في مثل هذا اليوم من عام 1819 نجح القائد الثائر اللاتيني سيمون بوليفار في هزيمة القوات الإسبانية في معركة بوياك في كولومبيا في إطار حرب تحرير أمريكا اللاتينية التي قادها بوليفار ضد الوجود الإسباني وانتهت بتحرير أغلب دول أمريكا اللاتينية بالفعل. بدأ بوليفار مسيرته السياسية في عام 1807 عندما عاد بوليفار من فرنسا إلى فنزويلا حيث اشترك في اجتماعات وطنية عدة في العمل من أجل القضاء على سيطرة الإسبان على بلاده. واستطاع في 19 إبريل 1810 الإطاحة بالحاكم الاسباني فنسينت دي امبران وإقامة حكم عسكري في بوليفيا، وفي عام 1811 أعلن قيام المجلس الوطني استقلال فنزويلا فانخرط بوليفار في الجيش تحت قيادة فرانسيسكو ميراندا وأصبح عقيداً ثم عميداً، إلا أن اسبانيا لم تعتبر نفسها مهزومة فقامت بهجوم مضاد على فنزويلا مما دفع ميراندا إلى توقيع الهدنة معها عام 1812، وغادر بوليفار إلى غرناطة الجديدة التي اصبحت فيما بعد كولومبيا، ومن هناك أكد أن انقسام شعب فنزويلا هو الذي أعادها إلى العبودية، فتجاوب معه شعب غرناطة وتم تعيينه قائداً لحملة هدفها تحرير فنزويلا، وفي عام 1813 اشتبك مع الإسبان في ست معارك ودخل منتصراً إلى كاراكاس بصفته منقذاً للبلاد.وحصل من جراء ذلك على لقب (المحرر) واستولى على الحكم، إلا أنه أسس حكماً ديكتاتورياً قوياً وأنزل أحكاماً قاسية بمعارضيه ما أدى إلى اندلاع حرب أهلية، فاستغلت اسبانيا الوضع واعادت احتلال كاراكاس، في حين غادر بوليفار فنزويلا ليعود إلى كولومبيا مرة أخرى استعدادا لجولة جديدة ضد الإسبان، ومن كولومبيا واصل بوليفار ثورته وأقام اتصالات مع ثوار السهول الذين انضموا اليه، وفي 1819 قاد حملة لضرب القوات الاسبانية في غرناطة الجديدة، ويعتبر هذا الهجوم من أكثر الحملات جرأة في تاريخ الحملات العسكرية إذ قام به جيش صغير مكون من2500 رجل سلكوا طريقاً صغيراً في جو ممطر، وقطعوا بحيرات وجبالاً، كان الإسبان يعتبرون المرور فيها متعذراً وحتى مستحيلاً، وفاجأ القوات الإسبانية في معركة بوياك وحقق النصر فيها بفضل المفاجأة.
|