ها نحن نقبل على عام دراسي جديد ونحن في حالة مستثارة من التّرقب والتّفاؤل بعام دراسي مميز ومختلف.. وإذا أردنا لعامنا الدراسي أن يكون مميزاً فعلينا أولاً أن نؤمن بأن التعليم الذي نتطلَّع إليه لا بد أن يمر عبر بوابة المدرسة، بل وعبر عتبة باب الفصل تحديداً.. وإذا كان الأمر كذلك فمن الخطورة أن تبدأ المدرسة عامها الدراسي بداية متعثرة وضعيفة. وحسب علمي الشخصي فإن قياداتنا التعليمية وأجهزتها التنفيذية بذلت جهوداً كبيرة لتكون مدارسنا في كامل استعدادها، وهذا أمر يجب ألا يساوم عليه أحد، وفي كل الأحوال سيبقى سداد هذه الجهود بيد الله.. لكن التعليم الذي نتمناه لطلابنا لن يتحقق بمجرد أن يذهب طلابنا إلى مدارسهم فيجدوا مقعداً وكتاباً وجسماً ساخناً يتحرك في مقدمة الفصل ومديراً لا يعرف إلى أين تتجه مدرسته.. في الأيام القادمة سيقرر حتماً مديرو مدارسنا ومعلمونا الأفاضل كيف سيكون تعليمنا في العام القادم.. فمديرو المدارس يستطيعون توظيف مهاراتهم ليحوِّلوا مدارسهم إلى بيئة تعليمية جاذبة يتمتع الجميع فيها بمناخ تربوي مهني عادل يستحث العمل النوعي الجاد، أما معلمونا فلديهم من الاحتراف المهني ما يمكِّنهم من تشريب طلابهم القيم الرفيعة والسلوكيات الإنسانية الراقية وإيصال المفاهيم والحقائق العلمية إلى عقول الطلاب في مناخ صفي يحترم كرامة الطلاب وقدراتهم ويثري لديهم مهارات التفكير العقلاني وملكات النقد والتحليل وحب العمل المتواصل.
* كلية المعلمين بالرياض |