Saturday 3rd September,200512028العددالسبت 29 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

حمد بن جبرين كما عرفه الجميعحمد بن جبرين كما عرفه الجميع
محمد بن علي بن عبد الله آل مهنا

يلتقي الإنسان في حياته نماذج فذة من الرجال الأخيار الذين أصبحوا مثلاً يحتذى به في أقوالهم وأفعالهم وفي جميع تصرفاتهم، وهذا هو خلق الإنسان المسلم الذي يحزن الناس على فقده وفراقه، ففي الأيام الخوالي فقدنا أنموذجاً من هؤلاء الرجال الذين تتشرف بمعرفتهم والأنس بقربهم، ضرب أروع الأمثلة في الإخلاص لدينه ووطنه وولاة أمره، ذلكم الرجل الذي تجد فيه معاني الكرم والشهامة والنخوة العربية والخلق الجم، كيف لا وهو من بيت حسب ونسب ومن أسرة كريمة لها سمعتها ومكانتها العريقة، كان محل ثقة ولاة الأمر فيما ولي عليه على مدى سنوات خدمته الوظيفية.. عندما تلتقي به ترى السماحة والبشاشة ولين الجانب والابتسامة التي تعلو محياه، عندما يتحدث هذا الرجل تشتاق الى حديثه وهو يسرد قصة أو حدثا ما، رجل أعطاه الله ووهبه حسن الخلق في تعامله مع كل من عرفه ذلكم هو الشيخ حمد بن سليمان بن جبرين - رحمه الله - أمير حفر الباطن ومحافظها بعد ذلك على مدى أكثر من عشرين عاماً قضاها محافظاً لحفر الباطن كسب فيها محبة المسؤولين في المنطقة الشرقية وعلى رأسهم سمو أمير المنطقة والمشايخ وأهالي وزائري محافظة حفر الباطن فقد أحبهم فأحبوه.
كان محل ثناء وتقدير وإجلال من قبل الأهالي على ما يقوم به من أعمال والسعي على كل ما فيه الرقي بالمنطقة وفقاً لما تمليه عليه أمانته وثقة من ولاه ذلك الأمر.. حدثني أحد كبار السن في الحفر عندما تطرقنا للحديث عن أبي سليمان فقال إنسان طيب ومتواضع لا يحمل في نفسه كبرا على أحد يقدر كبير السن ويأخذ معه بالصلح بين أخوين طال الشقاق والخلاف بينهم حتى طالت المدة والنزاع بينهم بسبب شيء لا يستحق كل هذا فما كان من أبي سليمان - رحمه الله - إلا أن جمعهم وأخذ ينصح فيهم ويقارب الأمور بينهم حتى تم الصلح بين هذين الأخوين اللذين دام الخلاف والشقاق بينهما عدة سنوات فلا تبقى إلا الأفعال الطيبة.
لا تجمعني بالمرحوم صلة نسب أو حسب ولكن ما أجبرني على ذكر بعض ما آثره هو مارأيته من أفعاله ومكارم أخلاقه العربية الأصيلة التي نتمنى أن نراها في كل مسؤول ومحافظ وكل من ولي أمر المسلمين وعزاؤنا في أمرين أما الأمر الأول فهو السيرة الحسنة والذكر الطيب الذي تركه من بعده الذي أكسب الناس محبته، أما الأمر الثاني فهم الذرية الصالحة إن شاء الله من بعده الذين سينهجون منهج والدهم رحمه الله.
وكما قال الشاعر:


عسا العوض في اللي بقا من دناياه
حلالة المشكل رجال المهابة
والأسرة اللي عقب ما راح تنعاه
يحبر عزاهم في منزل كتابه
نهاية حياة الناس مثله وشرواه
في حفرة ولحافها من ترابه
المؤمن اللي مخلص يتبع رضاه
وأنا أشهد أن رضى الولي يكتفى به
لا شك هذا أمره وحنا رضيناه
الله يكتب له جزاه وثوابه
عساه ينزل جنة الخلد مثواه
وارجي من الخالق يخفف حسابه
عسا كتابه في يمينه ويقراه
أرجى من الله مخلص والرجا به

رحم الله الشيخ حمد بن سليمان الجبرين رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة وصلى الله على نبينا محمد.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved