فجعت محافظة القويعية كباقي محافظات المملكة بنبأ وفاة مليكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته - لقد كان لهذا النبأ وقع مؤلم في النفوس وترك لنا أسنة الكمد وحرقة الكبد وحزن الفراق. مولاي خادم الحرمين الشريفين لو كان شعبك في استطاعته أن يفديك من الموت لفديناك جميعاً، ولكن الموت سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً.. والموت يا مولاي خلقه الله وقدره على جميع عباده وذلك لحكمة كبرى ذكرها الله في كتابه الكريم: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } (2) سورة الملك . إنها حقيقة وطأة حزن ومصاب جلل خيم على قلب كل مواطن ومقيم في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وكذلك على قلب كل مسلم.. وسيسجل لك التاريخ والأمة الإسلامية بأحرف من نور ما قدمته للإسلام والمسلمين سواء في توسعة الحرمين الشريفين أو طباعة كتاب الله أو في نصرة قضاياهم ونصرتهم على أعدائهم الذين تكالبوا عليهم.. وسيسجل لكم التاريخ بأحرف من نور ما قدمته لشعبك من نهضة علمية وحضارية وسيسجل لك التاريخ بأحرف من نور ما قدمته لفقراء ومساكين المسلمين في المملكة وخارجها. أدعو الله أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يشملك بفيض مغفرته وأن يسكنك فسيح جناته وأن يسبغ عليك من نعيم الجنان ويرزق شعبك ومحبيكم وفقراء وضعفاء المسلمين الصبر والسلوان وإنا بفراقكم لمحزونون .. وإن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر النفس ولتحتسب ما عند الله من خير وأعظم أجراً. ولا أملك هنا إلا أن أتقدم بأحر التعازي واصدق المواساة لعموم الأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم والأمة الإسلامية جمعاء وعزائي الوحيد أن الأمانة سلمت إلى رجل هو أهل لها.. وبهذه المناسبة أبايع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على كتاب الله وسنة رسوله، كما أبايع ولي عهده الأمين على ذلك أعانهم الله على حمل الأمانة ونفع بهم الأمة العربية والإسلامية.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
بداح بن عبد الله البداح |