مدارس تحفيظ القرآن الكريم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -
سعود بن عبد العزيز العاصم(*)

أصابنا كغيرنا من المواطنين والمقيمين بل المسلمين في العالم أجمع الحزن والفزع لفقد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف علينا خيراً منها، ولنا في خليفته من بعده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العزاء، فقد كان - حفظه الله - ورعاه ساعده الأيمن وولي عهده ونحن نؤمل فيه آمالاً عظيمة.
ومن المعلوم أن مسيرة التعليم في المملكة العربية السعودية شهدت تطوراً نوعياً وكمياً لم تشهده أكثر الدول وكان لمدارس تحفيظ القرآن الكريم نصيب الأسد في عناية خادم الحرمين الشريفين حيث بلغت مركزاً متقدماً في مناهجها وتأهيل معلميها ومبانيها الحديثة، فقد تحدث خادم الحرمين الشريفين بفخر عن تطور ونمو هذه المدارس في عهده عندما تشرف معالي وزير التربية والتعليم السابق مع كوكبة من وكلاء الوزارة بالسلام عليه، وهذا يؤكد أهمية هذه المدارس لدى ولاة أمرنا - وفقهم الله - وأجرى على أيديهم الخير وتتابع الخير حيث كرَّم الله سبحانه وتعالى المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين فشيدت بنيانها على هدى من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبذلت جهدها لخدمة كتاب الله والعناية به، واتخذته دستوراً تهتدي بنوره وتتفيأ ظلاله كما أكد هذا المفهوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - حين قال في كلمة بمناسبة البيعة: أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أجعل القرآن الكريم دستوري والإسلام منهجي، وليس بغريب على هذه الدعوة عنايتها بكتاب الله - عز وجل - فقد اعتنت به طباعة ونشراً وتعليماً، ومن ذلك دعم وتشجيع حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - لمدارس تحفيظ القرآن الكريم حيث نمت في عهده بشكل سريع حيث كانت عام 1402هـ (100) مدرسة ابتدائية وفي عام 1426هـ وصلت إلى 408 مدارس بزيادة 308 مدارس.
كما كان عدد مدارس تحفيظ القرآن الكريم المتوسطة عام 1402هـ (26) مدرسة فقط، بينما أصبحت في عام 1426هـ (242) مدرسة متوسطة بزيادة 218 مدرسة كما كان عدد المدارس الثانوية لتحفيظ القرآن الكريم عام 1402هـ (5) مدارس وأصبحت عام 1426هـ 103 مدارس ثانوية بزيادة 98 مدرسة، كما واكب ذلك زيادة كبيرة في أعداد الطلاب حيث كان عدد الطلاب في المرحلة الابتدائية عام 1402هـ (16950) طالباً، أصبح عام 1426هـ (67740) طالباً.
وكان عدد الطلاب في المرحلة المتوسطة عام 1402هـ (638) طالباً وفي عام 1426هـ أصبح 20698 طالباً.
وعدد الطلاب في المرحلة الثانوية عام 1402هـ (146) طالباً وقفز عام 1426هـ الى 7550 طالباً.
كما تطورت في خططها ومناهجها والاهتمام بطلابها ومعلميها.. والجدير بالذكر أن الطالب يتخرَّج من المرحلة الابتدائية في مدارس تحفيظ القرآن الكريم وقد حفظ نصف القرآن الكريم ليكمل حفظه كاملاً في المرحلة المتوسطة ويراجعه في المرحلة الثانوية مع ما يأخذه من مناهج هي نفس المناهج والمقررات التي يأخذها زميله في التعليم العام ولأجل ما يحتاج إليه من جهد وما تميز به الطلاب من جدية فإنه يصرف للطلاب مكافأة شهرية، تكريماً لهم وتشجيعاً 250 ريالاً للطالب في المرحلة الابتدائية و500 ريال في المرحلة المتوسطة و600 ريال في المرحلة الثانوية.
شكر الله لخادم الحرمين الشريفين جهوده وجعل ذلك في موازين حسناته ووفق وسدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأعانه على أداء الأمانة التي حملها.