أفي كلّ علمٍ ننالُ السحابا
ويمسي المشيبُ بعلمٍ شبابا
وطفلٍ كأنَّ البراءةَ فيهِ
نهارٌ من اللطف في القلب ذابا
فصنْ مقلتيه بخيرِ كتابٍ
وصنْ روحهُ أن تنال العذابا
ولا تتركنَّ العقارب تؤذي
فشرُّ العقارب كانوا الصحابا
إذا لم يكنْ ودُّهم من فؤادٍ
إلى الله يصبو ويرجو الثوابا
وخلف التقاء البراعم بالنو
رِ حقلٌ بمورده العيشُ طابا
وخلف الليالي براري لئامٍ
بظلمتها تستثير الذئابا
وطفلكَ إن لم يكن شمعة أو
ضياءً يضلُّ الطريق الصوابا
وتأخذه في الغواية دربٌ
بها الشرُّ ينبت ناباً فنابا
بكل المحاسن جمّلْ رؤاه
وأغلق وراءَ الرذيلة بابا
فتربيةُ المرء تغسلُ سوءاً
وشمسُ الفضيلة أغلى إهابا
وبالنعْميات استزدْ حظّه
تجدهُ على الحق يدني الرغابا
وبالوعظ واللين باركْ خطاهُ
تر الخير فيه يفوقُ السحابا
وهذي الديار الحبيبةُ دعْها
تزيِّنْ على منكبيه الحرابا
فتسعده الطاعةُ المرتجاةُ
لملكٍ تسامى وأعلى الرقابا
هو الحبُّ نهرُ الحياةِ العظيمُ
إذا ازددْتَ صدقاً يزيدُ انسكابا