ليست أسرة (الجبرين) الكريمة العريقة هي وحدها التي بكت فراق ابنها البار الوفي سفاح بن متعب الجبرين، وإنما بكته وخسرته حائل كلها البدو والحضر، المدن والقرى والهجر، بكاه كذلك وشعر بمرارة فقدانه الطائيون والآلاف من محبيه الكثر.. ابو مشعل -رحمه الله- لم يكتسب هذا الزخم من المحبين لاعتبارات شكلية او لأسباب مادية أو علاقات شخصية، بل لأنه من الرجال القلائل الذين يتمتعون بمواصفات نبيلة وراقية جعلته مميزاً ومحبوباً وصديقاً للجميع، وزادت من شعبيته والاتفاق على أنه الرائع دوماً بإنسانيته وحكمته وسخائه وكريم عطائه وجمال تواضعه.. بهدوئه الفاتن، وكلماته الموزونة، ومبادراته الخيرة، بهلجته اللذيذة الساحرة الأصيلة، بشخصيته اللافتة ومداخلاته العقلانية، ومواقفه المشرفة، بكل هذه السمات النادرة يأخذك سفاح الجبرين الى حيث يكون الفارس الشهم الكريم الذي نريده ونحلم به ونتطلع إليه. هو إنسان فذ ومختلف، ترك وراءه سمعة طيبة وسيرة عطرة وناصعة. نسأل المولى القدير أن يجعلها في ميزان حسناته. في رحيله أعزي نفسي قبل ابنائنه الكرام وأشقائه الأفاضل وكافة عائلته وأسرة الجبرين عموماً، هو كذلك عزاء للطائيين الذين فقدوا رجلاً عظيماً بحلمه ودعمه ونبله وعقله وعلمه الغانم، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته والهمنا جميعاً الصبر والسلوان والدعاء له. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
|