Tuesday 6th September,200512031العددالثلاثاء 2 ,شعبان 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

رحم الله نايف الأحمد ووالدته وزوجتهرحم الله نايف الأحمد ووالدته وزوجته
سعد المحارب الحربي / أوثال

{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً}.. ما أقساك أيها الموت عندما تأخذ وتفجعنا بقريب غال وصديق عزيز. لقد أخذت من دنيانا العديد من فلذات أكبادنا والآباء والأمهات والزوجات، وهكذا دائماً وأبداً يفجعنا الموت وكم أحسسنا بالألم والحرقة ونحن نرى هذه الحوادث وهذه الكوارث التي لا يمرّ يوم إلا ونسمع وقوعها على هذه الطرق ويذهب ضحيتها العديد من الأرواح؛ فهل نعتبر من هذه الدنيا فهي حبلى بالمصائب؛ فهي حياة فانية حياة زوال ومرحلة مرور إلى الدار الآخرة، ولكن ينبغي على المسلم أن يكون لديه يقين وإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، ولا شك أن الموت حق ولا بد من أن نكون راضين بذلك.
قبل أيام رحلت عن هذه الدنيا عائلة من العائلات الكريمة وبالتحديد يوم الثلاثاء الموافق 13- 6-1426هـ نتيجة حادث مروري على طريق القصيم - حائل السريع، بالقرب من بلدة أوثال. ونتج عن الحادث وفاة الشاب نايف بن محمد الأحمد أحد منسوبي المعهد الملكي للقوات البرية في القصيم. هذا الشاب القدير والخدوم لأسرته كان في ريعان شبابه يشق طريقه نحو المستقبل ولديه العديد من الطموحات. وقد توفي في الحادث أيضاً والدته الطيبة التقية النقية أم صالح التي عُرف عنها حب الخير والصلاح للغير. كيف لا وهي ابنة المرحوم - إن شاء الله - الشيخ إبراهيم بن عبد الله الرشيد الذي كان إماماً وخطيباً لجامع أوثال قديماً، وكانت له مدرسة في زاوية المسجد المسمى حالياً (الجامع الشرقي في أوثال) أيام الكتاتيب، وكان يدرس القرآن الكريم والفقه مع تعليم الكتابة. واستمر في ذلك حتى تم افتتاح أول مدرسة ابتدائية عام 1372هـ في أوثال فالتحق بها مدرساً وطلابه دارسين حتى انتقل إلى رحمة الله، وكان رجلاً شهماً وكريماً وخلوقاً يساعد المحتاجين والضعفاء وإصلاح ذات البين وكان رجلاً متسامحاً وعطوفاً. وتوفي مع نايف ووالدته في الحادث الأليم زوجته - رحمها الله -.
وعندما علمت بالخبر كان وقعه عليّ كالصاعقة صباح يوم الأربعاء الموافق 14-6-1426هـ من الأخ الكريم أحمد بن محمد الأحمد الأخ الأكبر للعائلة، وكنت وقتها بين مصدّق ومكذب من هول الفاجعة، وحضرت مع من أدى الصلاة على الميت على هذه العائلة، وكان في الحقيقة مشهداً مؤثراً مع من حضر؛ فقد جاء الجميع من كل مكان وامتلأت بهم المقبرة بعد أن أدت تلك الجموع الصلاة فقد غصّ الجامع بالمصلين والأغلبية أدوا الصلاة خارج الجامع وفي المقبرة أيضاً؛ بحثاً عن الأجر والثواب من الله والترحم على أرواحهم والدعاء لهم بالرحمة والثبات.
اللهم اغفر لهم وارحمهم وأكرم نزلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وألهم أهلهم وذويهم الصبر والاحتساب والإيمان بقضائك إنك على كل شيء قدير. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved