Thursday 8th September,200512033العددالخميس 4 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

العناية بالمساجدالعناية بالمساجد
صالح بن حسن بن عبدالرحمن السيف/ الدلم

إننا كمسلمين يجب أن نفزع لبيوت الله، وأن نبادر وبسرعة لإنقاذ مظهر وهيبة مساجدنا قبل أن يتدنى مستواها سواء من ناحية البناء والعمارة التي تتوافق مع الروح الإسلامية والزخرفة العربية الأصيلة، أو من ناحية الإمام والمؤذن والواعظ وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والندوات التي تُقام في تلك المساجد وغيرها والتي تهم المسلمين في دينهم وآخرتهم ودنياهم.
وهنا أود أن أسترسل ببعض النقاط التي آمل من الله أن ينفع بها، وأن تؤخذ بعين الاعتبار من المسؤولين في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ووزارة الشؤون الإسلامية ومجلس الشورى والجهات الأخرى المعنية.. وهي تتمثل في النقاط التالية:
1- التنسيق الكامل بين وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في كافة أنحاء المملكة من أمانات وبلديات ومجمعات قروية ووزارة العدل بعدم إعطاء أصحاب مخططات الأراضي المخصصة للبناء الإذن بالإفراغ لدى المحاكم الشرعية وكتابات العدل إلا بعد إفراغ الأراضي المخصصة للمساجد في تلك المخططات، وتكون في حوزة وزارة الشؤون الإسلامية وفروعها ومكاتبها المنتشرة في السعودية.
2- يتم الإعلان في صحافتنا المحلية عن طريق الوزارة ممثلة في وكالة الوزارة للمساجد لأهل الخير لبناء المساجد تحت إشراف هندسي كامل من الوزارة مع تحديد تلك المواقع والمساحات ونوع الفئة للمساجد والتكلفة التقريبية لكل مسجد، ويكون هناك تنسيق كامل بين الوكالة والجمعية الخيرية لرعاية المساجد، حيث نلاحظ على أرض الواقع أن اصحاب المخططات بعد إعطائهم الإذن بالإفراغ يتنصلون من إفراغ قطع الأراضي المخصصة للمساجد، وفروع الوزارة ومكاتبها لا تحرك ساكناً في هذا الشأن.
3- نطرح اقتراحاً بإنشاء جمعية خيرية للعناية بالمساجد، حيث تكون هذه الجمعية الخيرية مستقلة وذات شخصية اعتبارية تُدرس أنظمتها من مختصين وذوي كفاءات عالية، على أن تكون أنظمتها واضحة وتلغى كافة الأنظمة المعمول بها حاليا لعدم الازدواجية في الأنظمة وعدم تداخل الصلاحيات بين وزارة الشؤون الإسلامية والجمعية الخيرية، وتعرض على مجلس الشورى لمناقشتها لتداول الرأي والمشاورة فيها، وبعد ذلك رفعها للمقام السامي الكريم لأخذ المناسب حيالها، على أن تكون لهذه الجمعية مقر رئيسي في العاصمة الرياض، وأن تقوم بافتتاح فروعها في المناطق الإدارية الثلاث عشرة، ويترأس مجلس إدارتها أمراء المناطق ليكون هناك حافز للتبرع لها ودعمها من أهل الخير، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكون هناك أقسام للنساء لدعم الجمعية من فاعلات الخير، مع إعطاء مجلس الإدارة كافة الصلاحيات للإشراف على المساجد من حيث تحديد الأماكن والبناء والصيانة والنظافة وغيرها مما تتطلبه بيوت الله. وهناك ملاحظة على المجلس الأعلى للأوقاف: دائما هناك اجتماعات شبه منتظمة وتنشر في وسائل الإعلام المختلفة.. وواقع الحال تلك الأوقاف الخيرية للمساجد معظمها لا تكون تحت مظلة المجلس ووزارة الشؤون الإسلامية، ويقوم بالتصرف بتلك الأوقاف الخيرية للمساجد الإمام أو الوصي عليها، ولا نرى أن هناك استفادة مباشرة من تلك المبالغ الكبيرة أو الصغيرة كمردود إيجابي على المسجد الموقوف لها من صيانة أو نظافة أو عمل ترميم لتلك المساجد، ولا نعلم أين تذهب تلك المبالغ. في حالة الموافقة على إنشاء الجمعية الخيرية الخاصة بالمساجد يتم إلغاء المجلس الأعلى للأوقاف، وتسن أنظمة وتعليمات جديدة للأوقاف وتوضع تحت إشراف الجمعية الخيرية لرعاية المساجد لأخذ دورها في المراقبة والمتابعة والبحث عن الأوقاف الخاصة بتلك المساجد لتطويرها وتنمية مواردها بوضعها في حلقات استثمارية إسلامية ليكون هناك مردود إيجابي على تلك المساجد ووضع الفائض من تلك المبالغ المالية في صيانة مساجد أخرى في نفس المنطقة بعد أخذ التوجيه من هيئة كبار العلماء والإفتاء.
4- دعم وزارة الشؤون الإسلامية في الميزانية العامة للدولة السنوية في بنود بناء المساجد وصيانتها والإشراف عليها مع الجمعية الخيرية لرعاية المساجد. مع الأخذ بعين الاعتبار والجدية بإحداث وظائف سنوية للمراقبين والمشرفين على المساجد في أنحاء السعودية، حيث إن واقع الحال لتلك الفئة من المشرفين والمراقبين على الأئمة والمؤذنين برواتب قليلة لا تفي بالجهود التي يقومون بها من جهود من المراقبة اليومية على المساجد والمؤذنين والأئمة، حيث يقومون بالتجوال بسيارتهم الخاصة، حيث لا توجد سيارات مخصصة لهم للمراقبة والمتابعة، وبهذا يقل عطاؤهم في المراقبة والإشراف، مع ملاحظة أن هناك مناطق صحراوية أو جبلية صعبة الوصول اليها بسياراتهم الخاصة.
5- اختيار عدد من المؤهلين من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من خريجي الكليات الشرعية لوضعهم في مناصب المديرين العامين للفروع والمكاتب، حيث نلاحظ على أرض الواقع أن بعض تلك الفئة ممن يقومون بأعمال المديرين العامين والمكاتب حقيقة نقولها بكل أسف أنهم غير مؤهلين لهذه المناصب، حيث نجدهم من حملة شهادات الابتدائية والكفاءة المتوسطة والثانوية العامة، حيث وضعوا في تلك المناصب بالخدمة فقط وبأسماء وظائف مختلفة مثل أمين صندوق، كاتب، ناسخ آلة، مشرف مراقبين.. وغيرها.
6- التوجه الإعلامي من وزارة الشؤون الإسلامية المسموع والمقروء والمرئي، حيث توضع برامج توعية بين فترة وأخرى للاهتمام بالمسجد والعناية به من البناء والصيانة والنظافة، مع الملاحظة على العلاقات العامة والإعلام في الوزارة في الوقت الحاضر عدم الاهتمام بالرد الإيجابي أو السلبي على ما ينشر في وسائل الإعلام من ملاحظات واقتراحات سواء على الوزارة أو الفروع أو المكاتب في أنحاء المملكة، وهذا غير إيجابي من العلاقات في ظل الانفتاح الإعلامي بين المواطن والمسؤول.
7- الاهتمام بالعنصر البشري من خطباء جوامع وأئمة ومؤذنين وخدم، حيث نلاحظ على أرض الواقع قلة الدورات التثقيفية والندوات الشاملة للإمام والمؤذن، وإن وجدت لا تكون على المستوى المطلوب؛ لأن هناك من يتخذ هذه المهنة لكسب العيش أو تحسين الدخل الشهري، حيث يوجد هناك أئمة ومؤذنون غير مؤهلين للإمامة والأذان.
8- اللجان الشرعية التي في الفروع والمكاتب التي تقوم بعمل الاختبارات اللازمة للأئمة والمؤذنين ومتابعتهم.. حيث واقعهم يتنافى مع أعمالهم التي كلفوا بها وهي الإمامة للمساجد.. كيف يتركون مساجدهم ليقوموا بمراقبة المساجد الأخرى؟.. حيث نقترح في هذا الصدد أن تكون المراقبة للجان محايدة ليست من أئمة المساجد، وتكون الاختبارات للأئمة والمؤذنين تحت إشراف مباشر من تلك اللجان الشرعية المحايدة، ويعمل رئيس المحكمة الشرعية في نفس البلد الاختبار النهائي سواء للمؤذنين أو الإمام، خاصة خطباء الجوامع، على أن يحمل شهادة جامعية من الكليات الشرعية على أقل تقدير، مع حصر جميع المساجد والجوامع والعاملين فيها من أئمة ومؤذنين وخدم في كل مدينة وقرية وهجرة لوضع اختبارات من اللجان المحايدة جديدة لإعادة تعيين من هو مؤهل من الأئمة والمؤذنين، على أن يكون المؤذن يحفظ (ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم على أقل تقدير لأنه حالة غياب الإمام يقوم بعمل الإمامة نيابة عنه)، مع وضع برامج تثقيفية بين فترة وأخرى لتذكيرهم بما هو واجب عليهم نحو المصلين ومساجدهم.
أضع هذه الاقتراحات والملاحظات بين يدي أصحاب القرار في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومجلس الشورى والجهات الأخرى المختصة لدراستها ووضع الحلول المناسبة لها وتطوير ما هو إيجابي منها أو إدخال بعض التعديلات عليها للمصلحة العامة التي ينشدها ولاة الأمر في بلادنا الطاهرة.. حفظهم الله جميعا.
نسأل الله التوفيق للجميع لخدمة ديننا الإسلامي الحنيف الذي هو عصمة أمرنا، ومن ثم خدمة بلادنا بكل إخلاص وتفانٍ.. والله الموفق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved