يانيلُ املأْ رافديكَ دِماءَ
يا سَدُّ غيض في الصخورِ الماءَ
يا أزهرٌ للدينِ فهدٌ حارسٌ
فلتبكِ، ليسَ الماجدون سواءَ
يا كلَّ أهرامٍ بمصر تأثرت
بفجيعةٍ، عمَّتْ هذا بلواءَ
يا كلَّ أهليَ في الوجودِ أنا الذي
أبكيه، صرتُ مشاعراً عمياءَ
يا شعْر حطمْ كل أقلامي، ولاَ
تبقِ هناكَ الشعرَ والشعراءَ
فهدُ العروبة في رحاب الخلد، قدْ
لقيَ الإله ، تنعماً ورضاءَ
أعطى لدين الله غاية جهدهِ
بذلٌ بصدقٍ ما أحقَّ عطاءَ
يا كلَّ إسلامٍ وكل مدائن
ماتَ الحبيبُ، وكنتمُ الأبناءَ
فهوَ الذي ملكَ القلوب محبةً
كم كان في وقتِ البلاءِ سخاءَ
لو لم يكنْ غيرُ التوسع شاهداً
في ساحة الحرمين طابَ ثناءَ
يا فهدَناَ كنتَ المواسي جرحنا
كنت الأريبَ توحداً وإخاءَ
كنت التجمعَ عند رأب الصدع، إذْ
دبَّ النزاعُ، وكنتَ ثم دواءَ
حزني كمثل العالمينَ أبثهُ
أشجان قلبي حسرةً وبكاءَ
العالمون بفرط حزنٍ سادرٍ
فقدوكَ، كنتَ مع الجميع وفاءَ
ما كنتَ يوماً غيرَ حكمةِ قائد
ما كنتَ إلاّ فائقاً حكماءَ
العالمون بكل أجناس غدوا
في قلب فهدٍ إخوةً كرماءَ
مصرُ الحزينةُ شعبُها وقيادةٌ
مصرُ الفقيد له الجميعُ ولاءَ
مصرُ التي في حبها للفهد قدْ
عاشتْ وصالاً مالئاً أنحاءَ
اليوم في فقد الحبيب مصابُها
جللُ ولنْ تنسى له الآلاءَ
مصرُ الكنانةُ حزنها وبكاؤُها
عمَّ الجوانبَ، والجميعُ فداءَ
يا فهدُ كنتَ لنا حبيب حياتنا
ما كنتَ إلا شامخاً علياءَ
حب بمصر لذي الجزيرةِ راسخٌ
مكنتهُ منذ ابتدأتَ لقاءَ
يا مصرُ: إنك بالمصابِ أليمةٌ
يا مصرُ صبراً فالمصابُ بلاءَ
يا إخوتي في أرضنا بجزيرتي
صبراً، فما جزعٌ يرد قضاءَ
يا شعبنا المكلوم فهدُ دائم
في إخوةٍ ، في منهجٍ، بناءَ
هذا ولي العهد صار مليكنا
كالفهد يمضي عزة شمَّاءَ
سيقودُ للخير العميم بلادنَا
شربا سويا همَّة وإباءَ
يا أمةَ الإسلام فهدٌ قدوةٌ
باقٍ، ولسنا بعدهُ فرقاءَ
الحزن سادرُ والحدادُ مفزعٌ
لو كنتُ أملكُ لاستبقتُ فداءَ
أنا واحدٌ، لكَّن فهداً أمةٌ
إني كما الأيتامِ صرتُ سواءَ
لكن ركباً ماضياً لا ينثني
في عزمةٍ لسنا بها إبطاءَ
قد صارَ (عبدُالله) بعدَ فَقيدنا
ملكاً لنا - أكرمْ بذاكَ مضاءَ
هو (خادم الحرمين) أيضاً إنه
كالفهدِ ينهضُ دائماً إعلاءَ
سيدومُ أمنُ شاملٌ وتطورٌ
ويظل عهد بالمليكِ رخاءَ
هي بيعةٌ مني ومصرَ، وكلنا
فهو الجديرُ بأن نكونَ ولاءَ
أيِّدهُ يا الله، أنت نصيرنا
باركْ لهُ الأعمالَ والآراءَ
واجعل بلادي للعقيدة قمةً
في العالمين تمكنا وعطاءَ