تستفزني لغة التباهي والتعالي التي دائماً ما تستخدم بسذاجة لغرض المديح على حساب حقوق الآخرين ومصادرة نجاحاتهم، وهذا بالضبط ما يتردد الآن بعد فوز الأخضر على كوريا الجنوبية، ففي الوقت الذي يستحق فيه منتخبنا الإطراء والإعجاب على إنجازه المثير، نجد من يتعمد تجاهل المدرب كالديرون وإلغاء دوره تماماً، والإصرار على أن التأهل جاء على أثر جهود إدارية ونتيجة لأن المنتخب غني بالنجوم، أما المدرب فلا علاقة له بما تحقق، بل هنالك من يرى أن كالديرون هو المستفيد من نجومية وشهرة المنتخب السعودي وليس العكس. نعم لدينا قيادة رياضية حكيمة وواعية، وإدارة فاهمة وخبيرة، ونجوم كبار وجيل كروي واعد، لكن من العيب ومن غير اللائق ألا نعطي المدرب حقه، ونطمس بجرة قلم كل ما قام به من تغييرات فنية سواء فيما يخص القوائم المثالية للمباريات أو الطريقة المناسبة لكل مباراة والتي أثبتت نجاحها ومنحت الأخضر بطاقة التأهل والصدارة بلا خسارة. انظروا كيف طرح الثقة وأعاد الهيبة والتألق والاكتشاف لأكثر من نجم وفي أكثر من مركز، وكيف أصبح قراره الفني صحيحاً بإبعاد عددٍ من اللاعبين غير المؤهلين للدفاع عن ألوان وشعار منتخب الوطن، وكيف نقل الأخضر من حالته المترهلة البائسة في خليجي 17 إلى أخرى متوهجة أضاءت وتفوقت على أمم القارة الآسيوية برمتها..؟! مع احترامنا للعناصر والأجهزة الأخرى، يبقى المدرب كالديرون هو الأبرز والأميز والأكثر إسهاماً فيما تحقق، كما يسجل لاتحاد الكرة سلامة قراره وحسن اختياره لمدرب بالمواصفات المطابقة لواقع وإمكانات المنتخب السعودي والطموحات الجماهيرية.. لا تظلموا ماجد: ليس الكابتن ماجد عبد الله وحده المتشبع بعقدة الخوف ونظرية التشاؤم من حركة التغيير ومبدأ التجديد، وحينما يستبق الأحداث ويجزم بفشل النجم الشاب محمد العنبر وان المدرب ارتكب خطأً فادحاً بمشاركته أساسياً في لقاء كوريا، فهذا رأي نابع من ذات الثقافة السائدة التي تريد من حيث لا تستطيع أن تضع قيوداً وترسم حدوداً - غالباً عن حسن نية - تتخيل أنه من الصعب تجاوزها والتخلص منها، وأن السقوط سيكون حليفاً لكل من تسول له نفسه التمرد عليها.. ومثل رأي ماجد في العنبر قبل أن تبدأ المباراة لا يعني أنه يكرهه أو أنه لا يتمنى نجاحه بقدر ما هو تعبير تلقائي جعله يخطئ في حديثه وتقديره وتوقعاته، كما حجب عنه النظر بعيون موضوعية، كانت ستساعده على القياس بدقة والحكم بإنصاف أو على الأقل لا يتعرض لهكذا إحراج..!! وما ذكره هو تجسيد لمستوى التعامل الإداري والجماهيري وأيضاً الإعلامي مع اللاعبين الشباب، وعدم اتاحة الفرصة لهم واستحالة الثقة بهم والاقتناع بإمكاناتهم بحجة أنهم بلا خبرة وما زالوا صغاراً حتى بعد بلوغهم سن العشرين أو ربما أكبر من ذلك، وعلى الرغم من أن معظم نجوم الكرة السعودية وماجد من بينهم ومعه الدعيع وسامي والثنيان والمصيبيح والنعيمة والتيماوي والشلهوب والتمياط ومحيسن الجمعان والهريفي ويوسف خميس وخالد مسعد وعبد الجواد وأحمد جميل ومحمد نور ومرزوق العتيبي والصقري والمهلل وفؤاد أنور وعبيد الدوسري وغيرهم الكثير قبلهم وبعدهم، وكذلك على المستوى العالمي مثل بيليه ومارادونا ومايكل أوين ورونالدو ورونالدينيو، هؤلاء مع أعداد أخرى لا استطيع حصرهم جميعهم تألقوا وقدموا أنفسهم نجوماً وأعمارهم ما زالت تحت سن العشرين وبعضهم لم يتجاوز السابعة عشرة، أقول على الرغم من هذا كله إلا أن الكثيرين يعجزون عن استيعاب هذه الحقيقة الواقعة ولا يتقبلونها بالطريقة المتلائمة مع رياح التغيير وحتمية التجديد. في هذا السياق، أتذكر مقولة جميلة للأمير عبد الله بن سعد -رحمه الله- دائماً ما استرجعها في مثل هذه المواقف حيث يقول: (إذا بلغ اللاعب عشرين عاماً ولم يشارك مع الفريق الأول فمن المستحيل بعد ذلك أن يبرز أو أن تستفيد منه). خافوا الله لم أتصور أن يزداد التعصب ويصل الكذب حد الخوض في أمور إنسانية وأعمال للبر والخير والإحسان القصد منها نيل الأجر والمثوبة من الخالق سبحانه وتعالى، وليست مجالاً للملاسنة والافتراء وتصفية الحسابات بصورة تلغي قيمتها وتسيء لأهدافها. هذا ما فعلته بعض الصحف المتأزمة والأقلام المتوترة والمشككة بأي منجزٍ أو عملٍ هلالي متميز، بما في ذلك الأعمال الخيرة التي تتم داخل البيت الهلالي، كما حدث بالنسبة لعائلة اللاعب سعد الدوسري -رحمه الله-، عندما حاولت تلك الأقلام والصحف تمرير أكاذيبها المعتادة ونشر أخبار ملفقة وتصريحات مفبركة تشير إلى أن عائلة الدوسري لم تستلم ريالاً واحداً مما تكفل به لوجه الله الأمير محمد بن فيصل وهي أساليب لا تتعارض مع آداب وأصول وأعراف المهنة الصحافية فحسب وإنما قبل ذلك ترتكب آثاماً وشروراً خطيرة يرفضها ديننا الحنيف وتشمئز منها أبسط المبادئ والأخلاق الإنسانية. خذوا راحتكم في كل شيء، لكن إياكم واقتحام خصوصية البشر والتجني عليهم والنيل من كرامتهم وآدميتهم بافتراءات عواقبها وخيمة من رب عظيم يمهل ولا يهمل.. فريق الأحلام! كل من تابع نتائج فريق الاتحاد وشاهد مستوياته المتدهورة في كأس الأمير فيصل بن فهد سيتساءل بدهشة وحيرة: هل من خسر بالثلاثة من الفريق الصاعد أبها، وبالأربعة من الاتفاق المهدد بالهبوط حتى آخر مباراة في الدوري، هو نفسه فريق العميد بطل آسيا والعرب؟! وهل ينتمي بالفعل لنادي الملايين والصفقات العالمية الشهيرة؟! ولماذا لا تقدم له إدارة الاتحاد جزءاً يسيراً من اهتمامها وإنفاقها وتبرعاتها ومتابعتها لأندية القادسية والنصر والحزم..؟! فريق الاتحاد الأولمبي ذو الاستعداد الردئ واللياقة المعدومة وبما يضمه من أشباه اللاعبين كشف الكثير من الأسرار والمخاوف الاتحادية، وان ما يجري في الاتحاد الهدف منه تحقيق هالة إعلامية وأمجاد شخصية وقتية، أما بناء العميد فلا داعي له وليس مهماً ما سوف يكون عليه مستقبلاً، وعلى الإدارات القادمة أن تتحمل كل القضايا المتراكمة والمشكلات العالقة والمعلقة مادياً وفنياً وعناصرياً..!! قيمة تبرع لنادٍ آخر أو ثمن صفقة دعائية واحدة من رئيس الاتحاد كانت كفيلة ببناء قاعدة صلبة وفريق أولمبي قوي وقادر على الاستمرار بعطاء الاتحاد وتحقيق المزيد والجديد من البطولات التي ستكون في النهاية باسم وفي دولاب العميد وليست من أملاك هذه الإدارة أو تلك..!! غرغرة * لأن الشهادة لسامي جاءت من الأمير محمد العبد الله لم يستطع أحد الرد عليها أو التشكيك بها أو انتقاد قائلها.. فعلاً قوية وتاريخية.. * اقترحت قبل ثلاث سنواتٍ إسناد مهمة إدارة المنتخب الأول للأستاذ فهد المصيبيح، وهاهي الأيام تثبت أنه خير من يدير الأخضر. * مر خبر حصول الأسطورة العملاق محمد الدعيع على لقب عميد لاعبي العالم بهدوء تام وبلا ضجيج على غير ما قيل من معلقات وأُقيمت احتفالات لغيره في ألقاب متواضعة وأخرى غير معترف بها..! * قرعة البطولة العربية كشفت أن معظم الفرق (ما عندك أحد)! * صحيح أن الهزائم لا تعني شيئاً طالما أن الهدف الرئيس هو إعداد فريق قوي للدوري الأهم، لكن أن يخسر ب(نصف درزن) فهذه فضيحة يصعب قبولها أو تبريرها، وتسيء لتاريخ وطموح وكفاح الطائي..!! * نتمنى من النجم الشاب محمد العنبر أن يستثمر ما يحظى به هذه الأيام من شهرة وأجواء احتفالية لزيادة تألقه والرفع من مستواه والمحافظة على نجوميته بدلاً من أن تحطمه وتجعله يسلك طريق الصعود إلى الهاوية..!! * الاحتجاج على عدم مشاركة النجم سعد الحارثي جاء عنيفاً وانفعالياً بسبب بروز العنبر وإحرازه هدفاً مذهلاً في مرمى رابع العالم سحب بموجبه الكثير من أضواء سابقيه، عيب ولماذا لم يحتج الهلاليون على بقاء القناص ياسر في دكة الاحتياط..؟! * سيكون وضع فريق النصر مساء اليوم أمام حامل الألقاب الهلال مختلفاً ومؤهلاً لإحراز الفوز خصوصاً في ظل غياب فريق الهلال الأول بأكمله..! * صدق رئيس الأنصار وعضو اتحاد الكرة المهندس مصطفى بلول في انتقاده للجنة الانضباط واتهامها بالضعف، والدليل أنها لم تحرك ساكناً أمام تجاوزات البلول المتكررة ومحاولات اعتدائه على الحكام كما حدث الموسم الماضي في لقاء الشباب!!
|