قرأت ما كتب في هذه الجريدة عن جائزة تبوك.. وحضور سمو أمير منطقة القصيم كضيف شرف لها.. وفي كل منطقة من مناطق المملكة نقرأ عن جوائز التفوق العلمي.. وعن جوائز للمثاليين من المزارعين ومن رجال الأعمال ومن الموظفين.. وعن المكرمين من المتفوقين من الطلبة وهذه ظاهرة حضارية يجب أن تستمر وان تتكثف فالأمم الراقية لم ترق إلا بتشجيع أبنائها والشد على أيديهم ومن دون ذلك ستظل الأمة تراوح مكانها وإذا لم يكن هناك فارق بين الجاد والمبدع وبين الكسول والمتخاذل من حيث النتيجة ومن حيث الأثر والمكانة فسيتحول الجاد إلى كسول والمبدع إلى محبط ومتحطم والعبقري إلى صفر على اليسار لا قيمة له في هذا الخضم المتلاطم والسيل الجارف من الثقافات والأهواء والصرعات. إن وجود جائزة تشجيعية ذو أثر فعال في شكر المحسن وليس الأثر المادي فقط بل قبله الأثر المعنوي فكأن الجائزة التشجيعية هي كلمة (شكرا) مجشمة وذات فعالية ومطبقة.. إن الإشادة والاعتراف والمكافأة لمن يؤدي واجبه المفروض عليه ولو كلمة (شكراً) ستفعل فيه فعل السحر وستحفزه على المزيد من العطاء والاخلاص فكلمات الاشادة على أداء العمل ولو كان ناقصاً ستؤدي إلى ان يؤدي العامل أو الموظف عمله على الوجه الأكمل لأنه وجد ما يسد حاجة ملحة في نفسه وهي الحاجة إلى الثناء والاعتراف بفضله.. إن النفس البشرية مثل الآلة لابد لها من زيت وشحم وزيتها هو كلمات الإشادة والاعتراف بالجميل.. بينما الاستمرار في التأنيب وتصيُّد الأخطاء وتكبيرها فلن يؤدي بالموظف إلا إلى الإحباط واليأس والقرف والضيق والنفور من العمل.. إنك إذا بدأت العامل أو الموظف المخطئ بتعداد محاسن عمله ثم أضفت إليها ملاحظة صغيرة عن تقصيره أو خطئه الذي ربما لا يكون عن عمد فسيفعل ذلك فيه فعل السحر.. أما إذا بدأته باللوم والتأنيب فلن ير في ذلك إلا امتهانا لكرامته حتى ولو كان ما تقول صدقاً.. هذا إذا كان الموظف أو العامل يؤدي عمله المطلوب منه فالواجب شكره فما بالك بمن يتجاوز ذلك ويبدع ويتفوق إن مكافأته عند ذلك تكون من أوجب الواجبات.. وهذه مقدمة لبيان فضل التشجيع والمكافأة في حفز العمل وفي التقدم والتطور وهذه من سمات التحضر والرقي وما الجوائز التي نراها في كل منطقة من مناطق المملكة إلا تطبيق لهذا المبدأ السامي. ومنطقة القصيم منطقة عزيزة تخلو حتى الآن من أي جائزة تشجيعية واقترح استحداث جائزة تشجيعية تمنح كل عام في هذه المنطقة نظرا لأهميتها للأسباب الآتية: 1- في منطقة القصيم حركة علمية كبيرة ففيها فرعان لجامعتان من جامعات المملكة هما فرع جامعة الملك سعود وفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. وتحوي هاتان الجامعتان عددا كبيرا من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.. كما تحوي المنطقة عددا كبيرا من المدارس المتوسطة والثانوية والابتدائية وفيها كلية تقنية وكلية صحية وعدد من كليات التربية للبنات، وفي كل سنة يبرز من هذه الجامعات والكليات والمدارس طلبة وطالبات متفوقون ومن الاجدر تشجيعهم للاستمرار والعطاء. 2- يوجد في المنطقة ناد أدبي يرعى الحركة الأدبية ويستقطب الأدباء والمثقفين، وفيها مكتب رئيس لرعاية الشباب يرعى الحركة الرياضية والثقافية في المنطقة ورعاية هذه الحركة لابد له من جائزة تشجيعية للمبرزين من الأدباء والمثقفين والشعراء والمؤلفين. 3- في المنطقة حركة زراعية وتجارية وصناعية.. يقوم بها عدد كبير من المزارعين ورجال الأعمال وهذه الحركة تتطلب التشجيع للحسن والمبرز منهم ولا سيما من يساند حركة السعودة. 4- اقترح أن تشمل هذه الجائزة عددا من الفروع كما يأتي: أ- جائزة التفوق العلمي للطلاب والطالبات. ب- جائزة الإبداع والابتكار والاختراع. ج- جائزة المزارع المثالي. د- جائزة رجل الأعمال المثالي. هـ- جائزة الموظف المثالي.. ولاسيما من يشجع حركة السعودة في المنطقة بتوظيف الشباب السعودي. وأرى أن يتم تسمية الجائزة باسم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير المنطقة الذي له باع طويل في نهضة المنطقة ثقافيا وزراعيا وصناعيا ولما لسموه من دور بارز في النهوض بالحركة العلمية والتعليمية ورعايته وتشجيعه للمواهب والنوابغ في منطقة القصيم فهل نرى هذا الحلم يتحقق قريباً على أرض القصيم الخضراء وعلى كثبان رمالها الذهبية.
عبدالعزيز محمد السُّحيباني - البدائع |