Friday 26th August,200512020العددالجمعة 21 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الريـاضيـة"

صحافتنا الرياضية.. الباب لا يُغلق أبداًصحافتنا الرياضية.. الباب لا يُغلق أبداً
خريجو المقاهي.. يوجهون المجتمع..!
عبدالرحمن بن سعد السماري

** كلنا يدرك.. أن الصحافة رسالة بل رسالة خطيرة.. وأنها أداة توجيه وإصلاح.. وأن الصحافة تصل لكل مكان.. ويدخل كل بيت.. ويتداولها الصغير والكبير والرجل والمرأة.. وأن الناس عادة.. يثقون في كل كاتب.. بل يعدونه قدوة.. كما أن ما تنشره الصحافة في الغالب.. يترك تأثيراً في الناس.. لأنها تتفاعل معه وتعتبره شيئاً مهماً.
** ولهذا.. فإن للصحافة دورا كبيرا في توجيه وتثقيف وتربية الناس والتأثير فيهم.. والناس عادة تتفاعل مع الصحافة.. ويندر.. أن تجد بيتاً لا تدخله الصحافة ولا يتبادل أفراد أسرته.. المطبوعة الواحدة عدة مرات.. ليقرأوا كل ما جاء فيها..
** وهذا بالطبع.. يجعل مسئولية الكاتب والصحفي وكل من يُسهم في الصحافة مسئوليته مضاعفة.. لأنه يتحمل أمانة عظيمة.. ويضطلع برسالة خطيرة سيسأل عنها يوماً.. ولأنه لو استثمرها في غير ميدانها ومجالها الصحيح. ولأنه لو غش فيما كتب.. فإن ذلك يعد دون شك.. خيانة للأمانة.. وهل هناك أسوأ من الخيانة؟ وهل هناك أخطر وأسوأ ممن يخون الأمانة!!
وهل هناك أعظم فداحة ممن استأمنه الناس ثم غدر بهم وخلط السم مع العسل؟
** بعض الصحافة الرياضية مع الأسف.. هي هكذا (هذه الأيام) فقد تقرأ في الصحافة الرياضية شيئاً من هذا القبيل.
** لقد قرأنا في هذه الصحافة صنوفاً من الشتائم وساقط القول وسيئه.. وجرى على صفحات بعضها.. تراشق بالعبارات الرديئة التي لا تليق.. لكن ظلت الصحافة الرياضية المرموقة المعروفة.. محافظة على المستوى اللائق.. ولديها.. حد أدنى لما يمكن أن يطرح.. وما يمكن أن يقال.. وظلت محافظة على خط درجت عليه منذ القدم.. وهو الالتزام بالقواعد والأخلاقيات والمبادئ.. فلم تسمح للسفهاء أن ينفذوا.. ولم تسمح لرديء الكلام أن يجد طريقه للنور حتى جاءت (النشرات) الرياضية.. وعندها.. أذنت ونادت بصوت عالٍ.. أن هلمُّوا أيها السفهاء.. تعالوا أيها التافهون.. يا من طردتهم الصحافة ولفظتهم الوظائف.. ويا من لا يملك عقلاً راجحاً .. ويا من زادهم وثقافتهم.. السفه والشتائم ورديء القول.. تعالوا.. لتجدوا فرصتكم.
** نقرأ في مثل تلك النوعية الرديئة من النشرات كلاماً لا يصدقه عقل.. هو السفه بعينه.. وهي الشتائم التي لا تليق.. وهي التنابز بكل ما يمكن التنابز به..
** وعليك ألا تستغرب أي شيء.. ولا تستكثر أي شيء.. فكل ما خطر في بالهم.. وكل ما لاح وجال في مخيلتهم.. ترجموه في مقال.. على أنه صحافة.. فأساءوا للأشخاص وللأسر وللقبائل وللقرى وللمدن والمناطق.. وأساءوا لتاريخ الأمة وتراثها.. وأساءوا لكل من كتب أو نشر أو قال أو تحدث أو صرح في شيء أو في ميدان لا يخدم ناديهم و(مْعَزِّبْهُم) ولا يوافق منهجهم الكريه.
** حولوا الصحافة إلى أداة ومكان للتنابز والشتائم وساقط القول ورديئه.. وأثاروا النعرات وأذكوا الخلافات وبحثوا عن كل ما في قواميس الشتيمة.. ليكون لهم.. الزاد في هذا الميزان.
** يخطئ من يظن أنهم لم يتلزموا بمبادئ وقواعد النشر.. لأنهم أساساً .. لا يعرفونها ولا يعرفون أن هناك أخلاقيات وقواعد ومبادئ للنشر.. وأن للصحافة رسالة.. وأن الصحافة أمانة.. وأن هذه الرسالة وهذه الأمانة.. تلزم كل من دخل تحت لواء الصحافة.. أن يتقيد ويلتزم بها.. هم لا يعرفون شيئاً من ذلك البتة.
** هم يأتون صباح مساء.. ليملأوا نشرتهم ما بين صراخ ونواح.. وما بين سب وشتم.. وبين تعريض وتلميح ليس فيها سطر واحد يسير في الاتجاه الايجابي.. أو يخدم أو يعالج قضية أو يقود إلى غرض سامٍ.
** كل الصفحات موجهة لمن هم لا يعشقون ولا يحبون هذا النادي وسعادة الرئيس وسعادة المالك الوهمي
** ومن مشكلة هؤلاء أنه عندما يوجه أي انتقادات لناديهم وهو نادٍ كبير مثل غيره.. له وعليه.. نادٍ له تاريخه وله أمجاده وله جمهوره وله اسمه ولكن أيضاً.. عليه ملاحظات وله أخطاؤه ولابد أن ينقد مثل غيره.
** لكن هؤلاء يتصورون أن النقد إساءة.. وأن تقديم رؤية أو فكرة أو أي إشارة لناديهم.. أنه جريمة يجب غسلها بالسيف والنار.
** وعندما يكتب كاتب مخلص أو محلل مخلص ذو قلم صادق نزيه رفيع.. عن ناديهم بمقال أو رؤية أو تحليل.. تتجه هذه السهام الطائشة وتوسعه سباً وشتماً.. وليتها تكتفي بالرد عليه شخصياً.. بل تتناول شخصه.. وتتناول أسرته.. وتتناول حمولته.. وتتناول (ديرته) وتتناول عمله.. وتتناول كل ما حوله.. وليت ما يقال صحيحاً.. أو أن فيه نسبة (1%) من الصحة.. بل كله كذب وتزوير وتحوير عبارات ولي عنق أسماء بطريقة الأطفال قبل مائة سنة عندما كان الوعي مفقوداً.. والعلم غائباً.
** لماذا تركوا التحليل نفسه.. والمقال نفسه.. والرؤية نفسها وتحولوا إلى الشخص نفسه.. وصاروا ينعتونه بأسماء وأوصاف يشم منها فشلهم وسقوطهم.. وأن هذه.. هي كل بضاعتهم.
** هذا هو كل ما لديهم.. وهذه هي الصحافة في منظارهم.. أو هكذا فهمهم للصحافة.
** أما لاعبو الفرق الأخرى.. فكان لهم نصيب من هذا الشتم.. وكان لهم حظهم وحقهم من التندر والسخرية.. فأطلقوا عليهم عبارات ساقطة رديئة.. بل تعدت إلى عبارات جارحة لن أذكر شيئاً منها لأنها بالفعل.. لا تليق.
** ثم إن رؤساء الأندية الأخرى..كان لهم أيضاً.. نصيب من هذه الشتائم.. وكل نادٍ لا يسير في اتجاههم ولا يملك علاقة وثيقة مع سعادة رئيس النادي وسعادة رئيس النشرة ومالكها الوهمي فإنه سيكون عرضة للسب والشتم والسخرية والتجريح.. وإلا .. فعليه أن يكون ضمن هذا الاتجاه.. يسير في أفقه.. ويصير تابعاً له.
** لا يمكن إلا أن نقول.. أن بعض الصحفيين الرياضيين وبعض الكتاب المحسوبين على الصحافة الرياضية وبعض المراسلين الذين يسكنون في الملاحق.. لا يمكن إلا أن نقول.. إن هؤلاء نقطة سوداء في الصحافة الرياضية.. أساءوا للصحافة وسجلوا تاريخاً أسود مظلماً لهذه الحقبة التي نعيشها كأسوأ حقبة شهدتها الصحافة الرياضية.
** هؤلاء المستصحفون الذين يكتبون اليوم في بعض النشرات الرياضية.. وربما طالت أقلامهم بعض الملاحق والصحف.. أساءوا بالفعل لتاريخ هذه الحقبة.. حيث حولوا الطرح والمعالجة والكتابة إلى سب وتشهير وتجريح.. لأنهم لم يأتوا للصحافة من المعاهد أو الجامعات أو المنتديات الفكرية والثقافية.. جاءوا من المقاهي والشوارع.. وجاءوا من ميادين التفحيط.. وجاءوا من مواقع الفشيلة.
** بعضهم مطرود من المدارس ومفصول لسوء سلوكه أو لأسباب مماثلة.. ومع ذلك وجدوا من يعطهم الفرصة.. (ليلتم المتعوس على خايب الرجاء).
** هؤلاء (الخمَّة) عاشوا بعيدين عن ضبط البيت.. وضبط المدرسة.. وعن التربية والسلوكيات الجيدة التي يمنحها البيت أو المدرسة.. فتلقفتهم المقاهي.. وهي لم (تخط شواربهم بعد) ومنحتهم سلوكيات أخرى مختلفة.. فترجموها في مقالاتهم وآرائهم.. وصاروا يوجهون المجتمع حسب هذه السلوكيات التي تربوا عليها في هذه المحاضن وعلى يد نوعية من نفس (الطينة) رحبت بهم وجعلت منهم مربين لاجيال.. موجهين لأمة.. من خلال اسهاماتهم ومشاركاتهم الكتابية.
** وكلكم تدركون.. أن الادارات الحكومية وحتى الشركات والمؤسسات.. لا تقبل شخصاً لأي وظيفة.. ولو كانت وظيفة سائق قلاب أو حتى وايت شفط.. إلا أن يحضر شهادة حسن سيرة وسلوك.. تتحمل المدرسة التي أصدرتها صدقيتها.. وأنه بالفعل.. حسن السيرة والسلوك.. وإذا ثبت غير ذلك.. فإن المدرسة التي أعطت الشهادة تتحمل المسؤولية.
** هكذا.. يتم قبول أي طالب في الجامعة.. ولا يُمكَّن أي موظف من العمل في أي مكان كان.. إلا بعد حصوله على هذه الشهادة المهمة.. غير أن الصحافة كلها.. لا تشترط هذه الشهادة في من يوجهون المجتمع.. ومن يتحملون مسئولية الكلمة.. فبوسع أي شخص أن يأتي من الشارع ويتسنم زمام الأمور ويكتب ويوجه ويقول ما يريد ويطرح ما يعن له.. وليس بوسع أحد أن يوقفه أو يعارضه.. أو حتى ينتقده.. لأن مصيره لو انتقده عبارات التجريح والتشهير له ولأسرته ولأهله ولقبيلته ولقريته ولكل شيء فيه ولا يستطيع أن يقول شيئاً
** الصحافة الرياضية.. مشرعة الأبواب وبوسع أي إنسان أن يكون مسئولاً عن صفحة أو كاتب عمود ثابت خلال أسبوع من التحاقه بالصحافة مهما كان تاريخه.. ومهما كانت سوابقه.. ومهما كان تفكيره.. حتى لو كان متقلباً.. كل شهر له فكر ومنهج ورأي.. فمن حقه.. أن يوجه الناس وفق كل رأي وكل منهج يطرأ له.
** هناك قياديون في الصحافة وكما قلت من نفس الطينة احتضنوا هؤلاء ومكنوهم وأعطوهم الفرصة.. بل وأعطوهم المناصب وتاريخ هؤلاء وسوابقهم معروفة ومع ذلك.. هم صحفيون وكتاب ومحسوبون على الوسط الإعلامي بالقوة.
** لقد تأذت الأندية من هؤلاء.. وتأذت الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وتأذى الوسط الشبابي والرياضي.. وتأذى الذوق العام.. وتأذى المجتمع من طروحات هؤلاء.. واستاءت وزارة الثقافة والإعلام.. وهي التي لا تريد أن تتدخل.. حفاظاً على حرية الصحافة.. ولكن هؤلاء.. فهموا أن حرية الصحافة.. هي أن تقول كل ما تريد حتى ولو كان سباً أو شتماً أو تجريحاً أو كلاماً غير لائق.. أو إساءة لشخص أو لأشخاص أو لمجتمع أو لقبيلة أو لمنطقة.. وحتى لو أدى إلى فرقة أو نزاع أو شقاق أو خلافات.
** هؤلاء يظنون.. أن رسالة الصحافة.. هي السباب والشتيمة والقذف والاساءة وتجريح خلق الله ولا يدرون عن رسالتها أي شيء البتة.. بل إن هذا.. أو كل هذا.. هو المفهوم الراسخ في ذهنهم عن الصحافة.. من أين أخذوا هذا المفهوم؟
أخذوه من الشارع.. ومن المقاهي ومن رواد المقاهي ومن احتضنهم حتى (خطَّت شواربهم؟!!).
** هناك صحفيون رياضيون لا يعرفون طريقاً لبيوتهم.. بل يسرحون ويمرحون ما بين الصحيفة والمقهى والشارع ومنزل أو استراحة رئيس النادي..ينامون فيها.. ويأكلون ويشربون ويباتون في الملحق المخصص للشلة وللمرافقين.!!
** رئيسهم خصص لهم مكاناً للعيش واستقطبهم من أجل التلميع والتطبيل وتجريح الآخرين.. ووفر لهم كل الامكانات.. يسرحون ويمرحون ويكتبون ما يشاؤون.
** لقد استمر هؤلاء في شططهم وضياعهم وأساءوا للحركة الرياضية وأساءوا لشباب الوطن وأساءوا للصحافة عموماً.. وأساءوا لأبناء هذا البلد وفهموا الصحافة خطأ ومع ذلك.. لم يوقفهم أحد.. ولم يقل لهم.. أين أنتم سائرون؟
** مؤلم جداً.. أن يكون خريجو المقاهي والشوارع.. هم الذين يوجهون المجتمع.. وليتها مقاهي فكرية أو حوارية أو تجمع النخبة كما هو شأن مقاهي العالم المشهورة بل مقاهي كلكم تعرفون روادها وأبرز مرتاديها وماذا يدور فيها.. ونوعية الجلساء ومن أين أتوا.. وما هو أسلوبهم وكيف هي سلوكياتهم.. وماذا خرَّجوا خلال العقود الماضية؟
** إذاً.. نحن أمام قضية كبيرة تفشَّت وأصبحت تشيع نمطاً من الكتابة الصحفية (الكريهة) التي لم نكن نعرفها ولم نكن نؤيدها.. ولم تكن ضمن أخلاقياتنا وأدبياتنا وسلوكياتنا.. ومع ذلك هي اليوم تنتشر بيننا كما ينتشر الغبار والدخان والروائح الكريهة.. لتحاول أن تضع لها منهجاً قد يتأثر به -لا سمح الله - بعض أبنائنا عندما يظنون أن المعالجة الصحفية والكتابة الإعلامية تكون هكذا.
** علينا.. أن نتضافر سوياً كلنا.. لمحاولة وأد هذا الطرح النشاز الكريه الفاسد حتى لا يستشري بيننا ويكون -لا قدر الله- جزءاً من ثقافتنا أو ثقافة المرحلة التي نعيشها.. وعندما يقرؤها خلفنا.. سيقولون عنا أشياء مؤلمة لا نرضاها.
** علينا.. أن نتكاتف لتصحيح المسار وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وفرض الطرح المؤدب المهذب الخلاق المقبول ونبذ ما سواه.
** علينا.. أن نفضح هؤلاء ونكشف هذا النهج الخداج الفاشل السمج.. حتى يدرك أبناؤنا.. أن هذا صوت نشاز لا يمثل سوى فكر هؤلاء ومنهجهم فقط.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved