أرجو من أختي القارئة أن تمسك غضبها حتى تتم مقالي هذا، وحتى تعرف عمقه وأسراره. لم يقل عمر الفاروق هذه الجملة احتقاراً للمرأة، أو استصغاراً لعقلها، أو قلة بمقامها وقدرها، فالمرأة أنقذت الرجل من عُسر ومحنٍ شتى منها: محنة الأنس وفقد الرفيق، وسكن النفس، كما بدأتها حواء مع آدم عليه السلام. فالمرأة أتت لتكون هي اللباس لروح الرجل، والأنس لقلبه، والرفيق الملتصق بأحواله وأفكاره. حتى إذا أتينا على مقولة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ثم أبحرنا إلى أعماقها، وجدنا أنها تقف في صف المرأة، تحرسها وتصونها، وتبقِي على عزها وكرامتها. وصحيح أن (لا) مكروه عند أنفس البشر عامة، لا يرتضيها الكبير ولا الصغير، ولا حتى المخبول، كلٌ لا يحب أن يصد أو يرد ب(لا)، فضلاً عن ريحانة الرجال وزهرة الحياة. إذن ما هي أثر اللاءات على نفس المرأة وتربيتها؟ لن آتي بشيء جديد عن المرأة فقد سبقني السابقون وأدركهم اللاحقون في حديثهم عنها، فمنهم من استوفاها حقها ومنهم من بخسه، ومنهم من أعلّها. وأظن أنني اقتربت من فهم مقولة عمر أو هكذا. فغالب النساء رقيقات بعواطفهن، لطيفات في مشاعرهن، إن أردت الحب فهن به سخاء، وإن أردت الحنان فهن نبع منه فياض، خلقن أرق من الرجال وأبسط. فمّما يحملن من هذه الأوصاف الأسيلة الفاضلة، فإنهن في الاستعطاف مفرطات، وفي اتباع الرغبات باذخات، والغيرة من أترابهن واسعة الآفاق،لا يحدها حد، إذا لم تجمح، ولا يسودها سيد إذا لم تمنع، من أجل ذلك يُخشى عليهن من سَموم ريح، أو هفوة موجعة، أو عبث دنيء، يمس أنوثتهن المنيعة,أو دينهن الكريم، ف(لا) هذه حصن منيع، وسد ذريع. ووقاية من جراثيم الأرض، وغازات السم. وإن من النساء الحصيفات من يعلمن قدرها ومستودعها. هبْ أن إنسانًا اقتنى جوهراً ثميناً، ألا يخشى عليه من ذرة غبار، فيهمُّ بإزالته وتنظيفه، أو من يد لص عابثة، فيحميه عنه ويصونه حتى لا تصل إليه إلا يده، وإن احتاج إلى صيانة وتلميع ألا يقوم به بنفس رضيِّة، وقلب مسرور. كذلك النساء. بقي لي أن أذكر، أن من كان يكثر من اللاءات للنساء، بأن الأولى ألاّ تأتي (لا) دون مسببات منطقية، أو موانع جوهرية، في الدين، أو الخلق، أو ضرب من ضروب الحياة، وألاّ يُكثر منها على غير هُدىً فتصير باهتة لا محل ولا مقام لها عند النساء.
a700r@hotmail. com
|