لنولّينك قِبلَةً ترضاها
حتى تشدّد بالنفوس عُراها
لتولِّ وجهك حيث مكة إنها
قلب البلاد وروحها ومناها
ولى محمدُ شطر مكة وجهه
فالله بين قلوبنا جلاّها
هذي عيون العابدين توجهت
نحو السماء وأطلقت دعواها
وترسخت بين القلوب عقيدةٌ
وضْحَ النهار أما رأيت ضحاها
والقوم بين مهللٍ ومكبرٍ
الله أكبر نرتجي فحواها
غمرت قلوب المؤمنين مسرةٌ
مسحت على نبض الأسى رحماها
جعلت إلى الله العظيم توجّهاً
خلق الوجود برحمةٍ ألقاها
خلق الوجود وأسبغ النِعم التي
ملأت جوانح أمتي بشذاها
هي مهبط الوحي الكريم تطلَّعت
كل العيون بدعوةٍ تتباهى
منذ احتفى خير العباد بحبها
وإلى ينابيع القلوب دعاها
يا قِبْلَةً شرُفت بأكرمِ سيدٍ
قدماهُ تلقى رملها وحصاها
ليعود في ركب الصلاح مبشراً
بالفتح بالنور المبين رواها
ذكرى لها بالنفس أنبل موردٍ
تهتز شوقاً كلما ناداها
رسمت على وجه الغصون نداوةً
وعلى تباشير الصباح هُداها
في هذه الأرض المباركة التي
راحت تُطيلُ شموخها وبناها
غارٌ يضمُّ النور في جنباتهِ
وعلى الجبال معالمٌ حيّاها
فجرٌ على كل البريةِ ساطعٌ
دحر الجهالة بالمضاء طواها
فأتى رسول الله يعلن حبها
مكة العظيمة فتّحت عيناها
فيها السكينةُ والأمان يحفّنا
والطير غرّد في ظليل حماها
هي قِبلة الإسلام يورف خيرها
ليضمّ من بين الضلوع ثراها
القدس روحٌ تستفيض محبة
ولها المكانة بالقلوب أراها
هي ثالث الحرمين أول قِبلة
منها العروج لسدرةٍ بُشراها
يا ربِّ حرّر من يهودٍ قدسنا
يا رب واقتل مارقاً عاداها
وامنن علينا بالصلاة بأرضها
وشهادة نرنو إلى عُقباها
واحفظ بلاد المسلمين من الردى
يا ربّ سدّد بالنجاح خطاها