الحديث الذي أدلى به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - حفظه الله - لوسائل الإعلام، أثلج صدري كما أثلج صدور جميع الغيورين على هذا الوطن الطاهر، فكما عوَّدنا سموه - حفظه الله - في كل إطلالة يطل علينا من خلالها في وسائل الإعلام، بوضع النقاط على الحروف. ففي الحديث الأخير لوسائل الإعلام تحدّث سموه عن مدينة الزلفي وأنها مدينة محبوبة إلى قلبه مثلها مثل بقية مدننا الحبيبة، ورفضه الكتابات التي كتبها بعض الكتّاب والتي تشكِّك بولاء هذه المدينة، وأن وجود شخص أو مجموعة من الأشخاص لا تعني الحكم على مدينة كاملة. وقوله - حفظه الله - إنّ ولاءها وولاء رجالها معروف من قديم الزمن، وطلبه من الصحافة الكف عن ذلك. أقول في البداية أنا لست من هذه المدينة، حيث إنني من منطقة القصيم ومسقط رأسي الرياض. ولكن يؤلمني كثيراً الحديث عن أي مدينة من مدن بلادي سواء في الشمال أو في الجنوب .. يؤلمني ما يمس أهل تبوك، كما يؤلمني ما يمس أهل الباحة، يؤلمني ما يمس أهل جدة، كما يؤلمني ما يمس أهل الدمام. فبحمد الله ومنّته على هذه الدولة المباركة أنّ جميع أهلها مترابطون، فإذا لم يكن لديّ في إحدى مدنها قريب فلديّ صديق وحبيب. ولقد تألمت كثيراً لحديث بعض الصحفيين عن مدينة الزلفي وتصويرها أنها مفرخة للإرهاب والتشدد، وأنّ أهلها ليس لديهم ولاء لوطنهم. فحقيقة أنا أحسن الظن فيهم كصحفيين، فبعض الصحفيين هداهم الله، يجب أن يكتب مقالاً جذاباً وملفتاً، ويحاول أن يكون له سبق في ذلك، دون التفكير في عواقب الأمور. هل يعقل أنه بسبب شخص أو شخصين انحرفت أفكارهم، نحكم على منطقة بالكامل برجالها وأهلها؟ .. ألا يعلم هؤلاء الصحفيون أنّنا في عهد الكمبيوتر، وأنّ كل كلمة تقال في الصحف تكون خلال ثوانٍ معدودة في متناول جميع القراء في العالم؟. ماذا يريدون، هداهم الله، ان تكون فكرة من يقرأ هذه الكتابات من خارج المملكة، لا اعتقد انهم يريدون أن تكون شهادتنا من أنفسنا على أهلنا بالباطل، ألا يكفي هؤلاء الصحفيين ما يقوله بعض الإعلاميين الحاقدين على وطننا في بعض القنوات والصحف الخارجية الحاقدة علينا، والذين يحاولون التفريق بيننا ويغيظهم تكاتفنا وكوننا كالأُسرة الواحدة. وكما يعلم الجميع ان مدينة الزلفي تقع في وسط نجد عرين الأسود لآل سعود - حفظهم الله -، وتبعد عن مدينة الرياض 200كم شمالاً، ويقطنها مجموعة من القبائل مثل قبيلة عنترة وشمر والدواسر وبني تميم، والغالبية من عتيبة تشرّف العديد من أبنائها في خدمة هذا الوطن الطاهر، سواء في القطاعات العسكرية أو المدنية، وعلى رأسهم الشيخ سليمان بن عثمان الفالح الرئيس العام لهيئة التحقيق والادعاء العام، وجلة كبيرة من الوجهاء ورجال الأعمال الذين يصعب حصرهم معروفين بولائهم وحبهم لدينهم ثم مليكهم ووطنهم، ولن تؤثر فيهم جرة قلم أو نزوة منحرف، فالتاريخ شاهد لهم ويصعب تغيير التاريخ. ولن أنسى كلمات والدي - رحمه الله - وكيل المصمك في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بأنّ الملك عبدالعزيز يحبهم ويقدر تضحياتهم في سبيل توحيد المملكة العربية السعودية، وتشرُّفهم بخدمته - رحمه الله - وأنا هنا لست بمحامٍ أو مدافع عن أهل الزلفي، فأهلها ورجالها معروفون ولا يحتاجون لشهادة، ولكنني مواطن سعودي يتألم حين يرى حديثاً مؤسفاً عن أي مدينة من مدن بلاده. فأرجو من إخواني الصحفيين الكرام الذين خاضوا في هذا الموضوع، أن يتفهّموا عظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، وعدم تعميم الخطأ، ولتكن كلمات والدنا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نبراساً يهتدون ويسيرون عليها .. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وجعلنا يداً واحدة خلف حكومتنا الرشيدة ضد من تسوّل له نفسه من الحاقدين أو المغرضين العبث بأمن وطننا أو التفرقة بين أهله.
|