* القاهرة- مكتب الجزيرة- إنصاف زكي: أكد علماء الأزهر الشريف ومفكرون إسلاميون مباركتهم للمبايعة التي قام بها الشعب السعودي للملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد، وقالوا: إنه العزاء الحقيقي في رحيل سلفه الملك فهد، مشيرين إلى أن الملك الجديد سوف يواجه التحديات الراهنة من منطلق العروبة والإسلام. أكد فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف أن مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز هي مبايعة كريمة ومباركة، وقال: أتمنى له تواصل المسيرة بنجاح والسير على نهج سلفه الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز، فالمملكة تعتبر دولة رائدة وحققت إنجازات كثيرة على طريق الإسهامات والدعم المادي والمعنوي في كل المجالات التي من شأنها رفعة الإسلام والمسلمين، ولا شك أن المملكة في ظل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ستواصل النهضة؛ لأنه يمتلك الفكر الواعي والقدرة على امتلاك زمام الأمور ومواصلة الإنجازات بفضل الله وعونه الذي أفاء وأسبغ على المملكة كل خير وأتمنى لها كل التقدم. وقال الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق: إنني آمل كل الخير في ولاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجديدة والمبايعة التي حظي بها وجاءته من كل طوائف الشعب السعودي، تؤكد أنه هو الرجل القائد المناسب الذي يمتلك القدرة على إدارة جميع الأمور، وهو ليس غريباً عنها، بل كان يقود بحنكة وسياسة رشيدة المملكة ويعمل على تنفيذ سياساتها عندما كان ولياً للعهد، لذا فهو خبير بكل أمور الدولة وتوجهاتها، ويكرِّس كل جهده في خدمة الأمة الإسلامية والعربية وتوطيد الصلات التي تربط بين المملكة ومختلف بلدان الأمتين العربية والإسلامية وفي القلب منها العلاقات المميزة التي تربط بين المملكة ومصر، فالمملكة لها أدوارها الرائدة في خدمة ومساندة القضايا الإسلامية ولها المبادرات والمساهمات الفعالة في هذا السياق سواء بتقديمها الدعم المعنوي أو المادي في إنشاء المساجد وتطوير التعليم الأزهري وإقامة المباني التعليمية، التي تصب في النهاية في خدمة الأمة الإسلامية، وأتمنى كل التوفيق والنجاح للملك عبدالله بن عبدالعزيز ومواصلة الإنجازات الكبيرة بما يحقق مصالح الشعب السعودي والشعوب الإسلامية والعربية بسياسته الحكيمة والرشيدة والتي وضع أساسها الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز. ومن جانبه أكد الدكتور فوزي الزفزاف وكيل الأزهر الشريف على أن مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعد مبايعة مباركة فهو الرجل الذي سيكمل مشوار الإنجازات الكبيرة والعظيمة للمملكة، والتي قطع فيها الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز أشواطاً كثيرة، فالملك عبدالله بن عبدالعزيز يسير على نهج أسلافه العظام وله مواقفه العظيمة وسجل إنجازاته يؤكد ذلك وهو لا يتوانى عن تقديم الدعم والمساندة في مجال الدعوة الإسلامية والمساعدات المالية والعلمية، خصوصاً إلى أبناء الأقليات الإسلامية والبلاد الفقيرة، وهذا الدور الذي كان يضطلع به الملك فهد سيسير فيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة الدعوة الإسلامية. يقول الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق: قبل أن أتقدم بتهنئتي وتهنئة الأمة الإسلامية بتولي ومبايعة الملك عبدالله ملكاً على المملكة العربية السعودية أشاطره الأحزان في وفاة المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز وأدعو الله العلي العظيم أن يلحقه بالشهداء والصالحين، وأؤكد أن الأمة الإسلامية والعربية وشعب المملكة العربية السعودية سيشهد تواصلاً للمسيرة واستكمالاً لعهد ممتلئ بالإنجازات، واستكمالاً لمسيرة الملك فهد وخطوات الملك عبدالله منذ أن كان ولياً للعهد، والتي خلق خلالها روحاً من الحب والثقة بمواقفه الجادة تجاه المشكلات والقضايا التي واجهت الأمة العربية والإسلامية في الفترة التي كان فيها ولياً للعهد، فقد حقق للوطن العربي بهذه المواقف رأياً سديداً وساند جميع القضايا العربية المطروحة على الساحة التي من أهمها قضية فلسطين التي ظل طوال سنوات توليه كولي للعهد من أبرّ الشخصيات المساندة للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى قضية العراق، وقضايا الإرهاب التي فرضت نفسها على المنطقة، فقد فازت الأمة الإسلامية بمبايعة الملك عبدالله وننتظر المزيد من العطاءات للأمة الإسلامية ولشعب المملكة. فالوطن العربي يواجه في هذه الأيام العديد من التحديات التي من أبرزها مواجهة الإرهاب والموقف في العراق والتصعيد الإسرائيلي في الأراضي المحتلة وهي من أبرز الأحداث التي تشهدها الأمة العربية والإسلامية حالياً والمملكة تقوم بدور كبير تجاه هذه التحديات وتعمل في خانة توحيد جهود الأمة العربية وعدم السماح بوجود توترات ومشاكل بين الدول العربية، وما قامت به القيادة السعودية في عهد الملك الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز من تدعيم لهذه المواقف العربية سيتواصل بإذن الله في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعين من الحكمة في الرأي السديد لقيادات المملكة ورأب أي تصعيد في الأمة العربية والإسلامية وعدم طغيان المشاكل على مسيرة النهضة والتقدم التي شهدها هذا البلد الآمن وإعلاء شأن التقارب العربي وتدعيم الوحدة العربية والإسلامية، وكل هذا هي مبادئ المملكة التي لا تتجزأ فالمملكة لها تاريخها المشرف والحافل بالمساعدات والمحاولات لجمع شمل الدول العربية حول كلمة واحدة والتصدي للمشكلات التي تواجه المجتمع العربي. وأشاد الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي الشهير بالانتقال السلس في السلطة وأعرب عن اعتقاده بأن ما حدث يجب أن يكون نموذجاً يحتذى في عملية انتقال السلطة، وأشار عمارة إلى أن ما حدث يدل على قوة المبادئ التي رسخها آل سعود، وعن الملك الجديد قال عمارة: إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشهور عنه أنه رجل مواقف؛ لأن تاريخه يؤكد ذلك فهو عروبي وإسلامي وأعتقد أنه سوف يقدم الكثير والكثير للأمتين العربية والإسلامية وهذا قدره وهو أهل له لأنه يحكم في بلد غير عادي، إنه يحكم في منبع النور تلك البقعة الطاهرة التي خرج منها الإسلام. وأكد الشيخ محمد الراوي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن الملك عبدالله سوف يسير على نهج أسلافه وسوف يسير على طريق النهضة التي بدأها آل سعود، التي حوَّلت المملكة من صحراء جرداء إلى ما هي عليه الآن من رقي وتطور، وقال الراوي: إن الملك عبدالله رجل معروف عنه حبه للأمتين العربية والإسلامية ولذلك فهو سيواصل العطاء كما أنه معروف عنه كراهيته للإرهاب ولذلك سوف يعمل بإذن الله تعالى على اجتثاث جذور الإرهاب الأسود من هذه الأرض المباركة التي شهدت منذ فجر الإسلام الأول سماحة هذا الدين الحنيف. وأكد الراوي على أن الملك عبدالله هو العزاء الحقيقي لرحيل الملك فهد.
|