عَزَمتْ تُوهِن أقوى عَزَماتي
وسَعَتْ تَنْسِجُ أثوابَ شَتَاتِي
غَمَزتْني بِعُيُونٍ شَعَّ منها
أرْوعُ النُّور، فأقصى ظُلُماتي
هَمَسَتْ لي بكلامٍ، لا أراهُ
غَيْرَ سهْمٍ نافِذَ الطعنةِ عاتي
هي أبْهى ما رأتْ عيْنُ زَمَانٍ
وهي أصْلُ النّاعِمَات الفاتِناتِ
بَيْدَ أني عنْ سنَاها في انشغالٍ
وفُؤادِي عنْ هَواهَا في سُبَاتِ
أَسَرَ القلب وَشَدَّ الذِّهْنَ شِبْلٌ
من أسودِ المجْدِ أفذاذ الصِّفاتِ
عَلَمٌ رَاسِيَ الفِكْرةِ شَهْمٌ
ثاقِبُ النظرةِ، عالي الوَثَباتِ
هو للْحِكْمةِ بَحْرٌ مَنْ يخُضْهُ
لمْ يَعْد يأمَلُ رُؤيا اليَابِساتِ
هو رمْزٌ باسِقُ الهَامَة سمْحٌ
وَنَدي في العَطَايا والهِبَاتِ
وفَصِيحٌ إنْ تَجَلّى في حديثٍ
صَادقُ النبرةِ عَذْبُ الكلِماتِ
فيصلَ المجدِ ومَنْ غيْرُك يحْوِي
قَصَبَ السبْقِ، وعالِي الدّرَجاتِ
فيصلَ المجْدِ عَزَمْتُ اليومَ أحْكي
لم أعُدْ أسطِع كتْم الخَلَجَاتِ
أنتَ عِزٌّ يا أميري ما تَوَالتْ
عنْ بيانِ الحقِّ فيكَ نَبَراتي
أنتَ يا فيصَلُ قَصْرٌ شادَ قصْراً
مِنْ مَعاني النبْلِ زَاهي اللّبِناتِ
دَامَتِ الفرْحَةُ في أرضِ قصيمِي
صَدَحتْ: يا فيصَلُ أنتَ حَيَاتي
أنْتَ يا فيْصَلُ فخْري وجَمَالي
بك حَقّقْتُ نَفِيس الأُمْنِياتِ
فيْصَلَ المجْدِ حَلالٌ فيكَ مَدْحي
أنتَ أهلُ الخيْرِ، نسْلُ المَكْرُمَاتِ
أنا ما حِكْتُ نسيجَ الشِّعْرِ زُلْفَى
غيْرَ عيْنِ الحقِّ.. ما قالتْ شِفَاتِي
بارَك اللهُ أميراً أرْيَحِيَّاً
فيْصَلَ الفصْلِ لكلِّ المُعْضلاتِ
وأدَامَ الله حُكْماً كان فيهِ
شرْعُ رَبِّي حَاكِماً رأيَ القُضَاةِ