Friday 19th August,200512013العددالجمعة 14 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "سين وجيم"

العلاقة بين النوم والاضطرابات العضوية.. كيف تكونالعلاقة بين النوم والاضطرابات العضوية.. كيف تكون
إعداد: الشيخ صالح بن سعد اللحيدان

ماذا أفعل لأرضي زوجي؟
* س: - أعاني من - آلام مبرحة - في منطقة البطن في وسطه لكني كنتُ آخذ مُسكِّنات فيهدأ .. المرض ..
هناك حالات نفسية، تصيبني من جرّاء هذا الألم الشديد، لا أذكر سبباً لهذا إلاّ .. أنّ زوجي .. هدّدني بالدعاء عليَّ إذا أنا أخطأت في شيء معيّن وهو كبير، كررت الخطأ فوقف عليه لكنه من النوع الذي يفوِّض أمره إلى: (الله)، وأنا امرأة تربيتي ساذجة صلاة وصيام وحج وعمرة وذكر، لكن دون تطبيق هذا على: (واقعي)، وهذا ما جعلني أكرِّر الخطأ مع أنّني أمام الناس متعلِّمة وفاهمة لكن الواقع، واقعي أنا، مليء بالسيئات حتى لقد استمرأت الخطأ ولا يهمني أحد، وزوجي صالح وكريم وسمعتُ من عمة له صالحة خيِّرة أنّه (مجاب الدعوة) وتكرر هذا في مواقف له.
قلت لزوجي يوماً:لماذا لا تطلقني ..؟
قال بهدوء وثقة: أنت أصلاً: طالق.
* كيف ..؟ لأنّني طلقتك منذ زمن.
* ما هذا ..؟ هو ذاك.
* لم أفهم.!!؟ لا والله تفهمين .. وتفهمين.
* أبداً!! بفعلتك قد تمَّ الطلاق.
* لكن لم أفعل.؟!! بل فعلت .. بل فعلت.
* لماذا إذاً لا تخرجني من البيت. ؟ كلا. فهذا إليك.
* ماذا .. ماذا ..؟!! نعم لكن علامة ذلك أمور:
1 - شدّة تعلُّقك بالحياة. 2 - تدرُّج أمراض تصيبك. 3 - تضايق .. وقلق ..
وفعلاً .. هذا كله .. حاصل كيف أفعل ..؟

ه. م. م .. جدة
* ج: - ورد في حديث ما فحواه: (أن امرأتي لا ترد يد لامس) وفي آخره: (فأمسِكها إذاً) بكسر السين، وهذا أمر من النبي صلى الله عليه وسلم بإمساكها.
ولا يغب عنك أمر زوجة نوح ولوط عليهما السلام مع شدّة خيانتهما بنقل أخبارهما.
إذا وقفت على هذا فالزوجة مثلك تدرك أمرها مهما علّلتْ وبرّرتْ وأوّلتْ وسلَّتْ نفسها .. فالأمر خطير جداً وقد برئت ذمة الرجل منك، لكن الخطورة هنا الأولاد هل هم لك أولاً مادام قد .. وقع الطلاق .. على الحقيقة مهما علّلت وتساهلت.
ويبدو أنك متساهلة لديك ذكاء متوسط ما بين 50% حتى 53% لأنّك تذكرين أشياء عنه وتهملين ما تفعلينه إلاّ ما كررتيه من .. تكرار الخطأ .. وجاء ذكره بعد خطورة وضعك.
ليس لديّ ما أقوله.
أما ما تُحسين به من - آلام - وما وردني منك من تقارير ووصفات طبية فهذا كلُّه يتعلّق: (بالرحم) ويبدو أنّ الطبيبة المعالجة لم ترد مفاجأتك بالحقيقة، وهذا حسب فهمي خطأ منها حتى ولو صرفت لك علاج نوعية - المرض - آمل قراءة هذا التقرير عن: طبيعة مرضك وزيارتي مع رحم لك غير (الزوج الصوري) .. آمل تدبُّر هذا التقرير جيداً.
يعتقد العلماء أنّ الغالبية العظمى من حالات سرطان عنق الرحم ناجمة عن الفيروس الحليمي البشري، وهو عامل ممرض ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية، ويغزو خلايا عنق الرحم ويسبب تغيُّرات خلوية بطيئة الحدوث، ولكن ربما تتطوَّر إلى سرطان.
يقدر أنّ 90 - 95% من إصابات سرطان عنق الرحم ناجمة عن هذا الفيروس، ويعتقد كثير من الأطباء المختصين بأنّه لو تطوّر الفحص الذي يكشف الإصابة بهذا الفيروس فإنّ جميع حالات سرطان عنق الرحم ربما تعزى له وخاصة بعض الأنماط الفيروسية.
يشير بعض الأطباء إلى أنّ السرطان من عنق الرحم قد ينجم عن الإصابات بالفيروس الحليمي البشري HPV التي قد تمتد لمدة ستة أشهر أو أكثر وغالباً ما تصاب النساء بهذا الفيروس في العقد الأول من حياتهن أو في العقد الثالث أو الرابع، ولكن الإصابة بسرطان عنق الرحم ربما تتطوّر بعد عشرين عاما من الإصابة بالفيروس.
لا شك أنّ الوقاية الأولية من سرطان عنق الرحم بمنع العدوى بهذا الفيروس تساهم أيضا في خفض الوفيات من هذا السرطان، ولكن الوقاية الأولية من الإصابة بالفيروس تشكِّل تحدياً كبيراً أكثر من الأمراض الأخرى المنتقلة بالجنس للأسباب التالية:
غالباً ما تكون الإصابة بالفيروس الحليمي البشري بلا أعراض وسهلة العدوى وكذلك ليس هناك علاج قادر على استئصال العدوى الكامنة، كذلك يستطيع الفيروس إحداث العدوى لعدة سنوات، وربما يصيب معظم الأعضاء التناسلية بما فيها المناطق غير المغطاة بالواقي الذكرى، وكذلك من الممكن أن ينتقل الفيروس من الأم إلى الرضيعة.
إنّ الوقاية من العدوى الجنسية بما فيها الوقاية من عدوى الفيروس الحليمي البشري الذي يسبب سرطان عنق الرحم لدى النساء، تشمل العفة ما قبل الزواج وأثناءه وبعده، وتجنُّب الجماع الشرجي المحرّم الذي قد يمارسه بعض الأزواج لجهلهم بضرره وحرمته من الناحية الشرعية، وكذلك بعض الممارسات التي تنفر منها الفطرة السليمة، وكذلك فإنّ التأكيد على التوصيات المعيارية للوقاية من الأمراض المتنقلة بالجنس التي تطبَّق في دول الغرب والاكتفاء بالعلاقات الجنسية الطبيعية، وتأجيل سن الجماع الأول ستساعد بعض النساء على تجنُّب الإصابة بهذا الفيروس .. يعكف العلماء حالياً على إيجاد لقاح لهذا الفيرس الذي لا يزال تحت التجربة ولم يتم تحريره للاستعمال بعد.
توصية: طبِّية ونفسيّة موجَّهة لوزراء الصحة والأُسر
هناك تلازم كبير بين اضطرابات النوم وبعض الأمراض العضوية كقرحة المعدة ومرض القلب والضغط ومرض السكر وكذا: مرض الروماتيزم، وللمرض النفسي دوره الكبير في: الأرق الشديد مما يضاعف (قلة النوم) أو تقطُّعه، وهذا يزيد من آثار المرض.
وقد لاحظ ابن قيم الجوزية في كتابه (الطب النبوي)، وكذا الذهبي في كتابه الآخر (الطب النبوي)، لاحظا أهمية تسوية حال المريض بين كافة حالات البدن وفق حاجة النفس، ولما كان كثير من الناس اليوم خاصة أيام العطل ينامون متأخرين ما بين الساعة - 12- أو - 1 - أو - 2- أو - 3 - وهناك من يواصل لأمرٍ ما غير ضروري أبداً، فإنّي حسب تجارب وقراءات طبية عضوية ونفسية أبيِّن ما يلي:
1 - إنّ النوم ليلاً أعظم فائدة بدنياً ونفسياً من نوم النهار كتعويض عن .. السهر .. ليلاً، بل لعلّه قد يجر آثاراً سيئة على الإنسان أثناء عمله نهاراً.
2 - المريض نفسياً كم أرغب بألاّ يتم الكشف عليه إلاّ بعد تحاليل مهمة لها علاقة ملحّة لمعرفة تلازم المرض النفسي بالمرض العضوي، ولعل بعض الأمراض النفسية المكتسبة جاءت نتيجة لمرض عضوي ما.
3 - ولعله لا يُلجأ إلى .. حقن النوم .. من حبوب وسواها إلاّ بعد تشخيص حقيقة الأرق من كافة الوجوه.
4 - هناك ارتباط قوي جداً بين الأمراض الآتية وبين الأرق منها خاصة:
1 - القولون العصبي الشديد.
2 - قرحة المعدة الحادة.
3 - مرض القلب.
4 - الروماتيزم.
5 - مرض السكري.
6 - الضغط.
7 - آلام الظهر الحادة.
8 - آلام الركبة الحادة.
9 - الصداع الشديد.
فهذه - أمراض - كم يحسن بكلِّ جهة معينّة التنبيه إليها كافة .. الأطباء .. لتحليلها والوقوف على أسبابها ونتائجها دون علاج ذات الأرق فقط، لأنّني حسب - فهمي - أعتبر الأرق عرضاً وليس مرضاً. ولستُ أشكُ أبداً أنّ التأنّي وطول النفس مع من يُعاني من .. الأرق .. أمران مهمّان بحد ذاتهما.
وأجزم أنّ إحالة .. المريض .. بالأرق إلى (قسم وقسم وقسم) حتى تكتمل حالة المريض عضوياً، يساعد جداً للوقوف على الكشف على ما كان خافياً. ويسرُّني هنا إيراد (ورقة) طبية تبيِّن مدى شدّة الارتباط بين: (الأرق وكثير من الأمراض)، وإيرادي لهذه الورقة المهمة حتى يتسنى كثيراً الوقوف على ضرورة ما يحسن أن يتنبّه إليه من قِبل المعنيين على أمور المرضى .. جاء في تلك الورقة ما يلي:
مَن يعانون مِن بعض الأمراض ومنها الروماتيزم .. يعانون من مشاكل في النوم
الأشخاص الذين يعانون من الأمراض التالية، الاكتئاب الجلطة، أمراض القلب، أمراض الرئة، أمراض السكر، أمراض ضغط الدم، وكذلك الروماتيزم .. جميع الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المذكورة أعلاه يعانون من اضطرابات النوم مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من مثل هذه الأمراض.
في دراسة في عيادات الرعاية الصحية وجدت دراسة بأنّ المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض: مرض السكر، جلطات في القلب، احتشاء عضلة القلب، وهبوط عملية القلب نتيجة امتلائها بالسوائل، آلام في شرايين القلب، آلام البروستات، وكذلك أمراض صعوبة التنفس، يجدون صعوبة في النوم، واضطرابات أخرى في النوم مثل تقطُّع النوم وعدم أخذ الكفاية من النوم.
في نفس الإطار تمت دراسة في عيادات الرعاية الصحية الأولية، ووُجد بأنّ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، في العضلات، في الغدد الصماء وأمراض نقص المناعة بشتى أنواعه أيضاً يعانون من اضطرابات النوم.
كذلك بيّنت الدراسات في المستشفيات بأنّ المرضى المزمنين، الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض الفشل الكلوي فإنّهم يعانون من الأرق ومن اضطرابات النوم الأخرى.
هناك أدوية كثيرة تسبب الأرق واضطرابات النوم، وكما قلنا فإنّ أهم هذه الأدوية هي الأدوية المضادة للاكتئاب المعروفة بالأدوبة المثبطة للسيروتونين، إضافة إلى الأدوية المضادة للاكتئاب المعروفة بالأدوية المثبطة للسيرتين فإن أدوية نفسية أخرى مثبتة للمزاج مثل الليثيوم لا تساعد على النوم.
هناك أدوية نفسية أخرى تساعد بطريقة غير مباشرة على اضطراب النوم، فمثلاً الأدوية المهدئة المعروفة بالبترودايازابين، فهذه الأدوية تجعل انقطاع النفس أثناء النوم أكثر سوءاً، وقد تسبب انقطاعاً كبيراً في التنفس أثناء النوم مما يؤدي - لا سمح الله - إلى الوفاة، لأنّ هذه الأدوية المهدئة تعمل على استرخاء عضلات الرقبة وبقية العضلات التي تساعد على التنفس. وهناك أدوية نفسية أخرى تؤدي إلى اضطرابات النوم عن طريق زيادة الوزن مثل الأدوية المضادة للذهان (الكلوربرمازين، الولانزابين، الليثيوم، وبقية الأدوية المضادة للذهان) .. هذه الأدوية تأثيرها غير مباشر حيث إنّها تؤدي إلى زيادة الوزن والذي يؤدي إلى اضطراب النوم، فمعروف أنّ الأشخاص الذين يعانون من السمنة يعانون أيضاً من اضطرابات في النوم، خاصة إذا كانت الزيادة في الوزن حول عضلات الرقبة أو تحت الرقبة، فهذا يؤدي إلى الشخير المرتفع وانقطاع التنفس أثناء النوم.
الشيء الآخر إنّ عدم تنظيم النوم والعمل والسلوكيات أثناء اليوم يؤدي إلى الاضطرابات في النوم. الذي ينام كثيراً في النهار فإنّه يعاني من الأرق في المساء، وربما تقلّب على السرير ساعات قبل أن يخلد للنوم.
إنّ للنوم واضطراباته والأرق علاقة وطيدة بالأمراض العضوية، فالأشخاص الذين يعانون من أكثر من ثلاثة أمراض عضوية تكون نسبة الأرق واضطراب النوم عندهم أكثر من الأشخاص العاديين. وكذلك فإنّ الأرق يزيد الأمور سوءاً بالنسبة للأمراض العضوية، فالشخص المريض بالروماتيزم أو أمراض القلب المختلفة أو أمراض التنفس مثل الربو أو الامفيزيما (وهو مرض لا يستطيع الشخص فيه التنفس ويلعب التدخين دوراً رئيسياً في هذا المرض) أو مرض ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض عصبية مثل مرض باركنسون، أو الجلطات، كذلك فإنّ السيدات الحوامل يضطرب النوم عندهن ويصبحن عرضة للأرق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved