* النجف - العراق - رويترز: طالب زعيمان شيعيان عراقيان أمس الخميس بإقليم فيدرالي خاص بالشيعة يضم كل المناطق الشيعية في جنوب العراق الغني بالثروة النفطية وذلك قبل أربعة أيام من انتهاء مهلة محددة للاتفاق على الدستور الجديد للبلاد. وخلال تجمع حاشد في مدينة النجف كثف عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق أحد الأحزاب الشيعية الرئيسية المشاركة في الحكومة ضغوطه على معارضيه من الأقليات العرقية والدينية، في حين تهكم زعيم منظمة بدر الشيعية وهي الجناح العسكري لحزب الحكيم من الحكومة المركزية في بغداد. وقال الحكيم الذي يمثل إحدى القوى الرئيسية في الائتلاف الحاكم الذي يهيمن عليه الشيعة والذي تولى السلطة عقب انتخابات يناير - كانون الثاني (بخصوص الفيدرالية.. نحن نعتقد بأنه من الضروري تشكيل إقليم في الجنوب). وتعد قضية الحكم الذاتي إحدى النقاط المثيرة للقلق حول قدرة العراق على توحيد فئاته المختلفة واقتسام ثروته النفطية. ويعارض ممثلو السُّنَّة العرب وكذلك ممثلو بعض الأقليات الأخرى والشيعة العلمانيين فكرة صياغة دستور يسمح للشيعة بالجنوب بنوع من الحكم الذاتي الذي يتمتع به فعليا الأكراد في الشمال حاليا. وقال هادي العامري زعيم ميليشيا بدر التي شكلها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية حينما كان يقاتل صدام من المنفى في إيران (الفيدرالية يجب أن تكون في جميع العراق. يحاولون منع الشيعة من التمتع بفيدراليتهم). وأضاف العامري يجب أن نصرَّ على تشكيل إقليم واحد في الجنوب وإلا سنندم على ذلك. وتساءل قائلا (ما الذي حصلنا عليه من الحكومة المركزية غير القتل؟) معيدا إلى الأذهان عقود القمع التي عانى منها كثير من شيعة الجنوب على أيدي الحكومات المتعاقبة في بغداد. وقوبلت الدعوة بهتافات حماسية من قبل عشرات الآلاف من أنصاره الذين أخذوا يرددون (نعم.. نعم للإسلام. نعم.. نعم للحكيم) وهتافات أخرى. وتجمعت الحشود في مدينة النجف بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاغتيال محمد باقر الحكيم شقيق عبد العزيز الحكيم والزعيم السابق للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في انفجار سيارة ملغومة في النجف. وقال صالح مطلك العضو السُّنِّي في مجلس الحوار الوطني معلقا على مطالبة الشيعة بإقليم فيدرالي في الجنوب (نتمنى أن لا يأتي هذا اليوم. نحن نعتقد أن العرب في العراق بسنتهم وشيعتهم هم كيان واحد لذلك فإن أي محاول لإثارة موضوع طائفي لتقسيم العراق موضوع مرفوض كليا). وأضاف أن هذا الموضوع (ليس مرفوضا من قبلنا فحسب.. نحن في وسط العراق. . لكنه مرفوض من قبل الشعب العربي في جنوب العراق). وفي بغداد قال ليث كبة المتحدث باسم رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري إن فكرة تشكيل إقليم شيعي غير مقبولة. وأوضح الحكيم والعامري أن مطالبهما التي قلما ترددت بمثل هذه القوة تتجاوز خطة طرحت في الأشهر الأخيرة في البصرة ثاني أكبر مدن الجنوب لدمج ثلاث محافظات حول البصرة من محافظات العراق الثماني عشرة في إقليم فيدرالي جديد. والخلافات بشأن عائدات النفط إلى جانب مسألة الفيدرالية من القضايا الرئيسية التي تعترض سبيل الزعماء السياسيين الذين يجرون محادثات قبل انقضاء مهلة كتابة الدستور في 15 أغسطس آب. ويطالب الحكيم والعامري بالسماح لجنوب العراق ووسطه بالحكم الذاتي في إطار فيدرالية جديدة. ويوضح قانون إدارة الدولة الحالي أن بغداد التي تقع بوسط البلاد ويقطنها مزيج من الأعراق والمذاهب يجب ألا تنجرف إلى مثل هذا الترتيب. وقال العامري (يجب أن نحصل على الفيدرالية في الجنوب لكي نضمن حقوقنا التي حاول الأعداء منعنا من الحصول عليها). وهذا الأسبوع قال مشاركون آخرون في المحادثات الخاصة بكتابة الدستور إنهم يتوقعون قواعد دقيقة بشأن كيفية تشكيل مناطق فيدرالية كتلك الخاصة بالأكراد دون ذكرها في مسودة الدستور المقرر تقديمها الأسبوع المقبل ومن ثم ترك الأمر دون حسمه حتى وقت لاحق. ويحرص الأكراد الذين حصلوا على الحكم الذاتي في ظل حماية أمريكية في عهد صدام بعد حرب الخليج عام 1991 على صياغة تضمن وضعهم الحالي. أما الزعماء الشيعة فيحاولون الحفاظ على صيغة بقانون إدارة الدولة الذي وضع العام الماضي تنص على أن بإمكان أي ثلاث محافظات من محافظات العراق الثماني عشرة أن تشكل إقليما. ويرى بعض المحللين أن مثل هذه التطورات قد تعني تفكيك الدولة العراقية التي تشكلت في عهد الانتداب البريطاني عام 1918. وأكد الحكيم أيضا أنه يسعى لضمان أن الإسلام سيكون (المصدر الرئيسي) للقانون في الدستور الجديد. ويفضل آخرون أن يكون الإسلام (أحد مصادر) القانون.
|