Saturday 3rd September,200512028العددالسبت 29 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "لقاءات"

الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور إبراهيم الغيث لـ(الجزيرة):الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور إبراهيم الغيث لـ(الجزيرة):
دورات تدريبية متخصصة لرفع مستوى رجال الهيئة العلمي والعملي

* الرياض - شيخة القحيز:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الحسبة) من أفضل العبادات وشعيرة ميز الله بها أمة الإسلام، وما خاب قوم تناهوا عن منكر وأمروا بمعروف وتناصحوا فيما بينهم، هذا ما تحدث به وأكده الدكتور إبراهيم الغيث الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، متطرقاً لجوانب مهمة من أمور الحسبة كشعيرة من قواعد الدين، وعمّا يجب أن يكون عليه رجال الحسبة، وما يتعرض له شباب الأمة في دينهم وأخلاقهم، كما يحدثنا عن نشاطات الهيئات وتعاونها مع المؤسسات الحكومية الأخرى، فإلى الحوار:
في البداية تحدث الدكتور الغيث عن دور الهيئة، مؤكداً أنها تقوم بدورها المنوط بها منذ أن قامت هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- على التوحيد وإقامة الدين وتطبيق شعيرة الحسبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر امتثالاً لقوله سبحانه وتعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، وفي رواية لمسلم: (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل).
ولا شك أن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قواعد الدين القويم وركن من أركانه وهو سبب تميز الأمة وخيريتها كما قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} الآية، وأنزل الله بها كتبه وأرسل بها رسله وهي من أوجب الأعمال وأفضلها وأحسنها كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
فدور الهيئة هو تحقيق هذه الشعيرة التي فرضها الله سبحانه وتعالى وجعل خيرية الأمة متعلقة بتطبيقها والحفاظ على تميز هذه الأمة بدينها وقيمها وأخلاقها.
والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لها مهام وأهداف فمن مهامها حسب نظامها الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م - 37) وتاريخ 26 - 10 - 1400هـ:
- إرشاد الناس وتوجيههم وحثّهم على فعل الخير عن طريق الترغيب فيه.
- تنبيههم إلى خطورة المنكرات ونهيهم عن الوقوع فيها.
- العمل على ما يحول دون ارتكاب المحرمات والممنوعات شرعاً.
- العمل على منع اتباع العادات والتقاليد السيئة والبدع المنكرة.
- الحرص على أن تظهر هذه البلاد بالمظهر الحسن المشرف اللائق بها بصفتها قلب العالم الإسلامي وقدوته ومحط أنظار المسلمين.
- حمل الناس على أداء الواجبات الشرعية.
* نرحب بالأفكار البناءة
* هناك من يرى إمكانية تغيير اسم الرئاسة وهناك آخرون يرون ضرورة اختصار رقم الهاتف الخاص بالإبلاغ عن المخالفين ليكون من ثلاثة أرقام ليسهل حفظه فما رأيكم؟
- مسمى الرئاسة الرسمي هو (الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وهو كذلك المسمى المطابق لمراد الشريعة، وبعضهم يقترح تسميتها (الحسبة) ولكن اسم الحسبة اسم شامل، فقد كان في الماضي يشمل ما يتعلق بالاحتساب على التجار والباعة وما إلى ذلك.. أما ما يتعلق بالرقم المختصر فهذا قيد الدراسة وسيرى النور قريباً - إن شاء الله - وأي مقترح أو فكرة فإنا نرحب بها وندرسها عن طريق لجان خصصت لهذا الغرض.
* هل الرئاسة تعقد دورات لرفع كفاءة العاملين بها وهل هذه الدورات خاصة بفئة معينة أم للكل؟
- الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقيم دورات متخصصة ومتنوعة للعاملين فيها من إداريين وميدانيين في كافة فروعها وهيئاتها ومراكزها دونما استثناء وذلك للرقي بالعمل وتأهيل المنتسبين لهذا الجهاز الذي يمثل شعيرة من شعائر الإسلام وهي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يتحتم على المنتسب لها أن يكون منصفاً بالعلم والحلم والعقل ومعروفاً بسلامة الديانة وحسن الخلق وانتهاج منهج الوسطية واستعمال الرفق واللين والدعوة بالتي هي أحسن والبعد عن مسالك الغلو والجفاء والتنطع في الدين.
وتأتي الدورات التوجيهية للعاملين بالهيئة مترسمة لهذه الخطى سالفة الذكر..
والدورات التي تقيمها وتعقدها الرئاسة لمنسوبيها على أقسام:
- المستجدون والمعينون حديثاً تقام لهم دورة تسمى (دورة المستجدين)، حيث يتلقون دروساً ومحاضرات في فقه الحسبة وطريقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعامل مع المخالفين.. الخ وهذه الدورة حتمية ولا بد منها قبل ممارسة العضو لعمله الميداني، وهناك سنة تجربة للعضو المستجد ولا يمكن المستجد من رئاسة مركز أو فرقة ميدانية إلا بعد مضيها واجتيازها وإثبات مدى فعاليته وأهليته.
- وهناك دورات للقدامى، حيث تقام في فروع الرئاسة الثلاثة عشر لزيادة الرصيد الشرعي واطلاعهم على الأنظمة والتعاميم وإجراءات القبض وتحرير المحاضر وتعنى بما يحتاج إليه رجل الهيئة في الميدان.
- دورة تخص الجامعيين تسمى دورة الحسبة والعلاقات الإنسانية مدتها أسبوعان تتبعها دورة تدريبية ميدانية مع زملائهم القدامى للاستفادة من خبرتهم.
إن هذه الدورات على اختلافها وتعددها يستضاف فيها رجال من ذوي الخبرة والتخصص من أمثال أعضاء هيئة كبار العلماء والقضاة وأساتذة الجامعات من المتخصصين في علوم الشريعة والاجتماع والنفس، كما تتم الاستفادة أيضاً من أعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام، وديوان المظالم، ورجال الأمن، ومسؤولي إمارات المناطق، أيضاً هناك اجتماعات ولقاءات وحوارات بين الأعضاء ومسؤولي الرئاسة، وكذلك مع إدارات التوعية والتوجيه والقضايا والعلاقات العامة وغيرهما من إدارات الرئاسة.
وكل هذه الجهود تصب في هدف واحد وهو رفع مستوى رجال الهيئة العلمي والعملي خصوصاً الميدانيين منهم.
* المرأة لها دورها في المجتمع وهي نصفه الآخر، فهل لها نصيبها الوظيفي لدى الرئاسة كشقيقها الرجل، وهل هناك تعاون مع النساء في مجال الاحتساب والبلاغات؟ وكيف تتعامل الرئاسة مع بلاغات النساء؟
- أولاً لا يوجد بالرئاسة أي وظيفة نسائية وليس لدينا متعاونات، غاية ما هنالك أننا نتعامل مع المرأة، كما نتعامل مع الرجل في إجراء اللازم وتلقي البلاغات حسب النظام والرئاسة لا يمكن أن تتخذ أي إجراء عن أي بلاغ أو اتصال أو رسالة أو شكوى إلا بعد أن تثبت بنفسها، فرجال الهيئة يتعاملون مع البلاغات بالمنطلق الشرعي وهو التثبت والتبين كما قال الله تعالى: {فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.
والهيئة لا تسعى ألبتة ولا تتشوف أبداً لفضح الناس والتشهير بهم أو استدراجهم للوقوع في المنكرات.
-*-*-*-*-
نتقبل النقد الهادف
-*-*-*-*-
* ما دور الرئاسة تجاه الأقلام الناقدة لها؟
- نحن جهة حكومية وشرعية كسائر الجهات الحكومية والشرعية تتعرض للنقد ونقبله إذا كان واقعياً ومفيداً، أما النقد الخالي من الدلائل والبراهين المبني على الإشاعات وسوء الظن وكلام المجالس فهذا لا نأبه به وأكرر أننا في الرئاسة نهتم بالرأي الآخر والنقد البناء الذي يطور عمل الرئاسة ويسمو بأهدافها عالياً.
وإننا ندعو إخواننا في هذا البلد إلى الاجتماع على توحيد الله سبحانه وتعالى والتعاون على البر والتقوى والمحافظة على أمن البلد فكرياً وأخلاقياً وصيانة جداره المنيع من التصدع والحذر من المساس بوحدته وقيمه تحقيقاً لقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)، وقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، والحذر من إلقاء التهم جزافاً والتماس المعاذير والتثبت والتبين في نقل الأخبار والحذر من ترويج الإشاعات.
وينبغي أن يكون هدف الإنسان في نقده وحواره وأطروحاته النصيحة لا الفضيحة والوحدة لا الفرقة والتآلف لا التخالف.. كما أحذر الجميع عامة وأصحاب الأقلام بخاصة من الوقوع في أعراض المسلمين والمسلمات بالثلب والقدح والذم ونقل الأخبار دون تروٍ، فالإنسان مسؤول أمام الله عن لسانه وما يخطه بنانه قال تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً).
-*-*-*-*-
معارض وإنترنت
-*-*-*-*-
* ما مدى تقويم الرئاسة للمعارض التي تشارك فيها وهل من تطوير لها؟
- الرئاسة تشارك في المعارض المقامة في جميع مناطق ومحافظات المملكة بنجاح يتحدث عن أنشطتها وإنجازاتها، وهي تهدف بذلك للتواصل مع الجمهور عن طريق التعريف بهذه الشعيرة كونها فريضة لها عواقبها الحميدة في الدنيا والآخرة، وإظهار جهدها في الحفاظ على الأمن العقدي والأخلاقي، ونلحظ - ولله الحمد - إقبالاً متزايداً على ما تقدمه الرئاسة من معارض وأجنحة ونطمح للتطوير والمزيد للوصول لأكبر شريحة من المجتمع.
* ما دور موقع الرئاسة في شبكة المعلومات - الإنترنت - للجمهور؟
- لا شك أن شبكة الإنترنت أضحت وسيلة إعلامية مهمة وقناة لتبادل المعلومات والآراء، كما أنها وسيلة توفر الانتشار الإعلامي والثقافي لجميع المشروعات والمؤسسات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المؤسسات الحكومية التي يجب أن تبرز للناس وتحقق خطوات رائدة في مجال الانتشار الإعلامي، فقد أصبح هذا ضرورة معاصرة.
وهناك موقع للرئاسة على الشبكة العنكبوتية ممثلة بفرعها بمنطقة المدينة المنورة ويحرص الموقع على التعريف بشريعة الأمر بالمعروف والنهي المنكر، ويوضح للناس فقه الاحتساب. كما يعمل الموقع على التعريف بكافة فروع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي على المنكر بجميع مناطق المملكة. كما يعمل على نشر أخبار الهيئة مما يكون له صدى إعلامي جيد، ونشر منجزات وإحصائيات الأمر بالمعروف والنهي المنكر، مما يكون له الأثر الحسن في تعليم الناس، فهو ضرورة لوجود الهيئة من جهة، ومن جهة أخرى لا ريب أنه يعمل على تصحيح وتوجيه الرأي العام ويعمل على إيجاد التفاعل البناء بين جمهور المستخدمين والهيئة من خلال عدة روابط تفاعلية.
وعنوان الموقع هو: www.hesbah.com وتم تسجيله ضمن المواقع الرسمية الحكومية السعودية، وهو الموقع الرسمي الوحيد للرئاسة حالياً والمعبر عنها وليس للرئاسة مواقع أخرى. وعدد الزوار - ولله الحمد - في ازدياد مستمر ويُراوح عددهم في اليوم الواحد بين ثلاثة وخمسة آلاف زائر.
وقد أصبح بحمد الله الموقع حلقة وصل بين الرئاسة وجمهورها والعمل جارٍ لإنشاء موقع رسمي خاص بالرئاسة على هذه الشبكة.
* هل هناك تعاون بين الحسبة والأندية الأدبية والمراكز الثقافية في المملكة؟
- نعم هناك تواصل بيننا وبينهم عن طريق التواصل بإرسال مجلة الحسبة وإمدادهم بما تصدره الرئاسة من كتب ومطبوعات ونشرات وكذلك للهيئة نشاط إعلامي تحت إشراف إدارة العلاقات العامة والإعلام بإعداد صفحة الرسالة الأسبوعية بجريدة الجزيرة كل يوم جمعة وإصدار مجلة دورية اسمها (مجلة الحسبة) وكل هذا يخدم أهل الفكر والثقافة ويثري الساحة الثقافية بطرح ما يتعلق ويثار حول شعيرة الحسبة وما يتعلق بها، كما شارك بعض منسوبي الرئاسة في بعض الأندية الأدبية.
-*-*-*-*-
علاج وتناصح
-*-*-*-*-
* ما سبل علاج ما يقع به البعض من مخالفات؟
- لعلاج أي مشكلة أو مخالفة هناك جانبان:
الأول: الجانب الوقائي ويتمثل بالتربية الإسلامية الصحيحة للأولاد من البنين والبنات وغرس القيم الدينية في نفوسهم وتحذيرهم من الوسائل التي تجرهم إلى الشر.
الثاني: الجانب المنعي (العلاجي) بتطبيق ما تنص عليه الأنظمة والتعليمات لعلاج هذه المشكلة بما يناسب في علاجها فقد تكون المعالجة بالمناصحة ويكفي فيها أخذ التعهد وقد يتطلب الأمر إحالة المخالف للجهات المختصة لتأديبه.
* نسمع أحياناً عن تجاوزات تقع من بعض النساء على رجال الهيئة من رفع الصوت وقد يصل لأكثر من ذلك.. ما موقف الهيئة في هذه الحالة؟
- في حالة رفع المرأة صوتها على عضو الهيئة يقوم عضو الهيئة بالنصح والتوجيه للمرأة وتخويفها بالله من غير نقاش معها، وإذا عرف وليها أسدى له النصح والتوجيه وأما إذا وصل الأمر إلى ما هو أكبر لا سمح الله - وهذا نادر الوقوع - فلدى الهيئة من الإجراءات والصلاحيات ما يمنع ذلك.
* كيف نعالج مشاكل الشباب التي تكثر يوماً بعد يوم بظواهر مختلفة؟
- مجتمعنا عموماً، والشباب خصوصاً يتعرضون لهجمة شرسة في مجال الدين والأخلاق، تارة بالشهوة وأخرى بالشبهة وهي أشد وأنكى، سواء عبر القنوات الفضائية، أو الشبكات العنكبوتية (الإنترنت)، أو بالسفر للخارج، وكلها أخطار تهدد أخلاقيات الشباب وتهز ثوابته وتزعزع عقيدته، ومن أساليب العلاج المطروحة: زرع الخوف من الله جلّ وعلا ومراقبته سبحانه وإيضاح الهدف من خلق الله لنا وإيجادنا وهو عبادة الله سبحانه وتعالى وإعمار الأرض بطاعته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ثم بالحرص على التربية السليمة والتنشئة القوية التي تحميهم بإذن الله تعالى، والعمل على وقايتهم من هذه الأخطار وتلافي أسبابها المباشرة وغير المباشرة، وكذا إيجاد المحاضن التربوية الدعوية للشباب التي تحتضنهم وتفيدهم في دنياهم وأخراهم، والحرص على اختيار الأوساط والبيئات المناسبة لهم التي تعينهم على الخير.
والرئاسة العامة بإدارتها وفروعها المختلفة لها نشاطات ملموسة في إقامة المراكز التوجيهية والمخيمات الدعوية سواء في مصايف مدن المملكة الكبرى أو حتى في المحافظات والمدن الصغيرة فقد أقيم في عام واحد أكثر من خمسة وثلاثين مركزاً توجيهياً في الطائف وجدة وتبوك وعسير... وغيرها كثير، احتوت على نشاطات دعوية ومسابقات ثقافية وجوائز قيمة لجذب الشباب ومحاضرات هادفة مع العلم أن هذه المراكز تخدم الرجال والنساء وبدون أدنى اختلاط. وتشارك رئاسة الهيئة بالمعارض الدائمة والمشاركة في أجنحة المخيمات والمراكز التي تقيمها جهات أخرى تبين فيها أعمال الهيئة والأخطار التي تواجه الشباب وأثر الانحراف والعينات المخالفة الكثيرة وتلقى تلك المعارض ولله الحمد القبول والشكر من المسؤولين والشباب والمجتمع.
* ماذا تقول لمن يمنعه الخجل والخوف من الناس من أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر رغم أنه متضايق جداً من هذا المنكر؟
- مَنْ يمنعه الخجل من الاحتساب والأمر والنهي نذكر بأهمية هذه الشعيرة العظيمة وأن تركها والتهاون بها له عواقبه الوخيمة من انتشار الفساد في الأرض وحلول العقوبات الإلهية ورد الدعاء وعدم قبوله كما في الأحاديث الصحاح. والمنكر درجات ومراتب كما ورد في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) فالتغيير باليد لذوي الولاية والسلطة ومن ولاهم ولي الأمر وكذا الرجل في بيته.
وأما التغيير باللسان فهو أقل درجة وكل يملك ذلك لكن بالقول اللين الحسن حتى يتم المقصود من حصول الأمر أو القضاء على المنكر كما قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وأدنى الدرجات وأقلها التغيير بالقلب بل الخطورة على من لم ينكر ولو بقلبه للحديث: (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) رواه مسلم.
وأحب أن أنبه إلى الفرق الخفي بين الخجل والحياء فالوارد في سؤالكم الخجل والخجل مذموم والحياء ممدوح فالخجل ما يمنع من الفعل المحمود كالأمر والنهي والدعوة وغير ذلك وأما الحياء فهو من فعل القبح ومن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً من الناس فيقال له إن الله أحق بالتقوى والمخافة من المخلوق كما قال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ) ولا يزال بقية خير عند بعض المخالفين من قبول الحق والإذعان له بل شكرهم للآمر والناهي والدعاء له وهذا أمر مجرب ومشاهد وذلك أن الله سبحانه هو الذي يضع الهيبة والقبول للمحتسبين من عباده وبالله التوفيق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved