في مثل هذا اليوم من عام 1940 أعلن رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل اعتراف بلاده بحكومة فرنسا الحرة التي شكلها الجنرال شارل ديجول في المنفى كممثل شرعي للدولة الفرنسية وليست حكومة المارشال بيتان التي تشكلت في مدينة فيشي خارج باريس تحت مظلة الاحتلال الفرنسي وعرفت أثناء الحرب العالمية الثانية باسم حكومة فيشي. وكانت القوات الألمانية قد اجتاحت فرنسا عام 1940 وأطاحت بالحكومة الوطنية وتمكن الجنرال شارل ديجول من الخروج من فرنسا بعد أن وضع أسس المقاومة الوطنية. في الوقت نفسه نصبت قوات الاحتلال الألمانية حكومة المارشال بيتان كحكومة موالية لها. وبعد وصول ديجول إلى لندن أعلن قيام حكومة فرنسا الحرة في المنفى كممثل شرعي لفرنسا وبدأ الاتصالات بدول العالم للحصول على اعترافهم وسعى إلى اجتذاب حكام المستعمرات الفرنسية في الخارج للاعتراف بحكومته وإلغاء اعترافهم بحكومة فيشي. وظلت حكومة فرنسا الحرة في لندن حتى نجحت في الحصول على ولاء حكام مستعمرة الجزائر فانتقلت إليها باعتبارها الإقليم الجنوبي لفرنسا ولتتخلص الحكومة الجديدة من اسم حكومة المنفى. وقد نجحت حكومة ديجول في إدارة المقاومة المسلحة للاحتلال في فرنسا وفرضت سيطرتها على العديد من مستعمرات فرنسا في الخارج فتحولت بالفعل من مجرد حكومة في المنفى إلى شريك أساسي في التحالف الذي قاد الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا والذي ضم بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. ورغم أن فرنسا كانت خاضعة للاحتلال وهو ما دفع الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت فرانكلين روزفلت إلى رفض الاعتراف بديجول كأحد قادة الحلفاء الذين يحضرون مؤتمرات رسم ملامح العالم بعد الحرب وذلك في المرحلة الأخيرة من هذه الحرب فإن ديجول استطاع أن يفرض على الجميع وضع فرنسا ومصالحها في الاعتبار لدرجة أنها حصلت على قطاع في ألمانيا بعد نهاية الحرب وهزيمة النازيين عندما قسمت ألمانيا إلى أربعة مناطق احتلال تقاسمها الحلفاء بريطانيا والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وفرنسا.
|