(أمة بلا علم لا تستطيع أن تعيش مع الأمم المتحضرة وقاعدة بلادنا تقوم على (لا إله إلا الله) نعيش بها ونموت عليها).
فهد بن عبدالعزيز
تعد الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية من أهم محاور سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأسكنه الجنة؛ فمنذ بدأ حياته العملية وزيراً للمعارف أدرك الملك فهد أن التعليم وحده دون رعاية صحية ورعاية اجتماعية لا يصنع مواطناً كفؤاً، وذلك ايمانا منه بأن العقل السليم في الجسم السليم، وبناء العقول لا يكتمل إلا ببناء الأجسام، فكما أن الخلل في الجسم يعطل العقل فالعكس صحيح.. ايماناً بهذه الفكرة اهتم الملك فهد منذ كان وزيراً للمعارف بتوفير الرعاية الصحية للطلاب والطالبات في المدارس التي كانت تؤسس في عهد وزارته بمعدل لم يتم تجاوزه إلا بعد أن بويع ملكاً على البلاد. وبالمثل كان اهتمامه بالرعاية الاجتماعية التي يجب أن توفرها الدولة لكل مواطن يحتاجها فقد تجاوز الانفاق على الرعاية الاجتماعية في عهده الميمون كل الحدود المرسومة لها في كافة المجالات التي يحتاجها المواطن بشهادة التوسع الذي انتهى بأن أصبحت الشؤون الاجتماعية وزارة مستقلة في عهده الميمون. *** تعد الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية من أهم محاور سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأسكنه الجنة؛ فمنذ بدأ حياته العملية وزيراً للمعارف أدرك الملك فهد أن التعليم وحده دون رعاية صحية ورعاية اجتماعية لا يصنع مواطناً كفؤاً، وذلك ايمانا منه بأن العقل السليم في الجسم السليم، وبناء العقول لا يكتمل إلا ببناء الأجسام، فكما أن الخلل في الجسم يعطل العقل فالعكس صحيح.. ايماناً بهذه الفكرة اهتم الملك فهد منذ كان وزيراً للمعارف بتوفير الرعاية الصحية للطلاب والطالبات في المدارس التي كانت تؤسس في عهد وزارته بمعدل لم يتم تجاوزه إلا بعد أن بويع ملكاً على البلاد. وبالمثل كان اهتمامه بالرعاية الاجتماعية التي يجب أن توفرها الدولة لكل مواطن يحتاجها فقد تجاوز الانفاق على الرعاية الاجتماعية في عهده الميمون كل الحدود المرسومة لها في كافة المجالات التي يحتاجها المواطن بشهادة التوسع الذي انتهى بأن أصبحت الشؤون الاجتماعية وزارة مستقلة في عهده الميمون. التعليم أساس الحضارة تتجلى معالم النهضة التعليمية في عهد الملك فهد - رحمه الله- في أكثر من عشر جامعات التي بدأت تتزايد وفي عشرات الكليات والمعاهد المتخصصة في شتى العلوم والفنون كما تتمثل هذه النهضة في آلاف المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية للبنين والبنات على السواء فضلاً عن مدارس تعليم الكبار ورياض الأطفال وتحفيظ القرآن الكريم. كانت هذه النهضة التي قادها الملك المجدد فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - ثمرة من ثمار أعمال الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - ثم تعهدها منذ السنوات الأولى للتأسيس بالرعاية من بعده أبناؤه البررة الملوك الميامين سعود بن عبدالعزيز وفيصل بن عبدالعزيز وخالد بن عبدالعزيز - رحمهم الله - . ريادة مبكرة
وبلغت هذه النهضة أوج تطورها في هذا العصر الزاهر عصر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - حيث أولى التعليم عنايته واهتمامه منذ أن كان أول وزير للمعارف في تاريخ المملكة العربية السعودية في 18-4-1373هـ. لقد ارتبط الملك فهد بالتعليم وبالعلم ارتباطاً وثيقاً، فهو أول وزير للمعارف في المملكة، وبجهوده بنيت النهضة التعليمية، كان يعتز بهذه الفترة، ويذكرها في كل مناسبة، يذكر فيها التعليم، بالاضافة إلى ارتباطه به فيما بعد، في كل وظائف التي تسنم قيادتها بعد تركه وزارة المعارف، منذ تعيينه وزيراً للداخلية ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، إلى إسناد ولاية العهد ونيابة رئيس مجلس الوزراء اليه، ثم إلى أن بويع ملكاً وقائداً لبلاده، بعد رحلة موفقة كافح فيها طويلاً من أجل أن يرسي نهضة بلاده على أسس قوية عمادها العلم والتعليم، والسعي إلى محو الأمية بين مواطنيه، وفي كل هذه المراحل ظل محط التعليم اهتمامه الأول، وتمثل ذلك في حرصه على نشره ودعمه وتأصيله في كل مدينة وقرية في بلاده الواسعة الأرجاء، ايماناً منه بما للتعليم من أهمية قصوى في تطوير المملكة وازدهارها. كان المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد باستمرار يعبر عن شعوره نحو العلم ورجال العلم، ويؤكد أهمية الحرص على العلم في الدولة العصرية حيث يقول في إحدى خطبه (ان العلم ورجال العلم، هم الذين أشعر بأنهم حولي، وأنا كذلك حوله لإيماني الكامل بأن العلم هو الشيء الأساسي الذي تعتمد عليه الأمم). فالنهضة التعليمية التي وجدت في عهد خادم الحرمين الشريفين متميزة عند مقارنتها بما حدث في الدول الأخرى قياساً بالفترة الزمنية. فالدولة لم تبخل بشيء في سبيل تطور ونمو كافة مراحل التعليم في البلاد، حيث إن الارقام والحقائق التي ترصدها ميزانية الدولة أكبر شاهد على ذلك. ولابد من الاعتراف بأن المواطن السعودي بدوره قد أسهم اسهاماً كبيراً في خدمة العلم وارتفع الشباب السعودي إلى مستوى طموحات مليكه فانتشر يطلب العلم في الداخل والخارج. وهذا يدل أن النقلة التعليمية التي حققها الملك فهد بن عبدالعزيز تعد بحق نقلة حضارية. إن ايمان الفهد بالعلم وإصراره على تطوير هذا الوطن ورؤيته البعيدة النظر، وثقته العظيمة بالله ثم بالشعب والوطن كانت وراء تحقيق المعجزة التعليمية. فمنذ اليوم الذي تولى فيه الفهد دفة الحكم في البلاد التفت إلى التعليم وأولاه عنايته وحدد له المبادئ الجديدة التالية: - نشر التعليم وتعميمه في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية. - التمهيد لإنشاء جامعة تكون نواة للتعليم العالي في البلاد. - التوسع في البعثات الدراسية إلى الخارج. - تحقيق الاكتفاء الذاتي من المعلمين. لقد واجه تحقيق هذه المبادئ في البلدان صعوبات ومعوقات جمة، ولكن بتوفيق الله ثم بعزيمة الفهد وقدرته ونشاطه سرعان ما اثبت تصميمه على تذليل العقبات والصعوبات التي اعترضت هذه المسيرة، وأجرى اصلاحات شاملة وتغييرات جذرية في المناهج وفي أساليب التدريس وطرائقه. وفي هذا الشأن قال الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في لقائه الذي ضم جامعة الملك عبدالعزيز بجدة:( هذه الانطلاقة التعليمية لا شك أن الفضل الأول فيها لله عز وجل، ثم للاستقرار وما يتمتع به المواطن من حرية أساسها العقيدة الإسلامية). ومنذ مبايعته -رحمه الله - ظل الملك فهد بن عبدالعزيز حريصاً على الاهتمام بقطاع التعليم وعلى المشاركة في المناسبات العلمية المهمة، وتكريم العلماء، فقد وقف بنفسه على توزيع جائزة الملك فيصل العالمية، وجوائز الدولة التقديرية للآداب والعلوم وغيرها. وكان ذلك ينبع من ايمانه بأن العلم هو الأساس الذي تعتمد عليه الأمم في بناء نفسها، وأن مسؤولية بناء الدولة السعودية وهي مسؤولية الجميع، وأن من واجب الدولة أن توفر فرصاً لتعليم الفتاة السعودية بالدرجة نفسها التي توفرها للطالب السعودي، فالفتاة في رأي الفهد لها حقها وعليها واجبها مثلها مثل الطالب تماماً، وأنه لا مانع من حصولها على فرصتها في الدراسات العليا، وأن تتعمق في الدراسة المفيدة البناءة التي تتفق مع عقيدتها الإسلامية حتى تفيد وطنها بمجهودها وعملها. وكان الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وراء خطوات كثيرة اتخذت لتشجيع العلم والعلماء وصولاً إلى التقدم العلمي المنشود، وكان وراء فكرة مساندة إيجاد جائزة تقديرية للعلماء. إن تاريخ العلم والتعليم في المملكة العربية السعودية ظل حلقة موصولة بين الملك المؤسس والملك المجدد، لقد شعر الفهد منذ البداية ان الملك المؤسس ترك هذا الجانب من جوانب الحياة في البلاد امانة لديه فظل يرعاها وزيراً للمعارف ووزيراً للداخلية ورئيساً أو عضواً في كل اللجان التي لها صلة بالتعليم كما استمر يرعاها نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وولياً للعهد ثم ملكاً، فهو بحق رائد التعليم في المملكة ومحدثه ومطوره وحارسه الأمين. لقد ظل الفهد حتى بعد أن أصبح ملكاً على البلاد مصراً على مطاردة شبح الجهل والقضاء على بواقي الأمية، وكان يقول: إن الأمية والجهل ليسا حصراً على الذين لا يقرؤون ولا يكتبون. ان هناك أمية اخرى ربما أخطر يجب القضاء عليها، أمية تنشأ بين المتعلمين والذين لا يسعون إلى تطوير أنفسهم ويتوقفون في زمن لا يتوقف وعالم لا يكف عن الدوران. سنوات البناء
في خطابه الذي ألقاه بمناسبة تخريج الدفعة 33 من جامعة الملك سعود بالرياض قال خادم الحرمين الشريفين لابنائه الطلبة في 28-1-1414هـ الموافق 8-5-1994م أمة بلا علم لا تستطيع أن تعيش مع الأمم.. هذه البلاد قاعدتها وأساسها وتكوينها كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.. إننا سوف نتمسك بهذه الكلمة، وهذا المبدأ الإسلامي الحنيف.. واسأل الله أن يجعلنا دائماً مصلحين بنائين مفيدين). منذ المؤتمر التعليمي الأول الذي عقده المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في السنوات الأولى لوزارته، ظل التخطيط للتعليم وتنميته الشغل الشاغل لوزارة المعارف في محاولة متصلة لتوثيق الصلة بين التعليم والمجتمع، وبين التعليم والتنمية الاقتصادية، والاجتماعية للمملكة، فبعد السنوات الخمس الأولى من عمر الوزارة التي تكامل فيها الجهاز الفني، تميزت السنوات العشر اللاحقة بوضع أو لخطة خمسية للوزارة، وقد سبقت بذلك وضع الخطط الوطنية الشاملة للتنمية في المملكة، كما تميزت أيضاً بظهور نظام تعليم البنات واستكماله وتطويره، اما المرحلة التي تليها والتي تمتد إلى الوقت الحاضر فهي مرحلة خطط التنمية الوطنية وهي الخطط التي دفعت بالتعليم في المملكة إلى التطور الكبير الذي تم تحقيقه في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وتميزت بتأسيس وزارة التعليم العالي، واستكمال الجامعات السعودية، وظهور المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني،وظهرت خلالها المفاهيم العلمية للتطوير التربوي بهدف النهوض بالجانب الكيفي للتعليم وتحقيق مفهومه على أنه استثمار أساسي للقوى البشرية والعامل الأول في تنميتها. لقد تطور قطاع التعليم في عهد الملك فهد في مختلف مراحله ومستوياته، وذلك من ناحيتي الكم والكيف، وتحقق عدد كبير من الانجازات العلمية والتعليمية، وكان الهدف الأساسي تحقيق التطوير المنشود لنظام التعليم في المملكة من اجل اللحقا بركب العصر الذي نعيشه اليوم، وذلك بإجراء مراجعة شاملة وتقويمية لجميع أطراف التعليم ونواحيه، وبالرجوع إلى الحقائق والأرقام تبرز مؤشرات التعليم التي تؤكد ما تحقق في هذا العهد الميمون من نمو سريع ومتلاحق بكل المقاييس، مع توفير فرص التعليم المجاني للجميع. حق التعليم للجنسين على السواء
بدأ تعليم البنات في المملكة العربية السعودية في ظروف صعبة للغاية، فقد كانت هناك معارضة غير مبررة شرعياً لان الإسلام يعتبر العلم فريضة على كل مسلم رجلاً كان أو أمرأة. وكان من حظ تعليم البنات في المملكة أن كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله أول وزير معارف للمملكة، وحمل الوزير الشاب رسالة تعليم البنات والدفع به إلى الأمام فكان من ضمن التحديات التي واجهها بشجاعة وجرأة، وكانت شجاعته وجرأته تنطلق من اقامة الدليل الشرعي على ما يدعو اليه. وهكذا وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - طيب الله ثراه - اعداد الفتاة السعودية علمياً لتكون سيدة بيت واعية، وأماً متعلمة حانية، ومعلمة تربي الأجيال، وطبيبة تؤدي واجبها باحتشام في مستشفيات الوطن. ومن هذا المنطلق ظهرت مئات المدارس للبنات وتلتها الكليات المتخصصة التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات جنباً إلى جنب مع الجامعات السعودية التي فتحت أقساماً للبنات في كل التخصصات.فإلى عهد قريب لم يكن هناك تعليم جامعي للبنات في المملكة، وعندما بدأت بعض الجامعات في قبول الدارسات في عدد من التخصصات كان العدد ضئيلاً. ففي العام الدراسي 1384هـ - 1385هـ، كان عدد الطالبات، في الجامعات السعودية (66) طالبة فقط، وفي عام 1389- 1390هـ، أي قبل إنشاء كليات البنات بسنة واحدة بلغ مجموع الدارسات في الجامعات السعودية (6508) طالبات. ولكن المملكة في تطورها السريع، ومسيرتها التعليمية المباركة التي جعلتها أساساً لنهضتها في كافة الميادين، حرصت على اتاحة التعليم الجامعي كما أتيح للذكور، وفتحت المجالات المختلفة والتخصصات المتعددة التي تلائم طبيعة المرأة، وتخدم المجتمع امام الطالبات. ففي جامعة الملك عبدالعزيز فتح باب القبول للطالبات منذ بدء الدراسة بالجامعة في عام 87-1388هـ الموافق 67-1968م، وتم تخصيص مبنى مستقل للطالبات، وانشئت عمادة خاصة باسم (عمادة الدراسات الجامعية للطالبات) بغية اعطاء قسم الطالبات الاستقلالية مع التنسيق بين هذا القسم من جهة وبين كليات الجامعة واجهزتها من جهة ثانية، ويتم قبول الطالبات للدراسة في الأقسام المناسبة لهن وهي:( الاقتصاد والآداب والعلوم والطب والعلوم الطبية وقسم الاقتصاد المنزلي). كما يوجد قسم خاص للطالبات بفرع الجامعة بكلية التربية بالمدينة المنورة، حيث تدرس الطالبات في الأقسام التربوية المناسبة وكذلك فتحت جامعة أم القرى في مكة المكرمة باب الانتساب في بعض الاقسام للطالبات ابتداءً من العام الدراسي 87-1388هـ. وفي العام التالي تم تخصيص مبنى مستقل، ثم استخدمت بعد سنوات الدائرة التلفزيونية وأكثر التخصصات في الجامعة متاحة للطالبات إلا ما كان منها غير ملائم لطبيعة المرأة. وكذلك فتحت بعض الجامعات المجال أمام الطالبات ولا سيما جامعة الملك سعود للتخصص بما يتناسب وطبيعة المرأة، وبذلك أسهمت هذه الجامعة وبقية جامعات المملكة في التعليم الجامعي للبنات، حيث افتتحت أقسام خاصة بالطالبات، وقبلت أعداد كبيرة، وتخرج عدد من الأفواج، ولا سيما في مجال الطب بكل فروعه، والصيدلة، وبقية الأقسام والتخصصات. وعندما بدأت المدارس الثانوية للبنات بتخريج أفواج متلاحقة من حاملات الثانوية العامة وأصبح عدد الخريجات كبيراً رأت الرئاسة أن من واجبها العمل على اتاحة الفرصة لأكبر عدد من الخريجات، ولا سيما المؤهلات منهن للدراسات الجامعية، ومواصلة الدراسة في التخصصات المناسبة. وكذلك بدأت في افتتاح الكليات الجامعية في المناطق والمدن منعاً للحاجة ولتوافر الاعداد المناسبة من الحاصلات على الثانوية العامة وكان في ذلك البدء بافتتاح كليات البنات التابعة للرئاسة. وفي ضوء هذه الانجازات الكبيرة تم العمل على ايجاد مجتمع نسوي مسلم مؤهل يربط الحاضر الزاهر بالماضي المشرق، ويبني المستقبل بكل ثقة على أسس علمية وايمانية سليمة. لقد حظي تعليم البنات في المملكة باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - مما كان له الاثر الكبير وراء ما تحقق من انجازات ضخمة في مجال تعليم البنات الذي اصبح شاهداً علمياً. الامور والبرامج اهميتها، ولذلك علينا ربط أهم المؤسسات عندنا وهي الجامعات بالتنمية فهو أمر ضروري لانه يعطي الأفضلية، فهذا لا يعني ابداً وبأي حال من الأحوال انه عائق بل العكس هو منظم، ومركز لدور الجامعة في المملكة العربية السعودية وهو اعطاء الأهمية الكبرى التي تستحقها الجامعات). وقد وجه الملك فهد رحمه الله وهو الخبير بأمور التعليم بخضوع انظمة الجامعات في المملكة العربية السعودية للتقويم المستمر بهدف الارتقاء بهذا النوع من التعليم إلى افضل المستويات واعلاها، وكان من أهم نتائج هذا التقويم أن صدر قرار مجلس الوزراء رقم 532 وتاريخ 10-6- 1412هـ القاضي بالغاء نظام الساعات المعمول به في معظم جامعات المملكة واستبدال نظام ايوم الدراسي المعتاد به، كما صدر قرار مجلس الوزراء رقم 60 وتاريخ 2-6- 1414هـ بالموافقة على نظام مجلس التعليم العالي والجامعات، وقد نصت المادة الثانية عشرة منه على أن رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لسياسة التعليم هو ذاته رئيس المجلس، مشيرة بذلك إلى اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالعلم والتعليم بصفة عامة، والتعليم العالي بصفة خاصة. وابتداءً من تاريخ 13-8-1414هـ بدأ العمل بهذا النظام وبدأت مجالس الجامعات تمارس أعمالها برئاسة معالي وزير التعليم العالي. وقد ادى إنشاء وزارة التعليم العالي إلى تقديم أفضل النائج التي ظهر اثرها على التعليم العالي بمختلف قنواته ومجالاته ومظاهره، فقد شهد التعليم العالي في الفترة التي اعقبت انشاء هذه الوزارة نمواً قياسياً في حجمه ونمطه، مع الأخذ في الحسبان عند تنمية هذا المجال وتطويره أن يكون إنشاء المؤسسات التعليمية الجديدة من جامعات وكليات والتوسع في المؤسسات القائمة حالياً، مرتبطاً بواقع المجتمع وحاجاته ومتطلباته خطط التنمية الطموحة. ارتباط التعليم بالصحة في سياسته
وقد شهد التعليم العالي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله العديد من الانجازات العملاقة، فقد تمت اضافة العديد من الكليات المتخصصة إلى الجامعات القائمة لتحقيق التنويع في فرص التعليم العالي، وحسن توزيعه جغرافياً على مناطق المملكة العربية السعودية، وتم افتتاح عدد من الفروع للجامعات المتعددة وتم مؤخراً الاعلان عن إنشاء جامعات جديدة في مختلف مناطق المملكة. هنا نشأ ارتباط وثيق بين الصحة والتعليم في فكر خادم الحرمين الشريفين منذ بداية عهده بالمسؤوليات فعندما تولى وزارة المعارف وكان أول وزير لها ثم تولى وزارة الداخلية اهتم بالخدمات الصحية في القطاع التعليمي واهتم بالتعليم والصحة في القطاع الأمني. وهي معادلة في فكر فهد بن عبدالعزيز ذات اهمية كبرى، هذه الأهمية هي (المواطن الصالح للبناء) تعليم + صحة = مواطن صالح للمشاركة في بناء الوطن والاخلاص له، وقد ظلت هذه المعادلة ومسألة تحقيقها وخدمتها شغله الشاغل عبر مراحل حياته كلها، وعبر المسؤوليات الجسام التي قام بها حتى اصبح ملكا على البلاد في 21-8- 1402هـ. فأصبحت المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر دول العالم اهتماما بالصحة والتعليم وبتوفيرهما لمواطنيها والمقيمين على ارضها. واصبحت المرافق الحكومية المساندة لوزارة الصحة تقدم خدمات صحية عالية الكفاءة بل عالمية السمعة: عن الخدمات الصحية التي يقدمها القطاع الخاص جنبا إلى جنب مع قطاعات الدولة، وتعد وزارة الصحة الجهة الرئيسة التي تتولى مسؤولية الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية، فهي تقوم بتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية من خلال شبكة المراكز الصحية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة، كما تطبق نظام الاحالة الذي يحقق الرعاية الطبية العلاجية لأفراد المجتمع بدءا من مستوى خدمات الممارس العام بالمراكز الصحية حتى مستوى الخدمات العلاجية التخصصية ذات التقنيات المتطورة، وذلك من خلال قاعدة عريضة من المستشفيات العامة والتخصصية. وبالإضافة إلى ما تقوم به وزارة الصحة، تتولى الجهات الأمنية والعسكرية توفير الرعاية الصحية بمستوياتها الأول والثاني والمتخصص بصورة مباشرة لمنسوبيها ولقطاعات اخرى من السكان، كما تتولى وحدات الصحة المدرسية تأمين خدمات الرعاية الصحية الأولية المباشرة للطلبة والطالبات، وتوفر المرافق الصحية التابعة للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية والرئاسة العامة لرعاية الشباب الخدمات الطبية لفئات معينة من السكان، هذا فضلا عن المرافق الصحية التي أنشأتها الهيئة الملكية للجبيل وينبع لتقديم الخدمات الصحية للعاملين بالمدينتين الصناعيتين، إلى جانب ذلك كله، يقوم القطاع الخاص بتوفير الخدمات الصحية من خلال منشآته التي تضم مستشفيات ومستوصفات وعيادات ومختبرات وصيدليات ومراكز علاج طبيعي منتشرة في جميع مناطق المملكة، ولا تقتصر الرعاية الصحية على الوقاية والعلاج فحسب، وانما تمتد إلى الأبحاث الطبية، إذ يقول مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بما لديه من تقنيات عالية باستقبال الحالات التي تتطلب العلاج التخصصي الدقيق فضلا عن قيامه بإجراء البحوث في المجالات الصحية وما يتعلق منها بالمملكة بصفة خاصة، وتسهم الجامعات، عن طريق كلياتها الطبية ومستشفياتها، في تقديم الخدمة العلاجية المتخصصة إلى جانب قيامها بتنفيذ برامج التعليم والتدريب الطبي،واجراء البحوث الصحية بالتعاون مع المراكز البحثية الأخرى، وتقوم جمعية الهلال الأحمر السعودي بعمل مهم وفعال من خلال تقديم الخدمات الطبية الاسعافية خلال مرحلة ما قبل المستشفى سواء في موقع الحادث أو أثناء نقل المريض، هذا بالاضافة إلى عملها المميز في توفير هذه الخدمة بالمشاعر المقدسة لحجاج بيت الله والمعتمرين. هذا وتقوم وزارة الدفاع والطيران بتشغيل تسعة مستشفيات رئيسية، أما الحرس الوطني فيقوم بتشغيل ثلاثة مستشفيات رئيسية وهو المشتري الأكبر الثالث للمعدات والامدادات الطبية بالسوق السعودي، وأما ارامكو السعودية، شركة النفط، والهيئة الملكية للجبيل وينبع فتقومان بتشغيل ست مستشفيات وتنفقان ما يربو على 4 ملايين دولار سنويا على المعدات والامدادات الطبية، وتمتلك المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية مستشفيين في الرياض. الصحة في خطط التنمية
وقد بدأ هذا التطور مع بداية خطة التنمية الثالثة 1400-1405هـ وهي أول خطة قادها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله بشكل أساسي بدأت اواخر عهد جلالة الملك خالد رحمه الله واكتملت في بداية عهد الملك فهد حيث تضاعفت الاعتمادات المالية الممنوحة لوزارة الصحة بصورة مطردة حيث تم اعتماد مبلغ 10742.9 مليون ريال في العام الأخير من خطة التنمية الثالثة، وقدر اجمالي الاعتمادات المالية التراكمية خلال هذه الخطة بما يعادل 40434.8 مليون ريال، أي نحو 2.9% من اجمالي الميزانية العامة للدولة. وتعد خطتا التنمية الثالثة والرابعة البداية الحقيقية لنمو القطاع الصحي كميا ونوعيا في عهد الملك فهد رحمه الله. فقد شهدت المملكة معدلات نمو مرتفعة لاعداد المستشفيات والأسرة بها للتأكيد على دور القطاع الصحي في تحسين المستوى الصحي للمواطن ورفاهية المجتمع، وبلغ معدل النمو السنوي لاعداد المستشفيات 8.5% 9.2% خلال خطتي التنمية الثالثة والرابعة، في الوقت الذي بلغ فيه معدل النمو السنوي للأسرة 10.7% 4.4% خلال خطتي التنمية الثالثة والرابعة على التوالي، كما تم خلال هذه المرحلة تطوير نوعية المستوصفات والنقاط الصحية وتحويلها إلى مراكز صحية أولية لتقدم خدمات الرعاية الصحية بمفهومها الشامل للمواطن، وقدر معدل النمو السنوي لهذه المراكز بنحو 10.1% 5.2% خلال خطتي التنمية الثالثة والرابعة على التوالي، وقد واكب هذا التطور زيادة مطردة في اعداد القوى الطبية العاملة. أما خطة التنمية الخامسة 1410هـ - 1415هـ والخطة السادسة 1415هـ - 1420هـ والخطة السابعة (1420هـ - 1425هـ) فقد تم التركيز خلالها على تحسين نوعية الخدمات الصحية العلاجية والوقائية التي تقدمها المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية على أعلى المستويات والعمل على تحقيق الاستخدام الأمثل لها مع الاستمرار في زيادة معدلات نموها الكمي، فقد ارتفع معدل النمو السنوي لاعداد المستشفيات بشكل كبير كما بلغ ارتفاع معدل النمو السنوي لاعداد مراكز الرعاية الصحية الأولية خلال سنوات خطة التنمية السابعة وستظل هذه المعدلات معتمدة ايضا خلال الخطة الثامنة. ولقد واكب هذا التطور في المرافق والخدمات نمو في القرى الطبية العاملة المدربة اللازمة لتشغيلها، كما ازدادت اعداد فئات التمريض (الممرضون والممرضات والحكيمات والقابلات) من الكفاءات الوطنية مع تطبيق برامج السعودة، أما الفئات الطبية المساعدة التي تضم الصيادلة والكيماويين ومساعدي المختبر والصيدلة والأشعة والتخدير والعمليات والمراقبين الصحيين والاخصائيين الاجتماعيين والعاملين في مجالات العلاج الطبيعي والتغذية وغيرها فقد أصبح أكثر من نصفها من المواطنين السعوديين. أما الفترة الاخيرة خطتا التنمية السادسة والسابعة فقد ركزت على رفع مستوى الخدمات الطبية ورفع كفاءة القوى العاملة وزيادة نسبة الكفاءات الوطنية فيها. وخلال السنوات الاخيرة بلغت تقديرات الصرف على قطاع الرعاية الصحية ما يقرب من 7 بلايين دولار مركزة على تحسين الرعاية الصحية الأولية، فخلال تلك الفترة بلغ تطور العمل الصحي بشقيه الوقائي والعلاجي بالمملكة مستوى عاليا، فبعد أن كان المواطن ينشد العلاج خارج المملكة في الدول العربية الأخرى والدول الاوروبية وامريكا اصبح الآن يحصل على هذه الخدمات داخل المملكة، وتشير التقديرات إلى أن الانفاق الصحي منذ سنة 1422هـ فصاعدا بالمملكة العربية السعودية سوف ارتفع بمعدل 3.5% خلال السنوات التالية ويمثل الانفاق على القطاع الصحي الحكومي معظم هذه المصروفات حيث يستأثر بنسبة 89.5% في حين يستأثر القطاع الخاص بالنسبة المتبقية 10.5% موزعة على الرعاية الطبية، الأدوية، المستشفيات والمختبرات وجوانب أخرى.. وترتبط الكفاءة الانتاجية في القطاع الصحي بتوفير الخدمات الصحية بأكبر قدر من الكفاءة ذات الجودة النوعية، وبأقل قدر من التكلفة الاقتصادية، كما ترتبط من ناحية أخرى بكفاءة أداء العاملين في هذا القطاع، وتجدر الاشارة في هذا الصدد إلى استمرار تحسن المستوى الصحي في المملكة بصورة عامة، بدليل الانجازات التي شهدها هذا القطاع. كما حقق نظامي السجل الصحي العائلي والاحالة اللذين تطبقهما وزارة الصحة خفضا في الطلب على خدمات المستشفيات العامة والتخصصية نظرا لتوفير خدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية بمستوى الممارس العام في المراكز الصحية التي تقدم الخدمة الصحية الأولية، إلا أن تحقيق المزيد من الكفاءة الانتاجية في مجال الرعاية الصحية خلال خطة التنمية السابعة والثامنة يتطلب الاستمرار في تطبيق برامج الجودة النوعية، والمتابعة والتقويم المستمرين لبرامج الرعاية الصحية، وتطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني، والتنسيق بين جميع القطاعات التي تقدم الخدمات الصحية دور القطاع الخاص. اهتمامه بالقطاع الخاص
أكدت الأهداف العامة والأسس الاستراتيجية لخطط التنمية المتعاقبة على الاستمرار في زيادة اسهام القطاع الخاص في عملية التنمية، وفيما يلي أهم مؤشرات خدمات الرعاية الصحية التي يوفرها القطاع الخاص وظهر في السنوات الأخيرة زيادة الاستثمارات في تصنيع الدواء، وتوريد الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية، والكيماويات الدوائية، والمستلزمات الطبية، فضلا عن القيام بتشغيل بعض المستشفيات الحكومية والصيانة والنظافة في جميع المرافق الصحية، ذلك فضلاً عن التنسيق بين خدمات القطاعات الصحية المختلفة من أجل تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد، وذلك من خلال مجلس أعلى تمثل فيه القطاعات ذوات العلاقة كما تم ايضاً زيادة امكانات الكليات الطبية القائمة، والتوسع في افتتاح فروع لها بالمدن المختلفة لاستيعاب المزيد من الطلاب الراغبين المؤهلين لتسريع سعودة القوى العاملة الصحية متزامناً مع تطوير المعاهد الصحية القائمة، والتوسع في افتتاح كليات للعلوم الصحية بمختلف مدن المملكة لاستيعاب المزيد من الملتحقين لمواكبة الطلب المتزايد على الفئات الفنية المساعدة إلى جانب التوسع في برامج الابتعاث والتدريب في الداخل والخارج. وتشجيع القطاع الخاص للاسهام في تأهيل القوى العاملة الصحية وتدريبها من خلال الاستثمار في المجالات التعليمية والتدريبية، وقد أولى الملك فهد رحمه الله اهتماماً برفع اسهام القطاع الخاص في مجال تصنيع الأدوية، والكيماويات الدوائية، والتجهيزات الطية، تهتم برامج هذا القطاع بالنهوض بالرعاية الصحية والمرافق والتجهيزات والبحوث والدراسات وتنمية القوى العاملة، وذلك بهدف توفير الخدمات الطبية الوقائية والعلاجية والاسعافية من خلال تنفيذ برامج الرعاية الصحية، وزيادة مراكز الرعاية الصحية الأولية والأسرة العلاجية، واستكمال مشروعات المرافق الصحية الجاري تنفيذها وانشاء مرافق صحية جديدة فضلا عن تدريب القوى العاملة والاهتمام بالبحوث والدراسات ذات العلاقة بتحسين المستوى الصحي. وخطة التنمية السابعة 1420هـ - 1425هـ وهي خامس وآخر خطة تنمية قادها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله فهي تستهدف زيادة اسهام القطاع الخاص في خدمات الرعاية الصحية، وتوسيع مشاركته في تمويل انشاء المرافق الصحية، وارتفاع استثماراته في تصنيع الأدوية والكيماويات الدوائية والتجهيزات الطبية، ولا شك أن تحقيق هذه الطموحات ومعالجة قضاياها يتطلب المزيد من العمل والانتاج، وعملت خطة التنمية السابعة على تحقيق مجموعة من الأهداف التنموية بنهاية سنة 1425هـ وهي على النحو التالي: تتمثل الأهداف الرئيسة لقطاع الخدمات الصحية خلال خطة التنمية السابعة فيما يلي: - استمرار توفير الرعاية الصحية الأولية بشقيها، الوقائي والعلاجي، وتيسير الحصول عليها من خلال مراكز لرعاية الصحية الأولية مع استمرار دعم خدمات الرعاية العلاجية بمستوياتها التخصصية. - استمرار تحسين المستوى الصحي، وخفض معدلات الاصابة بالمرض والوفاة. - اعداد القوى العاملة الصحية وتطويرها لسد الاحتياجات لها كماً ونوعاً. - خفض معدل الاصابة بالبلهارسيا لكل مائة ألف نسمة إلى أقل من 200 حالة في المناطق العالية التوطين، مع الحفاظ على معدلات منخفضة في المناطق الأقل توطينا، والحفاظ على نظافة المناطق الخالية من العدوى. - الحفاظ على معدلات عالية في تحصين الأطفال ضد الأمراض المعدية، بمستوى لا يقل عن 95% للدفتريا والسعال الديكي والكزاز وشلل الأطفال والحصبة والدرن. - توفير الرعاية الصحية للأمهات بواسطة مهنيين صحيين إلى ما لا يقل عن 95% من الأمهات اللاتي توفر لهن هذه الرعاية. - رفع نسبة الولادات التي تتم بواسطة مهنيين صحيين إلى ما لا يقل عن 95%. - افتتاح 250 مركز رعاية صحية أولية وتشغيلها. - اضافة 4630 سريرا بمستشفيات تم الانتهاء من انشائها وتجهيزها. - انشاء 44 مستشفى جديدا بسعة 50 سريرا للمستشفى. - انشاء 15 مستشفى جديدا تتراوح سعتها ما بين 100 و 500 سرير، ومركزين تأهيليين للأمراض المزمنة بسعة 300 سرير لكل منها. - انشاء 500 مركز للرعاية الصحية الأولية، - افتتاح 60 مركزا للاسعاف. - تجهيز 130 مركزا اسعافيا (متنقلا) وتشغيلها سنويا خلال موسم الحج في المشاعر وطرق الحج، أرقام تشهد ويوجد في الوقت الحاضر أكثر من 319 مستشفى عاماً وتخصصياً بالمملكة بالاضافة إلى ذلك تنتشر بين ربوع المملكة مئات مراكز رعاية الصحية الأولية في المناطق الحضرية والريفية معا وحوالي 45% من المستشفيات تقع في المنطقة الغربية في حين يوجد 35% منها في المنطقتين الوسطى والشرقية، وقد خطت المملكة في عصر الملك فهد رحمه الله خطوات واسعة في مجال الخدمات التشخيصية والعلاجية وبلغت مستوى يمكن مقارنته بالمستويات الموجودة في أرقى دول العالم، فقد أصبح من الميسور الآن اجراء عمليات زراعة الأعضاء بنجاح بما في ذلك زراعة الكبد والكلى وإلى حد ما زراعة الرئة والقلب، وبعد التوسع الكبير الذي شهدته المملكة في الـ 24 سنة الماضية حيث أصبحت المستشفيات السعودية من أفضل المستشفيات تجهيزاً في الشرق الأدنى وقد صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين رحمه الله منذ بداية حكمه بتوفير العلاج المجاني الراقي لجميع سكان المملكة بالاضافة إلى حوالي 4 ملايين حاج ومعتمر يزورون المملكة سنويا، وجاء اقرار تطبيق نظام التأمين الصحي التعاوني لأجل اعطاء دفعة جديدة في سبيل تقديم خدمات صحية أعلى كفاءة ونوعية، وقد وافق مجلس الضمان الصحي مؤخرا على القوانين واللوائح التنفيذية الخاصة بنظام الضمان الصحي التعاوني وذلك تطبيقا للأمر الملكي رقم 10 بتاريخ 21-5-1420هـ. إن هذه الخطوة من شأنها حفز قطاع الرعاية الصحية بشكل عام وقطاع التأمين الصحي على وجه الخصوص، ويقدر حجم سوق التأمين الناتج عن هذا المشروع بحوالي 6 بلايين ريال 1.6 بليون دولار أمريكي بينما يبلغ حجم هذا السوق حاليا 700 مليون ريال 186.66 مليون دولار امريكي. وهكذا استطاعت المملكة العربية السعودية في ظل القيادة الحكيمة والرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله أن تقدم لمواطنيها وللمقيمين على أرضها ولحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل أنواع الرعاية الصحية والخدمات الوقائية والتثقيف الصحي مما رفعها إلى مصاف ارقى الدول في العالم وجعلها أفضل دول المنطقة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. مدينة الملك فهد الطبية
من أكبر المشروعات الطبية التي نفذتها المملكة العربية السعودية حتى الآن، مدينة الملك فهد الطبية. وقد أشرفت على تنفيذ هذا المشروع لجنة من كبار موظفي وزارة الصحة، وقد أقيم هذا المشروع، الذي يعد صرحا جديدا يضاف إلى منظومة المؤسسات الصحية، على مساحة 580.000 متر مربع والمدينة عبارة عن عدد من المستشفيات التخصصية ومركز التأهيل الطبي إلى جانب العيادات الخارجية، وتعد المكونات التالية المكونات الأساسية للمدينة: 1- مستشفى عام يضم 510 أسرة، موزعة على الأقسام الباطنية والجراحية والنسائية وأقسام الولادة والأطفال والعظام، 2- مستشفى الأطفال، وسعته 280 سريرا 3- مستشفى الولادة، وسعته 254 سريرا 4- مستشفى الصحة النفسية، وسعته 300 سرير 5- مركز التأهيل الطبي (العلاج الطبيعي) وسعته 140 سريرا، 6- العيادات الخارجية، وهي تضم جميع التخصصات الرئيسية: مثل:الجراحة، الباطنية، الأسنان، العيون، الأذن والأنف والحنجرة، وكل عيادة مؤلفة من غرفتين، ويلحق بالعيادات الخارجية معمل لاعداد وتركيب أطقم الأسنان، وتوجد في المستشفى ثماني غرف عمليات كبرى، وغرفتان للعمليات الجراحية العادية، وغرف للعناية المركزة، ومركز لزراعة الكلى يمكنه اجراء مائتي زرع كلية في العام الواحد، ويحتوي جناح الأشعة في المستشفى على ثماني غرف أشعة، بعضها مزود بأجهزة التصوير الطبقي، وهي أحدث ما توصل اليه العلم في هذا المجال، وتبلغ تكاليف جناح الأشعة وحده اثنين وعشرين مليون دولار أمريكي، يضاف إلى ذلك مختبر يمكنه اجراء اربعة آلاف في اليوم الواحد وبنك للدم، وقد جهز المطبخ بحيث ينتج خمسة آلاف وجبة طعام في الفترة الواحدة وهي تخدم نزلاء المستشفى وموظفيه الذين يقدر عددهم بخمسة آلاف شخص، وفي المستشفى ايضا قسم للاسعاف والطوارئ يحتوي على أربعين سريراً، وهو متصل مباشرة بجناح العمليات، وفي المستشفى أيضا قسم خاص بملفات المرضى، يتبعه قسم للأشعة، ومختبر، لتحليل العينات المطلوبة من قبل الأطباء بسرعة فائقة. كما تضم المدينة مجمعاً سكنياً لاسكان الموظفين مؤلف من سبع مجموعات وعدد وحداتها 2561 وحدة سكنية، وقد افتتحها مؤخراً ولي العهد آنذاك الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. رعاية المواطن اجتماعياً
على أن اهتمام الملك فهد طيب الله ثراه تواصل صاعداً للارتقاء بالمستوى الاجتماعي ولم يتوقف عند معطيات التعليم والصحة فقط، امتدت توجيهات الملك فهد إلى التعمق في ترجمة معنى المواطن الصالح عمليا بحيث يكون الهدف الاستراتيجي لعمليات التنمية، فكانت توجيهاته تتمثل في الاهتمام بالإنسان من حيث هو كائن حي يفكر ويعمل ويؤثر ضمن اطار من القيم الإسلامية والمعايير العلمية، فكان التركيز على مسألة التنمية الاجتماعية من خلال الاهتمام بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فعلى قدر ما يتوفر لأفراد المجتمع من خدمات وقدرات واشباع للحاجات تستطيع الدولة أن تصنع المواطن الصالح الكفء المحب لوطنه. وبتعدد الخدمات واتساع المرافق وزيادة الاحتياجات التي زادت مع عدد السكان فإن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حملت مسؤوليات جساماً في هذا العهد الزاهر كما لم تحملها من قبل، وهو أمر حتمته طبيعة المرحلة التاريخية التي تمر بها المملكة، والاهتمام الذي لقيته مسألة (العمل) و (الشؤون الاجتماعية) من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله وذلك لارتباطهما بالحياة اليومية للمواطن مصدر رزقه واستقراره النفسي والاجتماعي. ويرتبط تاريخ اهتمام الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه بالخدمة الاجتماعية بتاريخ اهتمامه بالتعليم الذي تنبثق منه الرعاية الاجتماعية الصحية، والعلاقة بين التعليم والمجتمع موضوع له أولوية كبيرة في نوع الخدمات التي تقدم للمواطنين في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، ذلك أن التعليم لا يثمر إلا في بيئة اجتماعية صالحة قائمة على التكافل والتعاضد، والمجتمع لا ينهض إلا بالتعليم. وتعد وكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية من اهم وكالات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فهي الجهة المنوط بها توفير الرعاية الاجتماعية للمواطنين الذين تحيط بهم ظروف اجتماعية يعجزون عن مواجهتها والتغلب عليها باعتمادها على قدراتهم وامكاناتهم الذاتية، كما انها احدى الجهات التي تتولى دعم الترابط العائلي وحماية الأسرة من التفكك، وتعمل من أجل رعاية الأمومة والطفولة والشباب بوصف هاتين الفئتين أمل الأمة ومستقبلها، وتسعى الوكالة إلى الاسهام في وقاية المجتمع من الانحرافات والمشكلات والظواهر الاجتماعية السلبية التي تعرقل مسيرته وتعوق تقدمه وتعمل من اجل تحويل قواه البشرية المعطلة بسبب الاعاقة البدنية أو العقلية او لظروف اجتماعية واقتصادية قاهرة إلى طاقات منتجة من خلال رعاية وتدريب وتأهيل الأفراد في مؤسسات ومؤاكز الرعاية الاجتماعية المختلفة أو من خلال تقديم الاعانات المستمرة للأسر التي تقوم بمهمة توفير الرعاية كبديل للمؤسسات وتقديم العون للأسر المحتاجة للرعاية والمساعدة. هذا إلى جانب تشجيع ودعم القطاع الأهل الخيري التطوعي للإسهام في تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية في شتى صورها. كما تعمل الوكالة في وضع البرامج والمشاريع التي تسهم في تنمية المجتمعات المحلية في شتى أنحاء المملكة والوصول بها إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأفضل من خلال سعيها المتواصل إلى تلبية احتياجات هذه المجتمعات ومقابلة متطلبات الأساسية. وتهتم الوكالة بإدارة عمليات التنمية في المجتمعات المحلية لاحداث التغيير المنشود عن طريق تقديم خدماتها لرفع مستوى الأفراد في المجتمع وتزويدهم بالخبرات والمهارات والمعارف الجديدة التي تعينهم على تدبير شؤونهم، وحل مشكلاتهم، واكسابهم خبرات ومهارات مفيدة تحفز على العمل والتعاون، وتحمل المسؤولية من خلال اتاحة الفرصة للمواطنين بدراسة احتياجاتهم ووضع الحلول العملية لمشكلاتهم، بالاضافة الى اهتمام برامج مشروعات التنمية التي تنفذها الوكالة بتنمية الموارد البشرية عن طريق النهوض بالجوانب الثقافية والصحية والاجتماعية والاقتصادية وتغيير العادات والمفاهيم غير السليمة. وتولي الوكالة قطاع التعاونيات عنايتها واهتمامها إيماناً منها بأن النشاط التعاوني يمثل جانباً مهماً من جوانب النشاط الاقتصادي الوطني، وعنصراً أساسياً في برامج تنمية المجتمعات المحلية، يقوم على أساس من المبادرة الذاتية والمشاركة الجماعية للمواطنين، بالاعتماد الى حد كبير على الموارد المادية والبشرية التي يمكن توفيرها محلياً. وتكثف جهودها نحو الاهتمام ببرامج رعاية الاسرة والطفولة لكون الأسرة هي الركيزة الأساسية في بناء المجتمع الإنساني. وقد حرصت الوكالة على الأخذ بمبدأ توازن الخدمات، كما وجهت الوكالة اهتمامها المتكافئ إلى القطاع الأهلي التطوعي بوصفه شريكاً له إسهامه المهم والرائد في إرساء دعائم الرعاية الاجتماعية في المجتمعات المحلية، وفي الحقيقة لقد حققت مسيرة الرعاية الاجتماعية بالمملكة خلال هذه الفترة القصيرة من عمرها تطوراً ملحوظاً لا تقل نتائجه عما حققته العديد من دول العالم في سنوات طويلة، وما كان ليتحقق هذا لولا ما هيأته حكومتنا الرشيدة من دعم متواصل وما حظيت به برامجها من اهتمام خاص، فجاءت خدماتها وأنشطتها تأكيداً للاهتمام الذي توليه الدولة لجميع المواطنين دون استثناء وتوفير الرعاية الاجتماعية للمواطنين المحتاجين لذلك. وبرامج الرعاية الاجتماعية كثيرة ومتنوعة تهتم بالفرد والأسرة والمجتمع ومن بين هذه البرامج ما يلي: رعاية الطفولة
اهتمت الدولة بالطفولة في جميع المجالات تربوياً واقتصادياً واجتماعياً ونفسياً وتعليمياً، وذلك برعاية البذرة الخيرة التي فطر الطفل عليها، ودعمت الدولة ذلك مادياً وبشرياً ليرتقي في معيشته إلى مصاف الدول المتقدمة، ولما للطفل من أهمية كنواة لامتداد المجتمع، فقد حشدت الجهود لإتاحة الفرصة له ليستمتع بحقوقه الأساسية، وينشأ النشأة اللائقة في محيط أسري واجتماعي متكامل، بما يمكنه من الاسهامات الفعالة في تنمية واستقرار ورخاء مجتمعه ووطنه، ورفعة دينه الإسلامي الحنيف، ويتضح ذلك من خلال مؤسسات الرعاية المتخصصة وهي: * دور الحضانة الاجتماعية تقبل دور الحضانة الاجتماعية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من وقت الولادة وحتى نهاية سن السادسة، وقد هيئت هذه الدور لتوفير المناخ الاجتماعي، والنفسي المناسب اضافة إلى الإيواء الكامل بما يعوض الطفل عن غياب الأسرة الطبيعية. * دور التربية الاجتماعية للبنين والبنات يلقى طلاب وطالبات دور ومؤسسات التربية الاجتماعية كافة أوجه الرعاية وبرامج التربية الرياضية والبرامج التثقيفية والترفيهية المناسبة بالاضافة إلى الايواء الكامل، وتستقبل هذه الدور الطلاب من سن السادسة حتى الثانية عشرة، ثم يواصلون دراستهم بعد ذلك في مؤسسات التربية النموذجية التي تعدهم الإعداد الجيد، حتى يستطيعوا من خلاله الإسهام الفاعل في مجالات العمل والانتاج في المجتمع، وتظل الفتيات بدور التربية للبنات حتى يتم اعدادهن ربات بيوت قادرات على تهيئة حياة أسرية كريمة. ويصرف الطلاب وطالبات دور التربية الاجتماعية مكافآت مالية لسد احتياجاتهم منها 20.000 ريال لكل فتاة عند زواجها. واستمراراً للدعم الأبوي من الملك فهد طيب الله ثراه الذي حرص دائماً على تقديم كل ما شأنه مساعدة الايتام والمحتاجين، فقد صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 105 وتاريخ 9-5-1419هـ بالموافقة على شمول طلاب دور التربية الاجتماعية من الأيتام، ومن في حكمهم، ومن ذوي الظروف الخاصة، بإعانة الزواج المقررة لفتيات دور التربية. * مؤسسات رعاية الأطفال المشلولين: تشمل برامج الرعاية الاجتماعية العناية بالأطفال المشلولين داخل مؤسسات خصصت لرعايتهم، وتهدف إلى تقديم الرعاية الاجتماعية الصحية والنفسية المناسبة للمصابين بعاهات خلقية أو مرضية تعوقهم عن سهولة الحركة الطبيعية من الجنسين، الذين تقع اعمارهم بين الثالثة والخامسة عشرة من العمر، وذلك لتنمية ما لديهم من قدرات واعدادهم لتقبل حالتهم، والعمل على تكيفهم اجتماعياً ونفسياً مع المجتمع. رعاية الأطفال الأيتام تعد الإدارة العامة لرعاية الأيتام بوكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية المسؤولة والمشرفة على كافة شؤون الأيتام ورعايتهم، وتهدف إلى العمل لوضع السياسات العامة لرعاية الأطفال الأيتام ومن في حكمهم من الفئات الاجتماعية ذات الظروف الخاصة من مجهولي الأبوين، وشمولهم بالرعاية والتربية والاصلاح، وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية السمحة، وبأساليب علمية حديثة، وذلك من خلال برنامجي الأسرة الحاضنة التي تقدم رعاية كاملة، والأسرة الصديقة التي تقدم رعاية جزئية. وتقدم الوكالة خدمات رعاية الأيتام من خلال المؤسسات التربوية التالية: * دور الحضانة الاجتماعية وهي مؤسسات اجتماعية تهدف إلى تقديم الرعاية الشاملة للأطفال الصغار من الأيتام، ومن في حكمهم من ذوي الظروف الخاصة مجهولي الأبوين، ممن لا تتوفر لهم الرعاية السليمة في الأسرة أو في المجتمع الطبيعي، وتعمل لتوفير المناخ الاجتماعي والنفسي المناسب للأطفال من سن الميلاد حتى تمام السادسة من العمر. * دور التربية الاجتماعية للبنين والبنات تهدف إلى إيواء الأطفال الأيتام مجهولي الأبوين ومن في حكمهم ممن بلغوا السادسة من العمر - من الجنسين - وتهيئة المناخ المناسب لتكون الدار بمثابة عائل مؤتمن بديل عن الأسرة الطبيعية، وتقديم الرعاية المتكاملة لهؤلاء الأطفال لنموهم نمواً سليماً وتكيفهم مع أنفسهم ومع مجتمعهم، حيث يستمرون بها حتى الثانية عشرة من العمر. * مؤسسات التربية النموذجية تعد المرحلة التالية لرعاية الأيتام الذكور الذين يتخرجون في دور التربية الاجتماعية بعد حصولهم على الشهادة الابتدائية، وهؤلاء الأيتام هم عادة من الطلبة الممتازين المتفوقين في الدراسة النظرية، وتهدف من إيوائهم واحتضانهم إلى توفير فرص الرعاية والتعليم المتوسط والثانوي لهم فيما بعد. * إدارة التتبع الاجتماعي وتعمل لمتابعة احوال الأيتام داخل الدور والمؤسسات الاجتماعية، وكذلك الأطفال الأيتام المحتضين لدى الأسر البديلة وفق نظام تتبعي شامل، للاطمئنان على حسن رعايتهم، وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية السليمة، وتتواصل جهودها بمتابعة خريجي الدور والمؤسسات الاجتماعية من الجنسين، للتأكد من سيرهم على الوجهة الصحيحة، وعدم وجود مشكلات تعترض سبل حياتهم. رعاية الأحداث
ارتكزت مبادئ رعاية الأحداث الجانحين على عدد من المفاهيم والنظريات المستمدة من الشريعة الإسلامية، منها النظر إلى الحدث الجانح على أنه مريض يجب علاجه، لا مجرم يتحتم عقابه، ثم النظر إلى أنه ما دام أن جنوح الأحداث وانحرافهم يتعلم ويمارس، فحري بحسن الخلق والسلوك القويم أن يتعلم ويمارس أيضاً، وذلك من خلال التهذيب والتعليم والتقويم والتوجيه، وتتم رعاية الأحداث من خلال الدور التالية: * دور التوجيه الاجتماعي تعنى بتحقيق أسس التربية والتقويم والإصلاح والتأهيل السليم لفئات الأحداث المعرضين للانحراف ممن تراوح اعمارهم بين سبع سنوات ولا تتجاوز ثماني عشرة سنة، من المارقين من سلطة أولياء امروهم، أو المشرفين، نتيجة لأوضاع أسرهم أو المهددين بالانحراف لاضطراب وسطهم الأسري، اذ تعتمد هذه الدور في خططها على مواجهة تلك الانحرافات باتخاذ التدابير الوقائية من خلال الاكتشاف المبكر للأحداث الذين تظهر عليهم بوادر الانحراف وفقاً لمعايير علمية وأسس تربوية سليمة. * دور الملاحظة الاجتماعية تسعى دور الملاحظة الاجتماعية للعمل لدراسة اسباب مشكلات الأحداث الجانحين وايجاد الحلول المناسبة لها، كما تعتمد في خططها على الجانب العلاجي للأحداث الجانحين، حيث تنظم دور الملاحظة للموقفين بها البرامج الهادفة والأنشطة الموجهة المتنوعة، لمقابلة احتياجاتهم مع تعديل بعض المفاهيم الخاطئة وتغيير سلوكهم إلى الأفضل، وتحقيق التكيف السليم لهم، وتعد دور الملاحظة الاجتماعية بيتاً اجتماعياً لملاحظة الأحداث الجانحين، وتفهم مشكلاتهم، ودراسة سوء توافقهم، وتشخيص عللهم السلوكية والانحرافية، لتقديم العون والمساندة والرعاية لهم لتمهيد طريق اعادة تقويمهم واصلاحهم. * مؤسسات رعاية الفتيات مؤسسات تعنى بتحقيق أسس الرعاية والتقويم الاجتماعي، وتقوية الوازع الديني للفتيات السعوديات اللاتي تعرضن لظروف اجتماعية ونفسية قاهرة، أجبرتهن على التعثر وتنكب الطريق المستقيم، والعمل لتحقيق الرعاية الصحية والتربوية والتعليمية والتدريبية السليمة للفتيات الجانحات اللاتي يحتجزن رهن التحقيق أو المحاكمة، وكذلك اللاتي يقرر القاضي بقاءهن في المؤسسة ممن تقل أعمارهن عن ثلاثين سنة. وتعتمد تلك المؤسسات في خططها على البرامج العلاجية، وتنظم للملحقات بها عدداً من البرامج الهادفة والأنشطة الموجهة والمناسبة لخصوصيتهن، وذلك لمقابلة احتياجاتهن وتعديل سلوكهن للأفضل وتحقيق التكيف السليم، حيث تأتي برامج مؤسسات رعاية الفتيات بمثابة خط دفاع اجتماعي أولي لحماية بعض الفتيات والنسوة اللاتي تنكبن الطريق ووجدن العثرات في طريقهن، والمعوقات التي أعاقت حسن توافقهن واستقامتهن. رعاية وتأهيل المعوقين
يتم تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية اللازمة للمعوقين على اختلاف فئاتهم، وتوفير البرامج التأهيلية المناسبة للقادرين منهم على مزاولة المهن والحرف التي تتناسب مع امكاناتهم وقدراتهم المتبقية للاعتماد على أنفسهم في كسب رزقهم وتصريف أحوالهم. وتقدم برامج رعاية المعوقين الرعاية من خلال المؤسسات التالية: * مراكز التأهيل المهني تشتمل هذه المراكز على العديد من وحدات التدريب المهني، ويمكن تحويل المعوق إلى التدريب في المجتمع تحت اشراف مركز التأهيل، وتدفع أجور التدريب، ويحصل المعوق خلال فترة التدريب على الرعاية الطبية والاجتماعية والنفسية وخدمات العلاج الطبيعي والاقامة والاعاشة وتوفير ملابس وأدوات التدريب، ويحصل المتدرب على مكافأة شهرية. * مراكز التأهيل الاجتماعي وتختص بإيواء ورعاية حالات شديدي الاعاقة الذين يتعذر تأهيلهم مهنياً نتيجة لشدة العجز، أو تعدد الاعاقة أو التخلف العقلي الشديد من فئة البلهاء والمعتوهين ممن تقل نسبة الذكاء لديهم عن 50 درجة، وحالات الشلل الرباعي أو الدماغي أو الخلقي أو الضمور الشديد في الأطراف، وذلك لتخفيف العبء عن أسرهم وتوفير الرعاية الصحية والنفسية لهم، وتأهيل الحالات التي تصلح منهم اجتماعياً لتعويدهم على خدمة أنفسهم بأنفسهم. * مراكز التأهيل الشامل تضم هذه المراكز اقساماً للتأهيل المهني، واقساماً لرعاية شديدي الاعاقة من الجنسين كل على حدة، ويوجد بهذه المراكز أقسام للحضانة الخاصة برعاية صغار المعوقين ممن تقع أعمارهم بين 3-12 سنة تقدم لهم كافة البرامج والخدمات التي تقدم للمعوقين. * مراكز الرعاية النهارية للفئات الخاصة من الأطفال المعوقين تهدف هذه المراكز إلى توفير برامج الرعاية والتأهيل المناسبة للمعوقين خلال ساعات النهار، وذلك تخفيفاً عن كاهل أولياء امورهم، وخصوصاً العاملين الذين لا يستطيعون توفير الرعاية المناسبة لأبنائهم المعوقين خلال فترة دوامهم الرسمي. وفي مجال رعاية المسنين فإن المملكة العربية السعودية تعد من الدول العربية والإسلامية التي تعمل العمل بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقد بدأت خدمات رعايتهم في عهد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - فأولى العجزة والمسنين عناية خاصة وأمر بصرف المخصصات لهم، وإنشاء الدور الخاصة بالعناية بهم، وكانت تتبع الخاصة الملكية ولما كان اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وهاجسه - رحمه الله - تكريس العمل بتعاليم الإسلام الخالد، فقد أرسى - أيده الله - تلك الثوابت قولاً وعملاً، فأصبحت خدمات رعاية المسنين في هذا العهد الزاهر تنتهج اسلوباً متميزاً وفريداً يخضع دائماً للتطوير والتقويم واستخدام أحدث الوسائل العلمية. وتستقبل دور الرعاية الاجتماعية كبار المسنين من الجنسين الذين أعجزتهم الشيخوخة عن العمل، أو عجزوا عن القيام بخدمة أنفسهم. المشاركة الاجتماعية
وجه الملك فهد -رحمه الله- جهود الدولة نحو تنمية المجتمعات المحلية مستهدفاً في ذلك رفع شأن المواطن وتحسين أحواله الاقتصادية والاجتماعية والارتقاء بمستواه المعيشي.. وقد تمكنت الدولة في عهده من ذلك بعنايتها ودعمها المستمر والمتواصل لمشروعات التنمية التي تقوم بها مراكز التنمية الاجتماعية ومراكز الخدمة، وبتعاونها في ذلك مع الوزارات المشاركة في عملية التنمية وأخذها بمبدأ مشاركة الأهالي للنهوض بالمجتمعات المحلية. وتعد لجان التنمية الاجتماعية المحلية احدى الوسائل الجديدة التي تم اتباعها لتغطية أكبر عدد ممكن من المناطق في المملكة التي لا تصل اليها خدمات المراكز وهي في أمس الحاجة اليها، ومن خصائصها سهولة التكوين والبساطة في التكاليف المالية محققة أقصى فائدة ممكنة. الجمعيات التعاونية
في عهد الملك فهد -رحمه الله- أولت الدولة عنايتها واهتمامها بالتعاونيات ايماناً منها بأن الجمعيات التعاونية أجهزة قادرة على الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما أنها مؤسسات لتجميع القدرات وامكانات الأهالي وتعبئتها لدعم الاقتصاد الوطني، ولقد أصبح التعاون اساساً في تطوير وتنمية المجتمعات المحلية وتحقيق خدمات اقتصادية لمرافق حيوية في مختلف شؤون حياة المواطنين في مجالات الزراعة الحديثة ومتطلباتها، والمهن الحرفية، والتموين الاستهلاكي، والانارة الكهربائية، والمواصلات، وكذلك العيادات الطبية، ورياض الأطفال، كما امتد النشاط التعاوني لبعض خدمات اجتماعية متعددة لتحسين أوضاع البيئة ورفعة شأنها. الجمعيات الخيرية الأهلية
تؤدي الجمعيات الخيرية الأهلية مهام رئيسية ونشطة في مجالات الرعاية الاجتماعية المختلفة، وذلك بهدف تقديم المزيد من هذه الخدمات للمواطنين في بيئاتهم المحلية، وتعمل الجمعيات الخيرية على الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي لسكان المناطق التي تقوم على خدماتها، من أجل ذلك تحرص الوكالة على تشجيع تأسيس هذه الجمعيات وانتشارها في مختلف المناطق وتعمل على دعمها مالياً وفنياً وإدارياً حتى تواصل مسيرتها الخيرة لصالح الوطن والمواطنين. وقد بلغ عدد الجمعيات الخيرية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله 220 جمعية منها 21 جمعية نسائية، وتقدم الجمعيات خدماتها المتنوعة في مجالات رعاية الطفولة، والعجزة والمعوقين والتعليم والتدريب ورعاية الشباب والعناية بالمرافق العامة والخدمات.
|