في زاوية أضواء للأستاذ جاسر عبدالعزيز الجاسر وهو مدير تحرير جريدة الجزيرة وهو عَلِمَ، من خلال أفكاره واستنتاجاته الجميلة التي تكشف عن خيال واسع وتحليل دقيق فعلاً، أنَّ المقارنة بين ما فعله الناس في الدول الآسيوية التي تعرضت لموجة تسونامي وبين تصرفات الناس الذين يَدَّعون الحضارة بعد إعصار كاترينا كما يسمونه كانت مقارنة بديعة من قبل الأستاذ الجاسر. لقد شرح في مقاله كيف تعامل أولئك الضعفاء الفقراء مادياً ومعنوياً وفي المقابل كيف تصرف هؤلاء الذين يعيشون وقد درسوا في مدارس وجامعات أمريكا التي توهم الناس في كل أنحاء العالم أنها الأكثر حضارةً والأكثر تمدناً وأن الشعب الأمريكي لديه من المُثل كما يقول الرئيس السابق كلينتون ما ليست لدى الناس الآخرين في كل أنحاء العالم. لا بأس نحن لا نقول إن كل الأمريكيين سيئون ولكن المقارنة كما أبرزها الأستاذ الجاسر ليست في صالح دعاة التغريب، والمقارنة واضحة ومثبتة بالصور ولكن من المؤكد أن هناك مَنْ يخرج علينا ليدافع عن هؤلاء ويتفنن في إبراز إيجابيات الحضارة الغربية ويدافع عن سلبياتها وهي كثيرة في حين يتجاهلون هؤلاء البسطاء الذين لديهم من الإنسانية أكثر مما لدى شعوب الغرب بكثير، لذلك الغرب يشعر بالنقص في هذه الناحية ويحاول جاهداً فرض ديانته وثقافته وحتى وجباته الغذائية ومشروباته على شعوب العالم. وأيضاً أود السماح لي بالإشادة بمقال مدير التعليم في حائل د. عثمان العامر في العدد نفسه وهو عدد يوم الاثنين 1-8- 1426هـ بعنوان (ابتسامة الغرباء الكادحين في عراك الحياة الصعب) فبعد قراءة المقال شعرت بالتفاؤل وبالفرح لأن مدير التعليم في حائل المسئول عن أبنائنا لديه هذا الكم من الشفافية والإنسانية والرحمة بحيث أوقفته رغم مشاغله ابتسامةُ ذلك الرجل الكادح. وكان المقال قمة في الوصف والدخول إلى الإنسانية من أوسع أبوابها وهو باب التعاطف مع الضعفاء اقتداءً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (أبغوني الضعفاء). أنا أقول أبشروا يا أهل حائل لأنَّ أبناءكم لديهم مدير تعليم نحسبه والله حسيبه جَمَعَ العلم والدين والرحمة وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
محمد صالح البخناني /حائل |