* الأحساء- رمزي الموسى: عبر عدد من المسئولين في محافظة الأحساء وكغيرهم من مواطني هذه البلاد الغالية عن عمق الأثر وعظيم الحزن الذي خلفه رحيل قائد فذ كانت له مواقف بطولية ما زال التاريخ يسجلها بخطوط عريضة. معلنين بيعتهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سلطان بن عبدالعزيز. بداية تحدث الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الحماد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالأحساء قائلاً: الرجال مواقف والمواقف يسجلها التاريخ والتاريخ سجل بحروف من نور مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته مع الطيبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. وإذا كان الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- هو مؤسس المملكة وجامع شتاتها، فإن الملك فهد - يرحمه الله- هو مشيد صروح نهضتها وباني أركان مجدها، وإنجازاته يرحمه الله لا تحصى ولا تعد فهي واضحة نراها في كل مكان، ويكفي أن نشير في هذه العجالة إلى أمثلة بسيطة.. فعلى المستوى الداخلي وضع أسس التنمية الشاملة في جميع مجالاتها سواء بالنسبة للفرد أو النشاطات المختلفة، وما نراه اليوم من مؤسسات اقتصادية عملاقة إلا نتاج جهده المشكور، واهتمامه يرحمه الله بالمواطن لا يخفى على أحد ونلمسه في كل مجال حيث وفر يرحمه الله الحياة الكريمة لأبناء الوطن. وعلى المستوى الخارجي وطد مكانة المملكة بين الأمم وجعلها مركزاً تدور حوله الأحداث، لما تميز به يرحمه الله من حكمة وبصيرة جعلت العالم يطلب وده ومشورته. كما كان يرحمه الله مهتماً بأمور المسلمين، وإنجازاته في هذا المجال واضحة للعيان وتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير أماكن مناسك الحج إحدى هذه الإنجازات العظيمة التي يذكرها له المسلمون كافة بالشكر والعرفان، كما أن مجمع طباعة المصحف الشريف الذي يطبع فيه كتاب الله ليوزع على أبناء المسلمين في كافة أنحاء المعمورة ليقف شامخاً وشاهداً على ما قدمه يرحمه الله لأبناء الأمة الإسلامية. رحم الله الملك فهد وأسكنه فسيح جناته وإن كان فقده وغيابه عن الساحة يشكل خسارة فادحة، فإننا نحتسبه عند الله وعزاؤنا في أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أطال الله عمره والذي نبايعه على السمع والطاعة في السراء والضراء وعلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - سائلين المولى عز وجل أن يحفظه ويرعاه ويمده بعون من عنده ويوفقه ويسدد خطاه لإكمال مسيرة العطاء والبناء لخير هذا الوطن الحبيب، كما ندعو الله أن يوفق ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود والذي هو خير عون وسند لأخيه خادم الحرمين الشريفين يحفظهما الله. فيما أكد المدير العام لتربية وتعليم البنات بمحافظة الأحساء محمد بن إبراهيم الملحم أن وفاة خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز ليست مصاباً للمملكة العربية السعودية وشعبها فقط بل إن الأمة العربية والإسلامية كلها تأثرت بهذا الحدث فهو صاحب الأيادي البيضاء في كل المجالات فقد تعدت محاسنه الكثيرة توسعة الحرمين الشريفين المعروفة المشهودة وإنشاء مجمع طباعة المصحف الشريف إلى بناء المساجد والمراكز الإسلامية في مواقع متفرقة من العالم وإلى دعم الجمعيات الخيرية والهيئات الإغاثية وكان اسمه الأول في جميع حملات جمع التبرعات المشهودة بالإضافة إلى مبادراته الإغاثية للبلدان المنكوبة واهتمامه بدعم ومساندة العديد من البلدان الشقيقة والصديقة مما عزز مكانة المملكة وحافظ على عدد أصدقائها ومحبيها وثبت من تلك الصداقات عنايته المستمرة بتوطيد العلاقات مع مختلف الدول وحرصه على أن يحفظ لبلده مكانته الحميمة مع الجميع.. هذه السياسة الإيجابية كان لها دورها ليس على مستوى الحكام والسياسة في تلك الدول بل حتى الشعوب تفاعلت معها وأحبت هذا الملك الحكيم، فاهنأ يا فهد بهذه السمعة الطيبة اللائقة وعسى أن يتقبل الله من شعوب الأرض على اختلاف لغاتها وألوانها دعاءها المخلص لك أن يتغمدك الله بواسع رحمته ويغفر لك خطاياك ويضاعف حسناتك ونحن نقول وراءها آمين آمين. ثم نقول لمليكنا الجديد ووالدنا وأخينا الأكبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -عظم الله أجرك- في أخيك الذي سرت معه عضداً مخلصاً محباً مؤزراً وأحسنت ولاية عهده ونيابة ملكه وقمت بما يوجبه عليك دينك وضميرك الحي وتواضعك الجم لإخوانكم أبناء الشعب المخلص المحب لك فرعيت شئونهم وسمعت من كبيرهم وعطفت على صغيرهم وتحملت الجلوس لهم في مجلسك وحل مشاكلهم والسعي على فقرائهم، بل كنت أمير الفقراء والضعفاء كما أنت أمير الأغنياء والوجهاء فبارك الله فيما رزقك من رحمة وحكمة وحنكة وسياسة ونبايعك على كتاب الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- في منشطنا ومكرهنا ولك السمع والطاعة وسر ونحن وراءك على بركة الله مكملاً مسيرة الفهد وخالد وفيصل وسعود ووالدكم الفذ عبدالعزيز رحمه الله ومغفرته عليهم أجمعين. كما تحدث عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء الدكتور محمد بن ناصر الملحم لا تزال الأمة بخير ما ظلت تشعر بارتباطها الوثيق بحكامها الذين اتخذوا شريعة الإسلام دستوراً للحكم والحياة، هذا الارتباط المعقود ببيعة شرعية عظيمة، موثقة باسم الله وباسم رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولذلك يصحب هذه البيعة حب ينمو ويزداد مع الأيام، ليحرس المشاعر الإيمانية الفائضة من القلوب، قلوب الحكام لشعبهم، وقلوب الشعب لحكامهم، حتى يكونوا لحمة واحدة، وروحا واحدة، تحس بالأوجاع والآلام لأي عضو يشكو أو حتى يئن، فكيف إذا فقدت هذه الروح رأسها، وقائدها؟! إن ما عبر به الشعب السعودي الوفي من فيض المشاعر الدافقة، الحزينة لفقد عاهلها، ومليكها، تعبير قوي وطبيعي عن الوحدة الوطنية التي تعيشها بلادنا. لقد أحسسنا جميعا بأننا فقدنا قائدا محنكا، وأبا عزيزا، فقدنا دراية وحكمة وخبرة كانت تجتمع في شخصية كبيرة، علم العالم كله قدرها حين ألمت الأحداث الجسام ببلادنا قبل أعوام ليست كثيرة، شخصية كانت تحب كتاب الله فخدمته بطباعة نادرة، وكانت تحب بيت الله ومسجد رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فخدمتهما خدمة لا مثيل لها في التاريخ الغابر، بل إن الفقيد نزع عن اسمه لباس الدنيا (صاحب الجلالة)، وألبسه لباس الآخرة (خادم الحرمين الشريفين)، فكانت منقبة في العصر الحديث، الموبوءة بالماديات، وكان لذلك أثر عظيم على شعبه، الذي رآه صدق قوله بعمله، حين قفز بالحرمين الشريفين هذه القفزات الرائعة. ولن تقف مناقبه عند هذين الإنجازين العظيمين، فقد ملأ حياته بالخير للإسلام والمسلمين في آفاق الأرض، خدمة لدينه ودعوته ومساجده، ودفاعا عن شعوب المسلمين في كل مكان، وتبنيا لقضاياهم. رحم الله فقيد الأمة والوطن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمة واسعة، وجعل الجنة مأواه مع الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيق. وتحدث الدكتور يوسف بن عبداللطيف الجبر عميد كلية المعلمين بالأحساء لم يكن يوم الاثنين 26-6-1426هـ يوماً طبيعياً في حياتنا، فقد نزل علينا خبر رحيل مليكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز كالصاعقة، ولقد أخرسنا الهم، وطوّح بنا الأسى، وتفجرت الأحزان من قلوبنا. إنها عاطفة تتقد بين جوانحنا تجاه حكامنا الذين بايعناهم على السمع والطاعة، وتجاوبوا مع مشاعرنا بكرم أخلاقهم وجميل مواقفهم وعطائهم الغزير، ولقد كان الملك فهد أحد هؤلاء العظام الذين ملكوا قلوبنا بأعمالهم الجليلة ومواقفهم النبيلة ولن ينسى المواطنون ما قدمه من جهود محمومة ونتائج عظيمة في سبيل الرقي بهذا الوطن وتطوير حياته، إنها قصة شحذ في ذاكرة التاريخ، تحكي كفاح رجل للنهوض بوطنه والرقي به نحو المجد والعلا والتقدم وما فارق أبو فيصل حياتنا إلا بعد أن أضاءت الأرض واستنارت العقول وتألقت صروح العلم، فرضي الله عنك يا خادم الحرمين الشريفين وغفر لك وأنزلك المنازل العلا في الجنة، ونحن مع العهد مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز نبايعه على الصدق والطاعة والفداء. من جهته قال مدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة الأحساء العقيد جابر الثبيتي باسمي ونيابة عن منسوبي إدارة الدفاع المدني بمحافظة الأحساء أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي وإلى الأمتين العربية والإسلامية في فقيد الأمة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ونبايع على كتاب الله وسنة رسوله الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً للمملكة العربية السعودية وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، أعانهم الله على حمل هذه المسئولية وسدد خطاهم لخدمة بلدهم وشعبهم الوفي وقضايا أمتهم العربية والإسلامية وجعلهم هداة مهتدين إن شاء الله وسنكون من بعدهم جنوداً أوفياء لخدمة هذا الوطن الغالي. فيما عبر المهندس أحمد بن عبدالله الجغيمان مدير عام هيئة الري والصرف بالنيابة بالأحساء عن بالغ حزنه وتأثره الشديدين لوفاة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وقال إن رحيله يعتبر خسارة كبيرة ليس على المملكة فقط وإنما على الأمتين العربية والإسلامية حيث كان رحمه الله رجلاً فذاً وقائداً محنكاً وملكاً حكيماً وأباً رحيماً لأبنائه المواطنين. وقال الجغيمان إنه من الصعب ذكر مناقب الملك فهد وإنجازاته وما عمله طوال فترة حكمه متمنياً أن يدون التاريخ للملك فهد حقه في هذه النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة في كافة القطاعات وخصوصاً القطاع الزراعي حيث كان رحمه الله يمد الزراعة والمزارعين بالدعم المادي والمعنوي. وأضاف الجغيمان أن القطاع الزراعي حقق نقلة نوعية ونهضة شاملة في عهده رحمه الله تمثلت في الاكتفاء الذاتي لأغلب المنتجات الزراعية والحيوانية والألبان ومشتقاتها، حيث كان رحمه الله بنظرة ثاقبة منه يرى أن أمن الشعوب من أمن غذائها ولذلك كان يدعم المشاريع الزراعية ويشجع المستثمرين السعوديين على توجيه استثماراتهم لهذا القطاع المهم والحساس. ونوه المهندس الجغيمان أن هيئة الري والصرف بالأحساء والمشاريع التابعة لها أيضاً شملها رحمه الله برعايته واهتمامه حتى استطاعت القيام بدور أكبر لخدمة المزارعين وتقديم كل الدعم والمساعدة لهم. واختتم المهندس الجغيمان تصريحه بأن يرحمه الله الملك فهد ويلهم أسرته والشعب السعودي الصبر والسلوان وأن يجبر مصاب الجميع في هذا المصاب الجلل بفقدان هذا الرمز الكبير مقدمين البيعة ومجددين الولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز. من جهته عبر الأستاذ خالد بن عبدالله الحسين مساعد مدير عام الهيئة بالنيابة عن عميق تأثره برحيل قائد هذه الأمة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، وقال الحسين: كان رحمه الله رحيماً بأبنائه المواطنين متلمساً لما يحتاجونه حريصاً على رفاهيتهم، وسيشهد التاريخ بأنه باني النهضة الحديثة في المملكة. وذكر الأستاذ الحسين أن هذا المصاب الأليم الذي تعيشه المملكة بفقدان فارسها -رحمه الله- سيكون دافعاً للمواطنين للالتفاف حول قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز سائلاً المولى عز وجل أن يعينهم على حمل هذه الأمانة مكملين مسيرة والدهم المؤسس - طيب الله ثراه - ومن بعده أبناؤه البررة رحمهم الله جميعاً. وتحدث الشيخ أحمد البوعلي مدير مكاتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالأحساء.. {اِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ببالغ الأسى والحزن تلقينا خبر وفاة خادم الحرمين الشريفين قائدنا وراعي نهضتنا، ومن الصعب أن يتحدث الإنسان عن الأمير والوزير ورجل التعليم الأول، وولي العهد، والملك في هذه العجالة، ففي هذا الحدث الجلل وهذه المشاعر الجياشة التي نراها من مجتمعنا ومن العالم تؤكد مدى صدق التلاحم والترابط وصدق الإخلاص بين الراعي والرعية، والذي يتميز به الشعب السعودي الكريم، والذي عاهد فيه الشعب ولي أمره على السمع والطاعة فيما يرضي الله، ووعد القائد -رحمه الله تعالى- شعبه بمواصلة الإنجاز والبناء والعطاء متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله، ونصرة قضايا الأمة حتى آخر لحظة من حياته. إنها صورة تحكي ملحمة وطنية نسجها خادم الحرمين الشريفين بيد بيضاء، وغرس فينا معرفة أبعاد ثقافة الانتماء وضرورتها ولأن وضوح الانتماء يضعف الكثير من السلبيات والنزعات والقبليات ويقضي على مظاهر التطرف والغلو لا سيما إذا فهمت البيعة بمفهومها الشرعي الصحيح. أربع وعشرون عاماً حققت فيها البلاد نهضة وتنمية شاملة لمصلحة الدين ثم المواطن، ولعل مشروع الملك فهد -رحمه الله تعالى- لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة تجسيد لاهتمامات -المغفور له بإذن الله- بقضايا الإسلام والمسلمين، وكانت توسعة الحرمين الشريفين وما حوله هي الأكبر والأشمل عبر السنين لمنطقتين مهمتين وعزيزتين في حياتنا - نحن المسلمين- وهذا امتداد لما تمتاز به البلاد منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وأنشئت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والتي تعتني بتحقيق الأهداف السامية لخدمة المسلمين. ولذا أصبحت المملكة واحة الأمن والأمان والاستقرار، وازدهرت بالخير والعطاء، وحفلت بالكثير من التطورات، وسعت لصيانة حقوق الإنسان ورعايتها كما بدأها المؤسس، وأوجدت قناة للتعبير بين المسؤول والمواطن على اختلاف تنوعاتهم الفكرية وبين شرائح المجتمع، وذلك بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وذلك لتحقيق المناخ النقي الذي تنطلق منه الآراء المستنيرة. وفي عهده -غفر الله له- صارت البلاد مصدرة للقمح، وهذا يدل على حرصه على أهم شيء في حياة الناس اليومية لأمن الوطن وهو الأمن الغذائي، فصار هدفه إستراتيجياً خطط له بحكمة وفي فترة قياسية، حقق اكتفاء يغبط عليه، وقد ربط هدفه الغذائي بالمياه فصارت بلادنا أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم. وبقيادة الفهد يرحمه الله تعالى أسهم هذا الوطن المعطاء مساهمة فعالة في إرساء الأمن والسلام في العالم الإسلامي والعربي وفي دعم القضية الإسلامية، وأفغانستان والجمهوريات الإسلامية والبوسنة والهرسك وكوسوفا، ومساعدة الدول المأزومة للخروج من أزمتها والتركيز على قضايا حل النزاعات والمناكفات وتأمين اقتصاد محلي وعالمي مستقر يضمن الرفاه لجميع الشعوب والأمم. لقد قدمت بلادنا نموذجاً رائعاً في حل خلافاتها الحدودية بلغة راقية وهادفة مستفيدة من جميع العوامل لتحقيق ليس مصلحتها بل حتى مصالح جيرانها، وكان موقف بلادنا ضد الإرهاب واضحاً ونددت بجميع صوره وأشكاله ووقفت أمام الظلم والجهل والضلال والأفكار المنحرفة للذين روعوا الآمنين وأثروا على البلاد وخيراتها وأهلها ومستقبلها. لقد كان وعي الملك - رحمه الله تعالى- في صناعة الإنسان وتنمية موارده المالية والبشرية وقضائه على الأمية، وإنشاء المدارس والمعاهد والكليات والجامعات، وتهيئة الأجواء المناسبة للبحث العلمي وخدمات المجتمع له أثر كبير على التطور الذي تشهده البلاد. لا يكفينا في هذه السطور أن نسطر أمجاد هذا الملك الفذ وهذا القائد الذي قدم لشعبه وأمته الكثير والكثير. إننا وبقلوب ملؤها الرضا بقضاء الله وقدره لنتقدم بخالص التعازي لصاحب الجلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وكافة الأسرة المالكة والشعب السعودي المخلص. كما أننا ومن الواجب علينا أن ندعو لخادم الحرمين الشريفين بالمغفرة والرحمة وأن يسكنه الله فسيح جناته إنه سميع مجيب فكم من أيادٍ بيضاء لهذا الملك الإنسان فكم واسى من يتيم ورعى أرملة وكفكف دموع حيارى ومساكين فاللهم جازه بالإحسان إحسانا، ووفق جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لكل خير وصلاح وارزقه البطانة الصالحة الناصحة، وأطل عمره على صحة، والله ولي التوفيق. وقال مدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالأحساء محمد بن عبدالرحمن النافع: فجع الشعب السعودي والأمتان العربية والإسلامية بوفاة خادم الحرمين الشريفين رحمه الله، وقد كان وقع الفاجعة كبيراً على نفوسنا جميعاً ولا نقول إلا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، نعم ملئت قلوبنا حزناً ونفوسنا أسى وحسرة ولكننا لا نتبرم بقضاء الله وقدره فالحمد لله على قدره وقضاه، إننا ونحن نودع خادم الحرمين الشريفين نتذكر سيرته العطرة وأعماله الجليلة وأبرزها توسعته الكبرى للحرمين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي حيث قام رحمه الله بجهد جبار في توسعتهما وتهيئتهما لضيوف الرحمن والمصلين الركع السجود، ومن أبرز أعماله الجليلة رحمه الله إنشاؤه لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف حيث وصلت نسخ وتراجم معانيه إلى أقطار الدنيا كلها، جعل الله ذلك حسنات في موازين أعماله، وإنه ليصعب على مثلي حصر أو تعداد أعماله الإسلامية الجليلة من بناء المساجد إلى دعمه للمسلمين في أنحاء العالم إلى دعمه للجمعيات الخيرية في داخل المملكة وخارجها إلى غير ذلك، ولكن لا أملك إلا أن أقول رحمك الله يا خادم الحرمين الشريفين وأثابك الله على ما قدمت للإسلام والمسلمين. آمين.. آمين. فيما تحدث مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بمحافظة الأحساء طارق بن عبدالله الفياض قائلاً: الأربعاء 27 جمادى الآخر 1426هـ قال رعاه الله ما نصه: (بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أيها الإخوة والأبناء المواطنون والمواطنات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وقد بدأ كلمته رعاه الله ووفقه بالبسملة والصلاة على النبي الأكرم تأسياً بالنبي الكريم وخلفائه الراشدين وملوك العرب والمسلمين ممن لهم الشأن في جعل رب العزة والجلال نصب عيونهم ومدار أعمالهم، ولقد ابتهجت النفوس بهذا الخطاب الأخوي والأبوي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، نعم نحن مواطنون يا أبا متعب على الوفاء والعهد سائرون نحن مواطنو المملكة العربية السعودية أرض الفخر والعز والسؤدد كيف لا وأبناء أسد الصحراء عبدالعزيز ملوك العرب وحماة الإسلام وخدام بيت الله الحرام ومسجد النبي المصطفى هم رؤساؤنا وقمم جبالنا، فعليك السلام يا أبا متعب ورحمة الله وبركاته. ثم قال رعاه الله وحماه: اقتضت إرادة الله -عز وجل- أن يختار إلى جواره أخي العزيز وصديق عمري خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته بعد حياة حافلة بالأعمال التي قضاها في طاعة الله - عز وجل- وفي خدمة وطنه وفي الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية). لعل كل أخ وصديق وقرين بمقارنه يقاس، فمن كان أخا الفهد وصديق الفهد فسيكون شامخاً مثله، وشموخ عبدالله بن عبدالعزيز وهو سليل مجد لا ينكره ذو بصر سليم وبصيرة مستقيمة، ومن رأى علم ما يفعله وما فعله وما سيفعله ليوث الجزيرة وفرسان الصحراء. فأمة بها أنتم ستكون بعون الله منصورة وقال رعاه الله: في هذه الساعة الحزينة نبتهل إلى الله -عز وجل- أن يجزي الراحل الكبير خير الجزاء عما قدمه لدينه ثم لوطنه وأمته وأن يجعل كل ذلك في موازينه وأن يمن علينا وعلى العرب والمسلمين بالصبر والأجر.
آمين يا رب العالمين لو رأيت الناس في بلاد الحرمين لو رأيت الناس في عالمنا العربي لو رأيت الناس في العالم الإسلامي |
بل لو رأيتهم في سائر الدنيا وقد ذهلوا من شدة الوجد والفقد للراحل، صلوا عليه ودعوا له من قلوب صادقة أليس هو الفهد؟ أليس هو ابن عبدالعزيز؟
أليس هو مجد الإسلام وفهد العروبة ما دام كذلك فلم تر الدنيا مثله |
وإنا على العهد معكم يا خادم الحرمين الشريفين ومن بايع مثلك سيرى الحياة في أبهى صورها ومن بايع مثلك يا أبا متعب فسيرى هامة الدين عالية شامخة لا نخاف ما دام من يسير بنا هو أنت وقال حماه الله ورعاه: أيها الإخوة إنني إذ أتولى المسؤولية بعد الراحل العزيز وأشعر أن الحمل ثقيل وأن الأمانة عظيمة، أستمد العون من الله -عز وجل- وأسأل الله سبحانه أن يمنحني القوة على مواصلة السير في النهج الذي سلكه مؤسس المملكة العربية السعودية العظيم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- واتبعه من بعده أبناؤه الكرام - رحمهم الله، المسؤولية والحمل أثقل من الجبال، نعم يا سيدي هي كذلك بل هي أشد من ذلك ولكنك يا سيدي أهل لحملها وأضعافها لا ريب عندنا ولا شك، فأنتم أهل لحمل الأمانة كابرا عن كابر، لا يشك عاقل ولا يتردد بصير، إنكم يا أبناء عبدالعزيز خير ملوكنا، فيدنا بأيديكم لا نتراجع ولا نتوانى وقال رعاه الله وحماه: وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً، والإسلام منهجاً وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزرى وأن تعينوني على حمل الأمانة وألا تبخلوا على بالنصح والدعاء، والله أسأل أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها ويحميها ويحمي أهلها من كل مكروه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وقد ذكرتني هذه الخطبة والكلمة بخطبة أعظم الناس وأشرفهم وأرفعهم أبوبكر الصديق عندما خطب في الصحابة رضي الله عنه في توليه الخلافة نصاً ومعنى، وهي كلمة عبدالعزيز آل سعود الإمام عندما بين للناس منهجه وطريقته. إن القلب ليحزن على فقد مثل الفهد ولكن يعزيه أن يكون بعده مثل عبدالله فلترج الدنيا كل خير ولتسعد بعهد ووفاء، سيراً على خطى السالفين ولترتقِ أمتنا السعودية سلم المجد.. العروبة والإسلام منهجها وشعارها فقائدها عبدالله ومؤسسها عبدالعزيز، رحم الله الفهد وحمى الله أبا متعب وأدامه فخراً للإسلام والعروبة. والله يرعاكم
|