اطلعت على ما نشرته صحيفة (الجزيرة) بعددها 11987 ليوم الأحد 18-6-1426هـ عن اللقاء الذي عقده مدير مستشفى الرس الجديد الدكتور عبد الحميد الحبيب مع بعض مشرفي موقع الرس إكس بي ومندوب (الجزيرة) ذكر فيه أنه ألقى الضوء على أقسام المستشفى والآلية المستخدمة في العمل في المستشفى وناقش من خلاله أهم المواضيع التي تهم المواطن، فأصبت بخيبة أمل وإحباط من هذا اللقاء الغريب الذي هو امتداد لتصاريح سابقة لمدير الشؤون الصحية بالمنطقة؟ وتساءلت عن السبب في هذا اللقاء فوجدته في كثرة النقد الذي تمَّ للمستشفى سواء من خلال الصحافة أو من خلال الزملاء في موقع الرس إكس بي في الأيام الماضية واتضح لي من خلال قراءة الإجابة على الأسئلة أن كل ما قاله مدير المستشفى ما هو إلا محاولة لتبرير موقفهم من تلك الكتابات وإقناع المواطن والمسؤولين في الوزارة بأن وضع المستشفى جيد بعد هذا النقد اللاذع.. وتبيّن أن كل ما ذكره مدير المستشفى بعيد عن الحقيقة فالمستوى لم يتحسن حتى كتابة هذه السطور ونلقي نظرة على تلك الإجابات والرد عليها. 1- يقول الدكتور إن الكثير من الزملاء تعودوا في الماضي على نظام معين لكننا نرى ومع التقدم في جميع المجالات أن هناك نظاماً أكثر تطوراً وفعالية لا بد من تطبيقه وهو ما قمنا به. أقول: أولاً ما هو هذا النظام الأكثر تطوراً وفعالية؟ هل هو التعتيم على ما يحصل من سوء خدمات أم ماذا؟ ثانياً: يجب تقديم الأهم على المهم وهو تكملة نواقص المستشفى من الأجهزة وتكملة العيادات المهمة في المستشفى ثم تقليص المواعيد البعيدة ورقي كافة الخدمات. 2- وقال عن المواعيد إنه أخذ عهداً على نفسه أن يكون أقصى حد للمواعيد خمسة أيام رغم قلة الإمكانيات.. أقول ورغم صعوبة تطبيق هذا الموعد إلا أنه يجب لو طبق مراعاة لحالات المرضى أولاً ثم كيف يمكن العمل في جو غير ممكن من قلة الإمكانات؟ يفترض ألا يتم إلا بعد القيام بتكملة النواقص ثم تطبيق الأنظمة التي يسير عليها العمل في المستشفى. 3- وعن المصاعب التي تواجه العمل في المستشفى ذكر عدم التزام المراجع بالمواعيد.. أقول هذا هو ليس السبب الوحيد بل المشكلة تكمن في قلة الإمكانات وبعد المواعيد مما جعل المواطن يذهب للمستشفيات القريبة.. والعجيب أن النظام ضد المراجع ففي حالة حضور مريض يُعطى موعداً لمدة أيام بينما الطبيب يكون جالساً في العيادة بعد انتهاء المراجعين بدون عمل ويُقال خذ موعداً، ويشير إلى أن التعاقدات تسبب مشكلة.. أقول لماذا لا تطالب الشؤون الصحية بحل المشكلة بدلاً من هذا التعليل غير المنطقي.ثم لا يخفى أنه خصص في الميزانية (400) بين طبيب واستشاري منهم (19) طبيباً استشارياً لا يوجد منهم سوى اثنين فأين البقية؟ وسبق أن تمَّ إقفال عيادة الحروق والتجميل وجراحة الأطفال من المستشفى القديم وتمَّ نقلها لمستشفى الملك فهد ببريدة ولم ترجع للجديد. 4- وعن سعة المستشفى السريرية ونسبة الإشغال أفاد بأن السعة (232) سريراً وهذا غير صحيح وأصل السعة كما هي في الأمر السامي (200) سرير وبعد تحويل المستشفى إلى مبنى ولادة وأطفال قلَّ هذا العدد وأشار إلى أن نسبة الإشغال (57%) فالقول بهذا في حق مستشفى جديد قليل.. علماً أن مدير الشؤون الصحية يشير في كل مناسبة إلى استكمال جميع التخصصات إذا علمنا أن نسبة تشغيل المستشفى القديم (70%).. أما الحالة الإسعافية فسيئة حيث إن الحالات الخطيرة تُحال لمستشفى الملك فهد في بريدة. 5- وحول سؤال عن أجهزة المستشفى القديم هل هي فيه أم رحلت إلى خارج المحافظة؟ أجاب بعدم صحة ذلك وجميع الأجهزة غير عهدة المستشفى ولم يتم إخراج أي جهاز ولأنه تمَّ تغليفها وتركت في أقسامها وكل هذا من صلاحية مدير الشؤون الصحية للاستفادة منها في مكانها أو مكان آخر.. أقول هذا القول غير صحيح بل نقل أكثر الأجهزة من المستشفى القديم وإليك بياناً بها: 1- منظار جراحي تبرع به الشيخ خالد البلطان. 2- منظار الجهاز الهضمي تبرع به سمو الأمير سلطان بن محمد. 3- أجهزة الحضانات للمواليد. 4- أجهزة المختبر عدد (5). 5- أجهزة الحضانات للمواليد. 6- أجهزة نبض الجنين أثناء الحمل. 7- أجهزة مراقبة وأجهزة ضربات القلب. 8- أجهزة وآلات مكتبية من آلات تصوير وفاكس. أما قوله عن أن نقل الأجهزة من صلاحية مدير الشؤون الصحية فليس من حقه إلا فيما يخص ما ورد منها أو من الوزارة أما الأجهزة التي تبرع بها أهل الخير لمستشفى الرس فليس من حقه نقلها لأنها ملك لأهل الرس وليست للشؤون الصحية ويجب أن تبقى في مستشفى الرس وفي حالة نقلها سوف تقدم شكوى بذلك للمقام السامي. 6- وفي إجابة عن إمكانية الاستفادة من المستشفى القديم أشار إلى أنه يدرس إمكانية الاستفادة من تشغيله في بعض الخدمات الموجودة، أقول وهذا قول مدير الشؤون الصحية قبله لكن اتضح أن النية اتجهت إلى وأده في موقعه ليصبح أثراً بعد عين، ولو كانت النية حسنة لاستمر في وضعه وافتتح الجديد بأجهزة وكوادر جديدة. 7- وأجاب عن ترقية الخدمات بخدمة جديدة فأشار للحاسب الآلي وأنه ضمن مشروع الوزارة.. أقول ليس هو من الأهمية بمكان وملحوق عليه ولا يسبب مشكلة للمواطنين، ويجب النظر في الأهم والأساس وهو توسعة المستشفى وزيادة العيادات وتوفير الأجهزة والكوادر الفنية وغيرها وتشغيل المستشفى القديم أما التنظير فالكل يجيده. 8- وأجاب عن مشكلة قسم النساء فذكر أنه من أكثر الأقسام ازدحاماً.. أقول بسبب صغر حجم المستشفى بعد تحويله من عام إلى أطفال بالإضافة لقفل المستشفى القديم، وقعت المشاكل الكثيرة، وبالمناسبة فقسم النساء بحالة يُرثى لها فقد وصلتني رواية أن إحدى المنومات وهي من خارج المحافظة عندما ولدت تركت طفلتها بجانبها وقيل لها اعتني بها وهي للتو خارجة من الولادة ومرهقة وطلبت ممرضات فلم تجد. 9- وفي إجابة عن نقص الأجهزة الطبية كالأشعة المقطعية: أجاب سيتم إصلاح القديمة وستعمل خلال عشرة أيام أما الجديدة فستعمل خلال شهر ذي الحجة.. أقول أما القديمة فسمعنا قبل شهرين هذا الكلام أنها ستصلح لكن قيل إنها أُُصلحت بعد أشهر أما الجديدة فسمعنا أنها سوف تؤمن في شهر رجب، لكن لن يتم ذلك وما أطولك يا ليل. 10- وحول بعض الاختبارات التأكيدية قال إنها أصبحت تأتي في المستشفى أقول أتمنى أن يكون ذلك صحيحاً ثم أشار إلى أن جميع الأجهزة الطبية في المستشفى على مستوى عال من التجهيز والجودة وهي من شركات عالمية مشهورة.. أقول ليس ذلك صحيحاً وإنما هي منتجات ماليزية وهي عادية.. وأجاب عن التحويل من المستوصفات فذكر أن هناك نظاماً متبعاً بين المراكز والمستشفى يصب في مصلحة المريض، أقول أتمنى أن يكون النظام فعلاً مريحاً للمريض وحسب تنظيم الوزارة ولا يكون هناك أي مخالفة للنظام. 11- ثم عرج على التغذية التي تُقدم للمرضى فقال إنها وجبة غنية ومدروسة تكلف 30 ريالاً أقول أتمنى أن يكون الاهتمام بالصحة قبل الاهتمام بالتغذية فهي ثانوية بالنسبة للصحة وحول قسم الطوارىء وصغر حجمه بالنسبة للحالات الطارئة اليومية فإنه تمَّ طرح منافسة توسعة الطوارىء لأنه يدرك حاجة التوسعة لما تعانيه من ازدحام.. أقول وهذا نتيجة سوء تنفيذ الطرح من الأساس لو كانت الأهمية كبيرة لما تمَّ تصرف خاطىء بتحويل المستشفى العام إلى مستشفى أطفال فكانت المشكلة أن ظهرت من أول بداية أيام التشغيل لذا فإن المشاكل والثقوب ربما تظهر في المستقبل، فبالله عليكم ما الحل في ذلك؟ آمل أن يوفق الله المسؤولين في الوزارة لتدارك تلك الأخطاء الفادحة وتشغيل المستشفى القديم بجانب الجديد ليحل إشكاليات كثيرة.. وللجميع تحياتي.
قبلان بن صالح القبلان |