Friday 2nd September,200512027العددالجمعة 28 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

ما الحياة إلا ظلال.. وهل للظلال دوام؟ما الحياة إلا ظلال.. وهل للظلال دوام؟
أم فيصل المرشود

بمناسبة مرور عام على وفاة ابنتي الوحيدة مشاعل ذات العشرين عاما حيث توفيت بسكتة قلبية رحمها الله
الحياة ثوب مستعار ليس لأحد فيها قرار، فهي لا تسير حسب مشيئة الإنسان فهو يخطط ويرسم للأيام والأيام تسير في أمورها كما وجهها الله. ففيها الخسارة والربح والسعادة والفرح والمصائب والأحزان:


لعمرك ما الحياة إلا ظلال أو طيف خيال
وهل للظلال دوام أو طيف الخيال مقام

فالأعمار فيها رهائن المصارع وقضاء الله لا محالة واقع ففي غفلة مني جاء موعدي مع القدر حيث سلب مني أعز اثنين في حياتي 1 - اعز الناس ومثلي الأعلى والمربي الفاضل ومصدر ثروتي العلمية لما يتمتع به من حب العلم إنه والدي (عبد العزيز) - رحمه الله - اثر مرض أصابه فجاءة ولم يمهله وقتاً طويلاً صابراً حامداً شاكراً ربه طيلة مرضه.
تجرعت ألم المصيبة بقسوة حادة حتى بقي أثرها في نفسي ثم أفاجأ بموعد آخر مع القدر (أي بعد وفاة والدي بفترة قصير (9) شهور.
2 - فقدت أجمل زهرة انبثقت من عروض قلبي زهرة يشع ريحها جميع أرجاء من حولها فكل من رآها حرص على اقتنائها لما فيها من مميزات تختلف عما حولها من الزهور طابعاً وطبعاً وفجأة وبدون مقدمات وتحسباً مني لوقت سوف يأتي ولم أستعد له، نعم لم أتوقعه.. فقد دنت ساعة العمر الذي انتهى ليعلن وفاة أعز وأحب وأجمل وأغلى وأقرب إنسانة إلى قلبي إنها ابنتي الوحيدة مشاعل ذات العشرين عاما بعدما كانت تشع حيوية وتفيض بالبراءة.
انطفأت ابتسامتها الهادئة التي لازمت ثغرها الباسم والتي جعلت منها ميزة تختلف بها عن غيرها، فجأة استسلمت روحها الطاهرة إلى بارئها وهي ملقية بجسدها النحيل الطاهر في فراشها لتنام نومه هنيئة هادئة. ولم يدر بخاطرها إنها على موعد مع ساعة القدر التي سوف تنقلها من دار الفناء إلى دار الخلود في يوم الأحد 22-6-1425هـ وبموتها انطفأ نور بيتنا وانطفأت شموع الأفراح في قلبي. وبقيت ذكرى صيتها الطيب عندي وعند كل من عرفها. ما أعجب القدر فقد اتفق على أن تكون وفاتها مماثلة لوفاة الوالد بالأيام. فقد توفيا يوم الأحد ودفنا يوم الاثنين عصراً فإلى جنة الفردوس تجمعكما. رحمكما الله رحمه واسعة يا أثمن ثروة كنت امتلكها. أين أنت يا أبي يا من علمتني المثل العليا في التربية والموعظة الحسنة والتمسك بالصبر والروية أثناء حل المشاكل؟ وأين أنت يا من تربعت على عرش قلبي؟ خيالك ما يزال أمام عيني دوماً حتى أظن أني أحادثك.. فبفقدكما اصحبت حبيسة الذكريات فقد قل الصبر مني وزاد الهلع. فالحمد لله على كل حال. الحمد لله في السراء والضراء والشدة والرخاء.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} في نهاية كلماتي هذه اشكر كل من ساندني أثناء مصيبتي بالوقوف بجانبي أو اتصل علي ليطمئن على صحتي أو بعث رسالة تعزية أو اغدق علي بالنصح (من كلمات معبرة - أدعية مفرجه للهم والكرب - إحضار داعية إسلامية أثناء العزاء) كما أخص بالشكر الجزيل زميلات المرحومة الطالبات في كلية التربية بمدينة حائل (ن، ف،هـ، ل، أ) لما يتمتعن به من حسن الأخلاق والإخلاص وتقدير الصداقة. والاطمئنان علي من خلال الاتصال بي أو إرسال الرسائل المعبرة.. جزى الله الجميع بكل خير.
حبيسة الألم والذكريات - والدة المرحومة - المنطقة الشرقية

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved