في ذلك اليوم الغائم من بدايات البكور رغم السحابات الشاردة من خريف السودان الطويل، فقدنا صاحب الطولِ والنسب فقدنا رجلاً بأوصاف الرجال الأوائل - رجل تثق بأن للأمة الإسلامية ربانا ماهرا - ذي الأيادي البيضاء المعطاء. بشيمٍ من شِيّم الكبار - يقوم فقدناك يا خادم الحرمين الشريفين بكى المستضعفون واللاجئون والأرامل واليتامى. بكت الكوارث والعواصف والمِحّن - كنت يا مولاي البلسم الشافي لجراحات الأمة ودعناك وبايعنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خير خلف لخير سلف - الفقد عظيم وجلل وقلوبنا تلهج بالدعاء اللهم ارحم شمس الإسلام التي غربت اسكنه يا ربي مع الشهداء والأبرار وحُسن أولئك رفيقا.. في نفس اليوم الغائم الماطر في جنوب السودان تهاوى ركن من أركان السودان، كان املاً في وجوه البسطاء - كان نجماً للحيارى غابت الحمامة فجأة في أدغال السودان المجهولة دائماً.. قدرنا أن نفقد عزيزاً في بدايات الطريق - غابت والجوُ ماطرُ والغاب ماطر والعين ماطرُ.. {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} صدق ربي.
مبارك فقير محمد سوداني مقيم في الرياض |