Friday 5th August,200511999العددالجمعة 30 ,جمادى الثانية 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

فقيد الأمة والوطنفقيد الأمة والوطن

إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإن الكلمات لتقف عاجزة عن التعبير عن عظم المصيبة التي يحس بها كل مواطن سعودي وهو يتلقى نبأ وفاة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه، تعجز الكلمات أن تعبر عن مشاعر الألم والحزن الذي يعتصر القلوب لهذا الحدث الجلل وتعجز الكلمات أن تعطي لباني النهضة السعودية المعاصرة ولو جزءاً قليلاً مما يستحق لقد كان الفهد يرحمه الله والداً للصغير وأخاً للكبير وقائداً محنكاً جمع بين الأصالة والمعاصرة والبصيرة النافذة والمواقف الشجاعة المشرفة من قضايا بلاده وأمته العربية والإسلامية واستطاع بما وهبه الله من حنكة سياسية ومهارة قيادية وخبرات واسعة أن يبني للمملكة العربية السعودية كياناً حضارياً معاصراً في وقت قياسي لم تبلغه غيرها من الدول في مئات السنين.
الملك فهد طيب الله ثراه كان رجل المبادىء الثابتة والمواقف الشجاعة في الدفاع عن مصالح شعبه وأمن وطنه وقضايا أمته العربية والإسلامية وكان بعد الله السند الأول لكل مسلم على وجه الأرض ناهيك عما شهدته المملكة في عهده من تقدم حضاري مذهل في كافة المجالات، لقي احترام وتقدير العالم بأسره حتى أصبحت المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في السياسة الدولية والاقتصاد العالمي ودولة محورية هامة في جميع القضايا العربية والإسلامية والدولية وخاصة قضية فلسطين التي اعتبرها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - تغمده الله برحمته ورضوانه - قضيته الأولى كما هو نهج والده الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأبناؤه البررة من بعده.
الملك فهد طيب الله ثراه تنبه منذ وقت مبكر ومنذ توليه منصب أول وزير للمعارف أن بناء الوطن يبدأ من بناء المواطن لذلك اهتم يرحمه الله بالتعليم وأعطاه جل اهتمامه فكانت القفزات التعليمية والتربوية الهائلة سواء من خلال انتشار المدارس في كل شبر على أرض الوطن أو من خلال الجامعات والمعاهد والكليات المختلفة التي لا تكاد تخلو منها محافظة أو مدينة من مدن المملكة أو من خلال البعثات الدراسية الخارجية للاستفادة من الخبرات والتقنية والتكنولوجيا العالمية في مختلف العلوم المعاصرة، وقد ساهم كل ذلك في عملية البناء والتنمية والتقدم الحضاري الذي نقطف ثماره اليوم ونحن نتفيأ ظلال هذا الكيان الشامخ أمناً واستقراراً ورخاء وحضارة ورقياً وعزة وكرامة وشموخاً لكل من يعيش على ثرى هذا الوطن الطاهر.
الملك فهد يرحمه الله لم يكن ملكاً للمملكة العربية السعودية فحسب ولكنه كان زعيماً عربياً وإسلامياً ورجل دولة على مستوى العالم بأسره لم يكن ممن يركضون وراء بريق الإعلام والشعارات ويعتمدون على المزايدات بقضايا الأمة بحثاً عن المكاسب الشخصية ولكنه كان يعمل بصمت من أجل خدمة بلاده ومواطنيه وخدمة قضايا أمته العربية والإسلامية وخدمة السلام والاستقرار العالمي لذلك كانت الفاجعة فيه على مستوى العالم بأسره وكان بحق فقيد الإسلام والأمة والوطن وكل محب للخير والسلام على هذه الأرض.
وإذا كنا نودع الملك فهد اليوم بقلوب باكية وعيون دامعة فإن مآثره الخالدة ستبقى بيننا نتوارثها جيلاً بعد جيل وما من حاج أو معتمر أو زائر للحرمين الشريفين إلا سيذكر للملك فهد يرحمه الله ما قام به من أعمال جليلة في توسعة وعمارة الحرمين الشريفين وعمارة مكة المكرمة وطيبة الطيبة خدمة للإسلام والمسلمين وما من قارىء لكتاب الله إلا سيذكر للملك فهد طيب الله ثراه عمله الجليل في إنشاء أكبر مجمع لطباعة المصحف الشريف وترجمة معاني القرآن لمختلف اللغات لنشر كتاب الله - الذي هو أساس الدين الإسلامي الحنيف - بين مختلف الأمم والشعوب.
مصابنا عظيم وخطبنا جلل ولكنه قضاء الله وقدره الذي لانملك أمامه إلا التسليم بقضاء الله وقدره، وعزاؤنا في خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذين سعدنا جميعاً بتسليم البيعة لهما ونحمد الله على اتحاد الكلمة ووحدة الصف وما منّ به على هذه البلاد من نعم ظاهرة وباطنة ونسأله جلت قدرته أن يتغمد فقيدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بواسع رحمته ورضوانه وأن يجعل كل ما قدمه لدينه ولوطنه ومواطنيه وأمته العربية والإسلامية في ميزان حسناته وأن يجبر مصابنا ويجعل في خليفته وولي عهد الأمين الخير للعباد والبلاد ويحفظهما ذخراً للإسلام والمسلمين ويوفقهم وإخوانهم لما يحب ويرضى إنه ولي ذلك والقادر عليه.
رحم الله الفهد وأسكنه فسيح جناته.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

عبدالله بن محمد الربيعة
وكيل محافظة المجمعة

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved