتها وإنها تدعم مسارها. جاء ذلك مدخلاً افتتح به التويجري ورقة العمل التي قدمها في المؤتمر العربي الرابع لرعاية الموهوبين والمتفوقين الذي أقيمت فعالياته بمدينة عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية بحضور نخبة من المسؤولين والمثقفين والمهتمين. وقد أشار مدير تعليم منطقة القصيم في ورقة العمل التي سلط فيها الضوء على تجربة مجمع الأمير سلطان للمتفوقين بمدينة بريدة في رعاية واحتضان التفوق من الصف الخامس الابتدائي حتى الثالث ثانوي، إلى أن الفكرة تقوم على تهيئة مكان ذي مواصفات وتجهيزات وبرامج مساندة خاصة للمنهج التعليمي ومعززة له لرعاية المتفوقين. وأوضح أن من أهم مقومات نجاح الفكرة هو اتسامها بالواقعية، واستجابتها للنظام التعليمي القائم، والتوظيف الأمثل للمقومات والموارد، إضافة إلى ضمن مناخ متميز كفيل بتحقيق الوحدة والانسجام، ووضع خطط واستراتيجيات تستهدف فئة متماثلة ومتقاربة في المستوى والإمكانات. ومضى التويجري بقوله: مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة يضطلع برسالة سامية تتمثل في العناية بالمتوفقين، وتقديم تعليم تربوي بأسلوب يواكب التطور العلمي والتقني من خلال منظومة نموذجية متكاملة تثري الطالب لتحقيق مخرجات متميزة ذات فعالية عالية. واستعرض التويجري أهم أهداف المجمع التي تمثلت في تشجيع التفوق ووضع نموذج له يكون مطلب الطالب وولي الأمر (البناء الاجتماعي للتفوق) إضافة إلى وضع المحفزات الارتكازية للتفوق، والعمل على تأكيدها وتأصيلها، وكذلك تهيئة بيئة ومناخ للمتفوقين من خلال (معلم متميز - برنامج ثر - تجهيزات متكاملة - نظام مرن) وأخيراً تحقيق مخرجات طلابية بمستوى عال. وتناول التويجري في ثنايا حديثه البناء الإداري للمجمع ونظام القبول والتسجيل فيه الذي يشترط فيه الحصول على تقدير ممتاز، مشيراً إلى أن المجمع تتعدد فيه الأساليب والأنظمة التعليمية، كالتعليم التعاوني والتعليم بالتجريب وتنمية مهارات التفكير العليا، إضافة إلى الأسلوب الإثرائي والدورات التدريبية المكثفة، كما استعرض التويجري بعض المعززات لفكرة ومنهج المجمع كمركز رعاية الطلاب الموهوبين في المجمع والمرصد الفلكي والأندية العلمية والأندية الصيفية والمسائية والمراكز الرمضانية، وكذلك الملتقيات الطلابية والأندية الرياضية والكشفية والتعليم الإلكتروني وتطرق التويجري إلى أبرز مخرجات المجمع خلال السنوات الأربع التي كان من أبرزها: 1 - حصول طالبين على الترتيب الأول في اختبارات الثانوية العامة على مستوى المملكة بنسبة 100% عام 2004- 2005م. 2 - حصول تسعة طلاب على مراكز متقدمة ضمن العشرة الأوائل للعامين الماضيين. 3 - 25% من مجموع طلاب كلية الطب في جامعة القصيم و 40% من طلاب كلية الهندسة للعام 2004م هم من طلاب المجمع. 4 - اكتشاف عدد كبير من الطلاب المبتكرين، ويعمل الآن على استخراج براءة اختراع لهم بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. 5 - تمثيل المملكة في المناسبات والملتقيات الدولية والمحلية والحصول على مراكز متقدمة. واختتم التويجري حديثه بالإشارة إلى أن رؤية المجمع سوف تتحقق بإذن الله تعالى في نهاية عام 1429هـ وتتمثل في تخريج طلاب مزودين بالقيم الإسلامية معرفة وسلوكاً وممارسة مكتسبين للمعارف والاتجاهات النافعة قادرين على التفاعل الإيجابي مع معطيات العصر في ضوء الاهتمام بالتفوق العلمي والمعرفي من خلال العناية بالبرامج الاثرائية بأساليب تعليمية متطورة محققين للتفوق والتميز في ظل الانتماء والمواطنة. مؤكداً على أن الطموح لا يقف عند حد معين، فالهدف والطموح القادم هو تحويل مجمع الأمير سلطان ببريدة إلى أكاديمية متخصصة في رعاية المتفوقين والموهوبين، إضافة إلى التوسع في افتتاح مجمعات أخرى للمتفوقين، وكذلك بناء مناهج متخصصة بالمتفوقين. مقدماً شكره وتقديره للهيئة الإدارية للمجلس العربي لرعاية الموهوبين والمتفوقين بالأردن ولمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين والمتفوقين على إتاحتهما هذه الفرصة لتسليط الضوء على تجربة مجمع الأمير سلطان للمتفوقين في رعاية التفوق والموهبة.
|