تنتشر هنا وهناك في أرجاء مملكتنا الحبيبة جمعيات البر الخيرية التي لا يخفى على ذي بصر وبصيرة الدور الريادي الكبير الذي تقوم به في خدمة مجتمعاتها، فهي صمام أمان للمحتاج، ونسمة حياة للفقراء والمساكين، فيها تمسح دمعة اليتيم، ويجبر كسر الأرملة والمسكين، إنها ينابيع الخير والإحسان تزداد وتظهر في كل حين وأوان، فكنا بحق أمة تفخر بما لديها من إمكانات ومقدرات رسمت بصمتها الواضحة في مجال العمل الخيري. لقد حظيت تلك المشاريع المباركة بدعم لا محدود من قِبل المسؤولين والموسرين في هذه البلاد المعطاءة، فكانت سمةً من سماتهم انطلقت لتكوين مجتمع متآلف ومتكاتف ومتعاضد يشدُّ بعضه بعضاً؛ مما جعل لهذه الجمعيات مكانة عظيمة في سبيل دعم أعمال البر والخير. لقد كان للرجال الصالحين العاملين الراجين الأجر والمثوبة من الله سبحانه الأثر الكبير في تحقيق أهداف الجمعيات للوصول إلى المحتاجين ومساعدتهم من خلال ما يصل إليها من إعانات ومساعدات. وها نحن اليوم عبر جريدتنا الغراء ندلف إلى إحدى تلك الجمعيات الخيرية، وبالتحديد جمعية البر الخيرية في محافظة الرس، وما تقوم به من أعمال جليلة لخدمة المحتاجين والمعوزين، فهي نافذة من نوافذ البر والعطاء في بلادنا الحبيبة، تأسست عام 1404هـ بجهود مباركة من إخوة بذلوا أوقاتهم في سبيل الله لخدمة المحتاجين من أبناء هذه المحافظة؛ امتثالاً لقوله عليه الصلاة والسلام: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، ومثل القائم لا يفتر، ومثل الصائم لا يفطر). ولقد تعاقب خلال سنوات ماضية عدة مجالس لم تألُ جهداً في تطوير العمل في هذه المؤسسة الخيرية، وكان آخرها المجلس الذي تشكَّل في عام 1421هـ برئاسة صاحب الفضيلة عبد العزيز بن حمين الحمين رئيس المحكمة العامة بالرس، وعضوية كل من: فضيلة الشيخ حمد بن عقيل العقيل قاضي محكمة الشبيكية، وسعادة الأستاذ عبد الرحمن بن صالح الحناكي رجل الأعمال وعضو مجلس المنطقة سابقاً، وسعادة الدكتور عبد الله بن صالح الرثيع عميد الكلية الصحية بالرس، وفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبد الله الدويش، وسعادة الدكتور عبد الرحمن بن صالح الغفيلي عميد كلية إعداد المعلمين بالرس، وفضيلة الشيخ رشيد بن عبد المحسن الجري رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسعادة الأستاذ عبد الله بن ناصر الدعجان رجل الأعمال، وفضيلة الشيخ سلطان بن عبد الله الجربوع عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم. هذا المجلس الذي قفزت من خلاله الجمعية قفزة هائلة حتى شملت جميع مراكز المحافظة، وتنوعت خدماتها بين اجتماعية وصحية ومالية، وامتدت فروعها إلى جهات واسعة من المحافظة بمباركةٍ من صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم فيصل بن بندر بن عبد العزيز الذي لم يدَّخر وسعاً في تذليل جميع العقبات التي تعترض سبيل تقدُّم هذه الجمعية وغيرها من المؤسسات العاملة في المنطقة، وبتشجيع من نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، بارك الله فيهما وفي جهودهما. ولعلنا ونحن نطرق أُولى هذه الأبواب المباركة نستشعر تلك الجهود المباركة في تحقيق اللحمة الاجتماعية بين الناس ودرء الصعاب والتغلب على العقبات وحفظ كل فئات المجتمع من مصاعب الدنيا ونصب الحياة. لقد كانت الإشراقة مع بوابة الأيتام للجنة رعاية الأيتام، وهي أولى المحطات في الجمعية التي يرأسها فضيلة الشيخ حمد بن عقيل العقيل الذي بيَّن أن ديننا الإسلامي هو دين المواساة والتكافل الاجتماعي، ولذلك مَن ابتلي بفقد والده وعائله له حق معلوم في هذا الدِّين من الرعاية والتربية والإعالة، والناظر في نصوص الكتاب والسُّنة يرى تضافر تلك النصوص في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه ودعوته عليه الصلاة والسلام لمرافقته في الجنة؛ إذ قال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار بالسبابة والوسطى، رواه البخاري. ومن هذا المنطلق رسمت اللجنة أهدافاً سامية تمثلت في المحافظة على المستوى المعيشي والمعنوي للأسرة التي فقدت عائلها صوناً لكرامتها وتخفيفاً للعبء عنها، كما قدَّمت اللجنة الرعاية المبكِّرة للأيتام لتحقيق مستقبل أفضل لهم، كما عمدت اللجنة إلى رفع المستوى الاجتماعي والثقافي للأسرة، وأيضاً ربط الأفراد المقتدرين بوشاح مع المحتاجين لتقوية أواصر المحبة والإخاء وتعميق روح التكافل الاجتماعي بينهم. ومن أهدافها إقامة الأنشطة التعليمية والترفيهية والدورات العلمية والمهنية، ومن خلال ذلك كله انبثقت تلك البرامج والأنشطة، فكانت الانطلاقة للبرنامج الأم (كفالة الأيتام) لتخفيف لوعة الحرمان وكف أيدي الأيتام والأرامل عن مسألة الآخرين؛ فقد تم كفالة 1066 يتيمة مع أمها، ثم قدَّمت لهم العديد من المساعدات والبرامج لتكون رافداً من روافد البر والإحسان لهذه الفئة الغالية. كما قدمت اللجنة العديد من المساعدات النقدية والعينية للأسر البالغ عددها 155 أسرة يتيم. كما أنشأت اللجنة قسم الرعاية والتعليم الذي يُعنى بصفة خاصة بالشباب، فيُقدَّم لهم فيه الأنشطة المختلفة من ثقافية ورياضية وفنية واجتماعية، وتهدف من خلالها إلى إخراج جيل فاعل وصالح في المجتمع. ومن البرامج دروس التقوية التي تهتم بالأبناء الأيتام في جميع مراحل التعليم العام. كما تقوم اللجنة بتوزيع الحقيبة المدرسية والزي المدرسي مع بداية كل عام دراسي عن طريق التسوق الحر من إحدى مراكز القرطاسية في المحافظة، وتهدف من ذلك إلى عدم تميُّز اليتيم عن بقية أقرانه داخل المدرسة في الأدوات المدرسية، وذلك ضمن ضوابط وشروط. وسوف يُطبَّق في هذا العام الدراسي الجديد مشروع جديد، وهو الكسوة المدرسية للبنين، يختار اليتيم ما يناسبه من ملابس ضمن ضوابط وشروط، وذلك بالتسوق من أحد المراكز التجارية المعتمدة. وكذلك سوف يستفيد أبناؤنا في هذا العام من مشروع ريالي المدرسة (للإفطار الصباحي)، وسوف يستفيد من هذه المشاريع المباركة ستمائة (600) يتيم ويتيمة. ومن مشاريع اللجنة أيضاً مشروع التوظيف الصيفي والدائم، وذلك بعمل أبناء أسر الأيتام خلال الإجازات الصيفية في العديد من المؤسسات لاستغلال الأوقات والاعتماد على النفس بعد الله تعالى. كذلك تقدم اللجنة مشروع الأسرة الواعية، وهو عبارة عن مسابقات ثقافية للأسر يُوضع عليها جوائز قيمة. وكذلك تسعى اللجنة إلى إصلاح المنازل الآيلة للسقوط حسب الإمكانيات الموجودة لديها. كما تنظم اللجنة العديد من برامج رحلات الحج لأبنائها الأيتام، واستفاد منها (105) أيتام تم اختيارهم ضمن ضوابط وشروط مدروسة. كما نظَّمت اللجنة حجَّ بعض الأمهات اللاتي لم يسبق لهن أداء فريضة الحج، وذلك مع محارمهن. كما تنظم اللجنة العديد من البرامج النسائية بالتعاون مع الفرع النسائي بالجمعية. وإيماناً من اللجنة بأهمية الشاب والاعتناء به منذ نعومة أظفاره فقد أنشأت اللجنة مركز الفتيان لرعاية الأيتام، وهو خاص بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ويتم فيه توفير حافلات النقل للأبناء وتأمين العديد من البرامج والأنشطة لهم، كما يقدم فيه دروس القرآن الكريم، ومتابعة وإشراف الواجبات المدرسية، ويقوم على ذلك معلِّمون متخصصون ومشرفون تربويون، كما يتم توفير وسائل الترفيه والمتعة والرحلات والزيارات. كل هذا من مبدأ ومنطلق أن اليتيم قد يجد مَن يكفله مادياً، ولكن قلما تجد مَن يكفل اليتيم تربوياً، فجاءت تلك الإضاءة وتلك المنارة (مركز الفتيان) لتكون رافداً تربوياً ومعرفياً، ويضم المركز بين جنباته ثمانين طالباً سُخِّرت لهم كافة الإمكانيات. كما تهتم اللجنة بتكريم أبنائها الأيتام الفينة بعد الفينة؛ لإيجاد روح التنافس الشريف والتطلع إلى أعلى المستويات وأفضل الدرجات. كما تستفيد الأُسر من المشاريع الموسمية من زكاة الفطر ولحوم الهدي وكسوة العيد ومساعدات أجرة المنازل، وغيرها من مشاريع نسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم. ومن بوابة البر والإحسان (مشروع تيسير الزواج) الذي يهدف إلى السعي في تحصين الزوجين في زمن كثرت فيه الفتن والمغريات، وكذلك تفريج الكروب والتيسير على المعسرين؛ امتثالاً لقوله عليه الصلاة والسلام: (مَن فرَّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرَّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة). فمن أهدافها المساهمة في زيادة النسل للمسلمين، ومشاركة المجتمع في القضاء على ظاهرة العنوسة والعزوف عن الزواج، كذلك يقوم المشروع بتقديم استشارات اجتماعية وتربوية للمقبلين على الزواج وتوعيتهم وتوجيههم فيما يعود عليهم بحياة آمنة. وهذا المشروع الكبير مكوَّن من عدة لجان، لكل لجنة أهدافها الخاصة التي تقوم بها. ولقد قام المشروع بالعديد من الأعمال الخيرية منذ نشأته، فقد قدم إعانةً لخمسمائة وخمسة وثمانين شاباً (585) بمبلغ إجمالي (406750) ريالاً، كما تقدم إلى لجنة التوفيق والسعي منذ افتتاح المشروع في عام 1-3-1422هـ أربعمائة وتسعة وخمسون راغباً وأربعمائة وأربع وتسعون راغبة في الزواج. ولعل من الطموحات المستقبلية للمشروع إيجاد أوقاف ذات دخل ثابت، وكذلك إنشاء وحدات سكنية وتأثيثها وإسكان المحتاج بأجرة رمزية، وإنشاء صالة أفراح خاصة بالمشروع بأسعار مخفَّضة. كذلك يقوم المشروع ببرنامج الخدمة الأسرية عبر الهاتف التي لها صدى واسع في المجتمع من قريب وبعيد، فالبرنامج يقوم على إعطاء حلول وآراء للمشكلات الاجتماعية والأسرية، ومحاولة الحفاظ على المجتمع من التفكك الأسري، وقد خُصِّص للبرنامج رقم 063333003 أو الاتصال المباشر عبر الجوال الخاص بأصحاب الفضيلة. لا يخلو أي مجتمع من المجتمعات من الإعاقة والمرض، ولذا كان حضور المجال الصحي فيها عبارة عن دعامة تقيه وتعينه بعد الله في حياته؛ لذا فقد طرقنا هذه البوابة المباركة من بوابة البر والإحسان. إنها اللجنة الصحية في الجمعية التي تقدم المساعدات الصحية للمستفيدين بنوعيها: مساعدات دورية يُمنح من خلالها المستفيد مساعدات دورية شهرياً كمستلزمات المعاقين أو أدوية الأمراض المزمنة، والثانية مساعدات مقطوعة لمرة واحدة فقط، مثل تكاليف إجراء عملية جراحية أو علاج في مستشفى خاص ونحو ذلك. وقد وُضعت شروط لمنح المساعدة الصحية كون العلاج غير ممكن في المستشفيات الحكومية، أو الدواء غير متوافر في الصيدليات الحكومية، والله نسأل العافية للجميع. وعبر بوابة العلم والمعرفة ندلف إلى لجنة الشؤون التعليمية بالجمعية التي تقوم بالإشراف التام والمباشر على المدارس التابعة للجمعية، وقد قامت على أهداف وأسس لتطوير المدارس وإنشاء مراحل دراسية جديدة، وكذلك تحديد واعتماد ميزانيات المدارس من فصول ومعلمات وطالبات وحافلات، وكذلك اعتماد الأسس التي تُبنى عليها الحوافز التشجيعية، ووضع شروط للقبول. ومن أهدافها المهمة إدخال البرامج الجديدة المفيدة، ووضع دورات تدريبية للمعلمات بالمدارس. كما سعت اللجنة لتهيئة رياض الأطفال للعام الدراسي الجديد، وكذلك الإشراف على المدارس في المرحلة الابتدائية؛ حيث أُنشئ فيها معمل للحاسب الآلي ومعمل للغة، وتم جلْب كوكبة من المعلمات المتميزات. كما تشرف اللجنة على المجمع التعليمي للبنات بقسميه المتوسط والثانوي، والمجمع يحتوي على ثلاثة أدوار وصالة محاضرات تتسع لأكثر من ألف شخص، وكذلك توجد المعامل والمكتبة وصالة التدبير المنزلي، والأدوار الثلاثة تخص القسمين الثانوي والمتوسط موزَّعة إلى أربعة عشر فصلاً دراسياً لكل قسم. ومن المشاريع المستقبلية - بإذن الله - إنشاء مجمع تعليمي خاص بالبنين لجميع مراحل التعليم. وتعدُّ الشؤون المالية عصب الجمعية؛ فهي تغذي تلك المشاريع الجبارة وترويها، فكانت جولتنا عبر بوابة الشؤون المالية في الجمعية التي تعتمد على الله قبل كل شيء في إدخال نظام المحاسبة الحديثة؛ حيث أصبح يُوجد الآن أكثر من ثلاثمائة وخمسين حساباً، بالإضافة إلى اثني عشر حساباً في البنوك. كما أُحدث نظام البنك، وهو نظام مطابق لما هو معمول به في البنوك التي تتعامل معها الجمعية، كما وُضع برنامج جديد لطباعة الشيكات آلياً. التعفُّف وعدم سؤال الآخرين سمة حميدة تجعل من الأهمية بمكان تقديم العون والمساعدة بخصوصية لكي لا تخدش المشاعر وتمس الأحاسيس؛ لذا فقد ولجت الجمعية هذا الباب الكريم، وهو بوابة الأسر المتعففة التي لا تستطيع المجيء إلى الجمعية لأي سبب من الأسباب، فقد اهتمت الجمعية بذلك وأولتها اهتماماً شديداً. وربما أقعدت الحاجة أسراً عن التكسب إما لموت العائل وإما للإصابة بمرض مزمن وإما لأي ظرف من الظروف فُقد رب الأسرة، فأوجدت الجمعية (لجنة الأسر)، تلك البوابة التي استقطبت أكثر من ثمانمائة أسرة محتاجة، فقد عملت اللجنة ضمن آلية واضحة بيِّنة للمستفيد وغيره من تعبئة بطاقات ودراسة حالة الأسرة من خلال البحث الميداني التي يُقرَّر من خلالها الإعانات النقدية والعينية. ولقد كان للتعاون المثمر مع الإخوة في المستودع الخيري التابع للجمعية الأثر الكبير في توفير مستلزمات الأسر واحتياجاتهم، فكانت تلك الوقفة مع المستودع الخيري بالرس الذي أُقيم على أرض مساحتها عشرة آلاف كيلو متر مربع، وقُسِّم إلى عدة أقسام كبيرة اشتملت على الصالة الرئيسة بمساحة إجمالية ألف وثمانمائة متر مخصصة للأطعمة، وصالة للتمور، وأخرى للغسيل (الملابس)، بالإضافة إلى الثلاجات التي من خلالها تم توزيع ثلاثة آلاف ذبيحة خلال الفترة الماضية، وكذلك مصنع التمور، وهو مصنع متكامل لضمد التمور وطحنها، وهو مشروع استثماري يعود لصالح الجمعية. كذلك يُوجد داخل المستودع مبنى إداري متكامل، وسكن عمال، وبعض المرافق المهمة التي أنشئت على أحدث تخطيط ونظام، وقد بلغت تكلفة هذا المشروع خمسة ملايين ريال. ويقدِّم المستودع الخيري كل ما يخدم الأسر المستفيدة من الجمعية، وذلك بالتنسيق مع اللجان والفروع لتقديم ما هو جديد ومفيد. كما يقوم المستودع باستثمار ما تخلِّفه البيوت من أثاث وأجهزة مستعملة بتوظيفها ثانية لخدمة الفقراء والمحتاجين. ويستقبل المستودع أيضاً الأطعمة واللحوم والفائض من الولائم وزكاة الفطر وكفارة اليمين والملابس وغيرها. ومن ضمن أنشطة الجمعية إقامة مركز التآخي لرعاية المسنين، فكانت إطلالة خير وبركة وبوابة بر وإحسان؛ حيث تم افتتاح المركز بتاريخ 3-11- 1417هـ بتكلفة إجمالية مقدارها ثلاثة ملايين ريال بسعة ثمانية عشر سريراً، وبلغ إجمالي المستفيدين من المركز خمسين رجلاً. والمركز يهدف إلى رعاية كبار السن من الرجال الذين لا يجدون مَن يقوم بخدمتهم الذاتية ولم يكن لهم أولياء يقومون بخدمتهم. والمركز يقع على مساحة 2800م2، ويضم العديد من الأجنحة، منها سبع غرف تم تأثيثها بشكل كامل مع توفير المرافق المساندة، وقسم الرعاية وهو عبارة عن عيادة للطبيب، والصيدلية الخاصة، وقسم الاستقبال، وقسم كونتر التمريض، وهو مجهَّز بالإسعافات الأولية والأدوات التمريضية، وقسم العلاج الطبيعي، والاستراحة، وكذلك تُوجد حديقة لتعطي منظراً جميلاً وطبيعة خلابة. ومن ضمن الأجنحة المجلس الشعبي، وهو مجهَّز بخدمات تناسب كبار السن، وكذلك القسم الإداري بمرافقه كاملة، وأخيراً دار الضيافة وهي تحتوي على شقتين مؤثثتين تقعان في الدور الثاني من الجناح الإداري. ويقدِّم المركز أيضاً الخدمات الطبية التي يقوم بها أطباء مكلَّفون من مستشفى الرس العام لزيارة المركز ثلاثة أيام في الأسبوع، وكذلك خدمة العلاج الطبيعي وخدمات الرعاية المنزلية، وكذلك الخدمات الاجتماعية وخدمة البرامج والأنشطة من دورات وندوات وزيارات ورحلات، ويقدم المركز خدمة الغذاء التي تناسب كل مسن. وتوجد في المركز وسائل نقل خاصة من سيارات إسعاف وحافلة وسيارة نقل. هذه بعض أنشطة المركز لرعاية المسنين في المحافظة. كما أن للجمعية مشاركات عديدة ومتفرقة كإقامة الدورات، ومنها دورة في الإبداع في العمل الخيري للدكتور عمر اليحيى، وقد شارك فيها واحد وخمسون شخصاً، وكان الهدف منها رفع كفاءات العاملين في مجال العمل الخيري. كذلك أقامت الجمعية بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالرس مهرجان انتفاضة القدس في عام 1421هـ. كذلك شاركت الجمعية في مخيم الربيع في إجازة عيد الفطر المبارك لعام 1421هـ بالتعاون مع هيئة الإغاثة بالرس، وكذلك المشاركة في المخيم الترفيهي للشباب الذي أُقيم داخل المحافظة. كذلك شاركت الجمعية مكتب الجاليات وهيئة الإغاثة الإسلامية بالرس في مشروع إفطار صائم الذي استفاد منه يومياً أكثر من ثلاثة آلاف صائم من خلال اثني عشر مسجداً داخل المحافظة. كذلك كان للجمعية الوقفة الصادقة عبر فروعها ولجانها في المراكز والهجر؛ حيث أُنشئ المستودع الخيري بأبانات في بلدة ضليع رشيد حاملاً على عاتقه مبادئ وأهداف سامية تجسِّد ذلك المبدأ الكريم: التكافل الاجتماعي؛ فقد وصل عدد الأسر المستفيدة (1250) أسرة، وقد تم تقديم كافة الإمكانات الأساسية من مساعدات عينية ونقدية. ولقد اتسعت دائرة أنشطة المستودع فشملت مشروع تزويج مائة شاب خلال الإجازات الصيفية الماضية. كما لم يغفل المستودع عن أمر المرأة، وذلك من خلال المخيمات التوعوية النسائية التي قدَّمت كل ما يخص المرأة المسلمة، كما نُظِّمت رحلات لأداء العمرة والحج كان لها الأثر الكبير في نفوس أهل البلد. كما اهتم المستودع بالجانب الصحي، وذلك من خلال القافلة الصحية التي جابت قرى وهجر أبانات عن طريق الإرشادات والتوصيات الصحية. هذه الجهود المباركة رصدها لنا مدير المستودع الخيري في أبانات الشيخ إبراهيم بن صالح المزيني. كما كان للمشروع العملاق الأثر الكبير في أهالي أبانات، وذلك بإنشاء إسكان خيري لهم؛ حيث أبدى سروره وفرحه بذلك صاحب الفضيلة الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين رئيس الجمعية الخيرية الذي قال: إنه كان حلماً يراود الخيِّرين من أبناء هذا الوطن المعطاء بمختلف فئاته علماء ورجال أعمال ومثقفين من الجادين في عمل الخير ومساعدة المحتاجين؛ حيث تُوِّجت هذه الفكرة باهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم لرفع مستوى هذه المنطقة من الناحية الاجتماعية والمعيشية والثقافية؛ حيث تبرَّع سموه الكريم بتكاليف إنشاء عشر وحدات سكنية من هذا المشروع صدقةً جاريةً لوالدته رحمها الله تعالى. ومن بساتين الخير والعطاء في هذا البلد المعطاء تلك المشاريع الجبارة التي تحققت في فترة وجيزة بإشراف ومتابعة من صاحب الفضيلة الشيخ عبد العزيز الحمين رئيس الجمعية الخيرية ورئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم في محافظة الرس. إنها تلك الإنجازات التي وقفت شامخة لتعليم القرآن وتعلُّمه والتي انطلقت ببناء هذا الصرح الشامخ داخل المحافظة الذي أُبدع فيه التصميم وروعة الإتقان، إنه مشروع برج الهدى الذي أُنشئ على مساحة 2000م2، ويتكون من خمسة طوابق، وتم تجهيزه بكافة وسائل الأمن والسلامة والمصاعد الكهربائية وغيرها من المميزات، وقد تبرع بهذا الصرح لصالح جمعية تحفيظ القرآن الكريم المحسنة الكريمة هيا العساف. كما سعد الجميع بافتتاح وقف الحصيني رحمه الله المتمثل في دار الحصيني النسائية ومعهد القرآن الكريم؛ حيث أقيم الوقف على أرض 2500م2 ويحتوي على 18 فصلاً وصالة للمحاضرات، وتبلغ تكلفة المبنى مليوني ريال تقريباً. أما معهد إعداد المعلمات فالهدف منه تلبية احتياج مدارس وحلقات الجمعيات الخيرية من المعلمات المؤهلات قرآنياً وعلمياً وتربوياً. وكذلك من المشاريع الخيرية إنشاء دار الخنساء لتحفيظ القرآن الكريم في حي الشفاء بالرس بتكلفة إجمالية خمسة ملايين ريال تقريباً، وقد وصل عدد الطالبات في المدرسة 216 طالبة موزَّعات على 16 حلقة. ولقد نالت المرأة نصيباً وافراً من هذا الاهتمام، فافتتحت تسع عشرة مدرسة، سبع منها داخل المحافظة، واثنتا عشرة مدرسة خارجها، تغطي كلاًّ من قصر ابن عقيل وضرية ومسكة والصمعورية ودخنة والأسامر والعاقر والشبيكية والرحلة وسمحة وأبانات والشنانة، وتضم ما يقارب من ألفي طالبة موزَّعات على 160 حلقة، يشرف عليها ما يقارب من 180 معلمة. وإجمالاً فإن الجمعية تضم (3500) طالب وطالبة في إحدى وعشرين مدرسة، وقد بلغت الدور النسائية خمس عشرة داراً نسائية، ويبلغ عدد المعلمين مائتين وثمانين معلماً. كما ينضم إلى هذه الأعمال الجليلة برج الصفاء، وهو تحت الإنشاء، ويعدُّ معلماً حضارياً رُوعي فيه روعة التصميم وجماله. هذه المشاريع الجبارة من برج المروة الخاص بالأيتام أو برج الهدى وبرج الصفاء ومدارس الرشاد النموذجية ومقر جمعية تحفيظ القرآن الكريم الإداري ومقر الجمعية النسائية التابع لجمعية البر الخيرية بالرس، وغيرها من مشاريع عملاقة ومساعدات إنسانية، وهذا التطور والنقلة النوعية في الجمعيتين يقف خلفه بعد توفيق الله وتيسيره صاحب الفضيلة الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين الذي ضحَّى بالكثير من وقته وجهده وصحته في إنشاء وإدارة وتطوير هذه المشاريع، بالإضافة إلى عمله الأساس في رئاسة محكمة الرس التي نالت هي أيضاً حقها من التطوير والإنجاز. ولا ننسى في هذا المقام أعضاء مجلس الجمعيتين الذين تكاتفوا وتآزروا وكانوا يداً واحدة في تطوير هذه المنشآت والرقي في مجال العمل الخيري، فشكر الله الجهود، وسدَّد الخطى، وبلَّغ المنى.
|