* واشنطن - الوكالات: لقد مرَّت أربعة أعوام على وقوع الهجمات الإرهابية التي راح ضحيتها حوالي 3000 أمريكي في مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون. وسوف يتم اليوم تكريم النشاطات التذكارية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم . وقد عثر الأمريكيون، خلال هذه الأعوام الأربعة، على سبيل للمضي قدماً، لإعادة البناء وإعادة النظام إلى الحياة، وللتعبير عن إجلالهم لمن فقدوهم حتى أثناء شعورهم بالأسى لاستمرار وقوع الهجمات الإرهابية في أنحاء العالم المختلفة. وما زال الناس يذكرون ويفتقدون أولئك الذين سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم، كما ما زال للهجمات تأثير عميق على الأحداث العالمية. وتواصل نيويورك عملية تعافٍ ملحوظة من الهجمات، وقد تم اختيار تصميم هندسي لإعادة بناء (منطقة الصفر)، موقع وقوع الحادث، يشتمل على نصب تذكاري رحب، الغرض منه تذكير الولايات المتحدة بثمن الحرية. أما في آرلنغتون، بولاية فرجينيا، على مدخل واشنطن العاصمة، فقد تجسدت القدرة الأمريكية على التغلّب على الصعاب في السرعة والحماسة اللذين اتصفت بهما عملية إعادة بناء البنتاغون التي تمت خلال عام واحد من تضرر المبنى نتيجة إصابة جناحه الغربي إصابة مباشرة أودت بحياة 184 شخصاً. وفي ولاية بنسلفانيا، حيث سقطت طائرة ركاب مختطفة رابعة وتحطمت في أحد الحقول، مودية بحياة جميع الركاب الأربعين الذين كانوا على متنها، تم إطلاق رقم الرحلة التي كانت تقوم بها تلك الطائرة على كنيسة تم تشييدها هناك، هي كنيسة الرحلة رقم 93 التذكارية، التي اكتمل بناؤها في 11 أيلول - سبتمبر، 2002م. وستقام طوال عطلة نهاية الأسبوع صلوات خاصة في تلك الكنيسة إحياءً لذكرى من فقدوا أرواحهم في الحادث. وسيحيي الأمريكيون في جميع أنحاء الولايات المتحدة الذكرى الرابعة من خلال مراسم خاصة بينها المراسم التذكارية التي تقام سنوياً في منطقة الصفر في مدينة نيويورك في 11 أيلول - سبتمبر. وسيقوم أشقاء وشقيقات من قضوا نحبهم في مركز التجارة العالمي بتلاوة أسماء الضحايا في مراسم إحياء الذكرى في العام 2005م. وبالإضافة إلى ذلك، ستجتمع عائلات الضحايا في نفس المكان الذي كان يقوم فوقه البرجان التوأمان بالنزول إلى منطقة الصفر، وهي منطقة أصبحت الآن تحت مستوى الشارع. وعند غروب الشمس، ستطلق (التحية بالضوء) حزمتي أشعتها مضيئة إياها طوال الليل كرمز لروح السكان. وستستضيف وزارة الدفاع المشاركين في مسيرة الحرية (أمريكا تدعمكم) التي ستنطلق من مبنى البنتاغون إلى منطقة الساحة القومية في الساعة العاشرة صباحاً، ثم يتلوها حفل موسيقي يشارك فيه مطرب الأغاني الريفية (كنتري) الفنان كلنت بلاك. وكان قد سمح للجمهور بزيارة موقع نصب البنتاغون التذكاري ونصب أبطال أمريكا التذكاري الموجود داخل مبنى وزارة الدفاع أمس السبت الموافق العاشر من أيلول - سبتمبر من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الثانية بعد الظهر، وذلك لأول مرة منذ الهجوم. وستنظّم جولات في الموقع وتعرض نسخ عن التصميم الذي تم اختياره للنصب. وقالت إذاعة (بي بي سي) في تقرير أذاعته أمس السبت أن العالم تغيّر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولكن بطريقة لم تكن متوقّعة، فقد تغيّر العالم ليس بسبب إعلان الحرب على الإرهاب فحسب، بل بسبب شن الحرب على العراق أيضاً. وأضاف التقرير أن الحرب الأولى شنت وسط تعاطف عالمي مع الولايات المتحدة وأفقدت الحرب الثانية الكثير من هذا التعاطف ولو اقتصرت الحرب على الإرهاب وحده لكان الأمر مختلفاً فما كانت علاقات الولايات المتحدة بأوروبا ستتوتر وما كانت أبواب الجحيم ستفتح في العراق. وأوضح التقرير أن الحرب على العراق غيّرت المعادلة شئنا أم أبينا لقد تلوّثت الحرب على الإرهاب بوحل الانقسام حول العدوان كما أزعجت الخسائر البشرية حتى أولئك الذين كانوا مع الحرب وكذلك أثار عجز الولايات المتحدة عن التهدئة في العراق شكوكاً حول قدرتها على لعب دور شرطي الديموقراطية في العالم. ولفت التقرير إلى أنه في نفس الوقت بقيت أجزاء أخرى من محور الشر دون تهذيب، فكوريا الشمالية ما زالت تمتلك أسلحة نووية بحسب اعترافها، وطموح إيران لتطوير تقنية نووية لم يتغيّر، كما لم يستطع بوش تأسيس الدولة الفلسطينية التي دعا إليها. وأشارت (بي بي سي) إلى أنه في اليوم التالي لأحداث سبتمبر كتبت صحيفة لوموند في هذه اللحظة المأساوية حين تعجز الكلمات عن التعبير عن الصدمة التي يشعر بها الناس أول ما يتبادر إلى ذهننا هو القول كلنا أمريكيون كلنا نيويوركيون. وتوجه الرئيس بوش إلى الكونجرس ليلة العشرين من سبتمبر وأعلن حربنا على الإرهاب تبدأ بالقاعدة ولكنها لا تنتهي بها لن تنتهي قبل العثور على آخر إرهابي وهزيمته. وعندما سُئل بوش أثناء حملته الانتخابية الأولى سنة 2000 عما إذا كان سيعتبر بقاء صدام في الحكم إلى نهاية الفترة الرئاسية لجورج بوش آخر فشلاً له، صمت بوش قليلاً وابتسم ابتسامته الغامضة ثم قال ببساطة سؤال جيد ولكنه لم يجب عليه. رغم ذلك يعتقد بعض المحلّلين أن السؤال بقي في باله، حتى ولم يكن على جدول أعماله في تلك اللحظة ولكن هجمات الحادي عشر من سبتمبر قد وضعت الحرب العراقية على جدول الأعمال الأمريكي. ونبَّه التقرير إلى أن ذلك كان معروفاً لأن نائب وزير الدفاع بول وولفويتز صرح في اجتماع في كامب ديفيد في نهاية الأسبوع التالي بأنه يجب غزو العراق وليس أفغانستان فقط، لكن اقتراحه لم يقبل ووضع على الرف ولكن مع مضي الوقت تم اللجوء إليه.
|