السماء تبكِي .. تصرخ ... أتطلُب الاستغاثه؟؟.. أم تطرد ألماً يشققها؟؟ .. أم تهرب من الرياح الباردةِ التي تضربها؟؟.. فلتنزلِي ياحِفنات اغسلي جسدي وروحي من كلِّ الملامِح ... جدّديها أو اقتليها لترحلَ دون عودة ... لن أفتقدها لأنّي لا أطيق وجودها الآن.... فلتنزلِي ياحِفنات أدخلي رائحكِ إلى صدري وجدّدي هواءً يحترق في داخلي ويُحرق دواخلي .. أو أخرجيه وأغلقي كلّ منافذه لأختنق .. وأغفو إغفاءتيَ الأبديّةِ... أكاد أختنق من كلِّ شيء ... حتى من نفسي.. روحي تصرخ بداخلي تبحث عن حرِّيَّتها فقد ضاقت ذرعاً من هذا الجسد..!!!.. لا أملكُ غير حروفي... أقسو بها ... وأحبّ عبرها.. أتمرّد على عاشقي وأنا لم أذق طعم الحُب بعد... أقول (أُحبّك) ثم أتبعثر لأبحث عمّن سيلتقطها.. وأودّ أن (أهجره) وأنا لم أبدأ مع أيّ أحد أيّ مشوار.. آآآه يا حروفي كم تتحملين قسوتي.. غريبة .. حتّى على نفسي.. مجنونة .. هكذا يقولون ميتة .. على قيدِ الحياة.. أدّعي النبض وأنا أبحثُ عن قلبي.!!. أدّعي المشاعر وأنا أبحثُ عنها..!!. فلتتحطّمي يا أقنعتِي .... فلتتناثري وتتواري خلف التراب ولتأخذي منّي ماشئتِ.. كنتِ جزءاً منّي لذا لا بدّ من شيء ستأخذينه كذكرى .. لو حتّى جسدي.. أفتحُ كتاباُ لأقرأ وأنسى .. أجدني أقلِّبُ الصفحات دون أن أعِي شيئاً مما قرأت .. فأغلقه .. وأعيده إلى مكتبتي... سئم الذهاب والإياب عُذراً أيّها الكتاب كان عليكَ أن تتحمّل ولو القليل من ألمي فقد ولدتَ وأصبحتَ بين يديّ .. في جحيمٍ دنيوي.. (مقاربات في ثقافة التخلُّف) وصَفَت انهزامات الإنسان (العربي) أمام الإنسان (الغربي) انهزاماته وسط هذه الحياة حينما تحوَّل كلُّ شيء إلى مادِّيّات.. أكان يعلم (إبراهيم التركي) حينما كتب هذا أنّ النّفس لعدوّة النّفس أكثر من (العربي) إلى (الغربي)؟؟.. جفّ حبري ولم يبق في جسدي دمٌ أكتب به حروفي .... استمحيتُ الرّصاص عُذراً ليسهر معي فقط هذه الدقائق يرشق رذاذاً أسود على أسطري فلربّما انزاح نصفُ جبلِ الألمِ عن قلبِيَ هذا ....
هديل بنت ناصر العبدان |